موجة حر على اسم الوحش "سيربيروس" الجهنمي في جحيم دانتي.. هل ستنجو أوروبا من القاتل الصامت؟

منذ 1 سنة 154

تم تسمية نظام الضغط العالي الذي يؤثر على المنطقة، والذي عبر البحر الأبيض المتوسط من شمال إفريقيا بسيربيروس، على اسم الكلب ذي الرؤوس الثلاثة في الأساطير اليونانية القديمة الذي كان يحرس مدخل "عالم الأموات".

وجدت دول المتوسط نفسها فجأة بين فكي "سيربيروس"، وهو الإسم الذي أطلق على موجة الحر التي تجتاح المنطقة منذ عدة أيام ... موجة جعلت يوميات السكان لا تطاق وقد تزداد معاناة سكان جنوب أوروبا من موجة الحارة التي من المتوقع أن تزداد سوءًا مع اقتراب نهاية الأسبوع.

فربما قد تصل درجات الحرارة في دول أوروبا المطلة على البحر المتوسط إلى 45 درجة مئوية اعتبارًا من يوم الجمعة.

تم تسمية نظام الضغط العالي الذي يؤثر على المنطقة، والذي عبر البحر الأبيض المتوسط من شمال إفريقيا بسيربيروس، على اسم الكلب ذي الرؤوس الثلاثة في الأساطير اليونانية القديمة الذي كان يحرس مدخل "عالم الأموات".

تستعد عدة دول لإعداد إجراءات الطوارئ وتنبيهات الهاتف المحمول وتعديل مستويات العمل خلال موجة الحر. في أثينا والمدن اليونانية الأخرى، تم تغيير ساعات العمل في القطاع العام وعدة شركات أخرى لتجنب حرارة منتصف النهار، في حين تمّ فتح المناطق المكيفة للجمهور.

احتشد السياح وسط أثينا تحت بخاخات الماء تجنبا للحرارة، السائح المجري بالينت جولان البالغ من العمر 24 عامًا قال إن "الأمر يشبه الإقامة في إفريقيا ... الجو ليس أكثر حرارة مما هو عليه في المنزل حاليًا ... الأمر صعب".

تقوم وكالة الفضاء الأوروبية بتعقب موجة "سيربيروس"، إذ حذرت من أن موجة الحر ستشعر بها عدة أجزاء في شمال أوروبا. وقالت الوكالة: "تواجه إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا موجة حر كبيرة، وقد تصل درجات الحرارة إلى 48 درجة مئوية في جزيرتي صقلية وسردينيا، وهي أعلى درجات الحرارة التي سجلت على الإطلاق في أوروبا".

أكد خبراء الأرصاد الجوية في النرويج تسجيل درجة حرارة قياسية بلغت 28.8 درجة مئوية في سليتنيس فير بالطرف الشمالي من النرويج، وهو أعلى رقم قياسي سابق منذ يوليو-تموز 1964 عندما وصل مقياس الحرارة إلى 27.6 درجة مئوية. 

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة قالت إن درجات الحرارة العالمية المسجلة في أوائل يوليو تموز- كانت من بين أعلى درجات الحرارة المسجلة على الإطلاق.

في الوقت الذي يخشى فيه السياسيون الإسبان من تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الإقبال على الانتخابات العامة هذا الشهر، تمت تغذية الحيوانات بحديقة مدريد هذا الأسبوع بطعام مجمد لتوفير الإحساس بالإنتعاش وسط الحرارة الشديدة.

لم يتردد حراس الحديقة في تغذية حيوانات الباندا والدببة ببوضات البطيخ والسردين المجمد كما وُضعت دلاء من اللحوم المجمدة للأسود على أمر توفير الإنتعاش.

ودعت الإعلانات التلفزيونية في إيطاليا سكان المدن إلى رعاية حيواناتهم الأليفة والتواصل بانتظام مع الأقارب المسنين. تشهد إيطاليا موجة حرّ رغم العواصف التي تسببت في قطع الأشجار في منطقة إيطالية على الحدود مع سلوفينيا والنمسا وتساقط البرد بالقرب من بيرغامو في منطقة لومبارديا.

وفرت الأمطار بعض الراحة في كرواتيا، ولكن صدرت أوامر إخلاء بعدة مناطق حيث اجتاحت حرائق الغابات المناطق الساحلية من البلاد. في مقدونيا الشمالية، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في ارتفاع حاد في نداءات الطوارئ، للمساعدة الصحية، وبفعل إرتفاع درجات الحرارة تدفق السكان في كوسوفو، إلى شاطئ اصطناعي قرب العاصمة بريشتينا. 

وفي قبرص حثت السلطات سكان الجزيرة الواقعة على البحر المتوسط على تجنب مناطق الغابات حيث يمكن أن تتسبب جولات الإصطياف الغابية في إندلاع حرائق غابات عن غير قصد.

في الوقت نفسه، واجهت خدمات الطوارئ بتركيا المجاورة حرائق وفيضانات متزامنة أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص. في منطقة ميلاس جنوب غرب، تمكن 600 رجل إطفاء بمساعدة 26 طائرة ومروحية من السيطرة على حريق غابات.

نائب وزير الزراعة التركي فيسيل ترياكي قال: "بينما يشهد جانب من البلاد حرائق غابات، هناك فيضانات وطوفان على الجانب الآخر ... في بلدنا وكذلك في جميع أنحاء العالم، نحن نكافح ظاهرة تغير المناخ".