ميليشيات مسلحة وصراع للسيطرة على منفذ "رأس جدير".. ماذا يحدث على الحدود التونسية الليبية؟

منذ 8 أشهر 89

أغلقت السلطات التونسية والليبية، اليوم الثلاثاء، معبر رأس جدير الحدودي بين البلدين، بعد نشوب اشتباكات بين مجموعات مسلحة كادت أن تتطور إلى اشتباك واسع.

وقالت وزارة الداخلية الليبية في بيان إن مجموعات خارجة عن القانون هاجمت المعبر، الذي عادة ما يشهد مرور أعداد كبيرة من الليبيين إلى تونس لتلقي العلاج وعبور شاحنات محملة بالبضائع قادمة من الاتجاه المعاكس.

وأضافت وزارة الداخلية التي تتخذ من طرابلس مقراً لها: "إن هذا العمل الذي قامت به هذه المجموعات الخارجة عن القانون لن يتم السكوت عنه، وسوف تتخذ الإجراءات القانونية وأشد العقوبات على الضالعين فيه".

من جانبها قالت الإذاعة الرسمية التونسية فجر الثلاثاء، إنه "تم غلق المعبر الحدودي من الجانب التونسي إثر تبادل إطلاق نار بالجانب الليبي، وذلك حفاظا على سلامة المواطنين القاصدين الأراضي الليبية".

وأضافت الإذاعة أنه "تم السماح للمواطنين العالقين بالمعبر من الجانب الليبي الدخول إلى تونس إلى حين استقرار الوضع الأمني بالمعبر".

ويشهد المنفذ الآن توقف طوابير من السيارات الخاصة والشاحنات التي تحمل البضائع على الجانبين، وفق المصدر ذاته، الذي نبه إلى حجم المشقة الواقع على الأسر الليبية، خصوصا في ظل شهر رمضان.

وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة محترقة في رأس جدير وأصوات إطلاق نار وأشخاصا يركضون خائفين.

وكان وزير الداخلية عماد الطرابلسي قد أوعز الإثنين، إلى "قوة إنفاذ القانون" التابعة لوزارته، بالتدخل في رأس جدير من أجل "مكافحة التهريب والتجاوزات" وضمان سلامة المسافرين.

وبحسب وسائل الإعلام المحلية، اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن التي أرسلتها طرابلس والجماعات الأمازيغية التي تسيطر فعلياً على هذا المركز الحدودي، والتي تتبع مدينة زوارة.

وقال شهود عيان إن قوة من غرفة زوارة العسكرية، التى هاجمت عناصر تابعة للحكومة، توجهت للمعبر للسيطرة عليه، وأكدت مصادر الغرفة سيطرتها على المعبر، في حين دعا المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا إلى النفير العام، وتسخير كل الإمكانات المتاحة للمجهود الحربي، تزامناً مع اجتماع طارئ لكل عمداء البلديات الأمازيغية في مقر بلدية زوارة، حيث تم إعلان حالة النفير والطوارئ بين الكتائب العسكرية في جبل نفوسة وزوارة.

ويقع معبر "رأس جدير" في مدينة بنقردان بمحافظة مدنين جنوب شرق تونس، ويبعد نحو 30 كلم عن مركز المدينة، وقرابة 180 كلم عن العاصمة الليبية طرابلس.