بدت مونيكا لوينسكي شخصاً آخر يتعذر التعرف عليه وهي تحتل صدارة حملة أزياء بارزة، في ما يمثل خروجاً صارخاً عن الفضيحة التي لحقت بها منذ أكثر من عقدين من الزمن بسبب علاقتها مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.
ويعتبر الظهور الأول لمونيكا لوينسكي في عالم عرض الأزياء الساحر جزءاً من مبادرة تقوم بها دار الأزياء المستدامة "ريفورمايشن" Reformation (التي تعني الإصلاح) التي تهدف من خلالها إلى حث الناس على التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024.
هذا واختيرت السيدة البالغة من العمر 50 سنة كوجه إعلاني لحملة "You’ve Got the Power" (تملكون القوة) التي تروج لمجموعة ملابس العمل في وقت أشادت فيه العلامة التجارية بالمتدربة السابقة في البيت الأبيض باعتبارها نموذجاً يحتذى به للشابات.
ويمثل هذا تحولاً ملحوظاً في التصور العام بالنسبة إلى السيدة لوينسكي، التي كانت تبلغ من العمر 22 سنة عندما انخرطت في علاقة غرامية مع الرئيس الأميركي كلينتون البالغ من العمر 50 سنة آنذاك.
وعندما ظهرت تفاصيل علاقتهما، نفى بيل كلينتون ذلك بشكل قاطع قبل أن يقر لاحقاً "بإقامة علاقة جسدية غير لائقة" مع لوينسكي التي تصغره بـ27 سنة.
وصفت مونيكا لوينسكي بأنها نموذجاً يحتذى به للشابات من قبل ماركة الأزياء ريفورمايشن (ريفورمايشن)
وبالنسبة إلى لوينسكي التي تبلغ اليوم العمر نفسه الذي كان يبلغه الرئيس السابق في فترة علاقتهما الغرامية التي استمرت 18 شهراً، أدى الهيجان الإعلامي الذي تلى الفضيحة إلى سنوات من التشهير المؤلم وتلقيبها بالفاسقة، فيما أسهم الإنترنت، الذي كان لا يزال في أولى مراحله في ذلك الوقت، في تفاقم الفضيحة.
ولم تتوقف الإساءات، بل استمرت وأصبحت بلا هوادة لدرجة أن لوينسكي حاولت الانتحار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحدثت لوينسكي للمرة الأولى علناً عام 2015 عندما ظهرت على منصة "تيدكس" وكشفت عن أن والدتها كانت تجعلها تستحم فيما تترك باب الحمام مفتوحاً وبأنها كانت "تجلس بجانب سريرها كل مساء".
وبعد سبع سنوات من تحول لوينسكي إلى كاتبة وناشطة مناهضة للتنمر، أصبحت امرأة تتحكم بمصيرها وأعادت تشكيل الرأي العام تجاهها مع أن كثيرين قدموا لها الدعم منذ البداية.
ويشكل اختيارها من دار "ريفورمايشن" والحملة التي تقوم بها بالتعاون مع موقع "فوت دوت أورغ " "vote.org" خطوة إضافية نحو الأمام يراد منها في الوقت نفسه تعزيز نسبة المشاركة في الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) التي من المحتمل أن تشهد عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض مجدداً.
في الحملة، ظهرت لوينسكي وهي ترتدي طقماً مؤلفاً من قطعتين من الكتان الأحمر من مجموعة "مويا" الخاصة بعلامة الأزياء الذي يبلغ ثمنه 298 جنيهاً استرلينياً (377 دولاراً) وظهرت على موقع الشركة على الإنترنت إلى جانب اقتباس جاء فيه "التصويت هو استخدام صوتك لإسماعه للعلن وهو أكثر ما يحدد العملية الديمقراطية".
أما الكلمات التي ترافق صورة تظهرها وهي ترتدي فستان من مجموعة "ليسندر" Lysander باللونين الأسود والأبيض ويبلغ سعره أيضاً 298 جنيهاً استرلينياً، فتشرح سبب اختيار علامة "ريفورمايشن" للسيدة لوينسكي وجهاً لحملتها.
وجاء في العبارة التي أرفقت بالصورة: "لوقت طويل، عملت مونيكا على تمكين النساء من استخدام أصواتهن وجعلهن يشعرن بالقوة. ولهذا من البديهي أن تساعدنا في بلوغ الهدف نفسه. وفيما لن تتمكن الملابس الرائعة من إصلاح كل شيء، إلا أن ارتداءها والذهاب بها إلى صناديق الاقتراع يشكل نقطة انطلاق رائعة".
وفي مقابلة مع مجلة "إيل" Elle نشرت يوم الإثنين، قالت لوينسكي: "لا أعلم إن كان ذلك سيبدو مبتذلاً، ولكن أعتقد أن الطريقة التي يمكن للمرأة أن تشعر بها بمزيد من القوة والتمكين هي من خلال معرفتها بالجوانب التي قد تحتاج فيها إلى مزيد من المساعدة وجعلها قادرة على طلب تلك المساعدة".
وفي سبيل الحملة، تورد "ريفورمايشن" معلومات للناس حول كيفية التسجيل للتصويت. وأعلنت العلامة التجارية بأنها تبرعت بمبلغ 20 ألف جنيه استرليني (25 ألف يورو) لموقع "فوت دوت أورغ" الذي يعمل على تشجيع الناس للمشاركة في عملية التصويت.