موجة الحر بأوروبا قد تصل إلى 49 درجة: إيطاليا تضع 15 مدينة في حالة تأهب قصوى على الخط الاحمر

منذ 1 سنة 161

سجل العالم أكثر أيامه حرارة على الإطلاق الأسبوع الماضي، وألقى العلماء باللوم على مزيج من الاحترار العالمي طويل المدى الناجم عن غازات الاحتباس الحراري، مع دفعة قصيرة الأجل من ظاهرة النينيو.

وضعت إيطاليا 15 مدينة في حالة تأهب قصوى بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع استمرار موجة الحر الشديدة في معظم أنحاء جنوب أوروبا.

وحذرت وكالة الفضاء الأوروبية، التي تراقب أقمارها الصناعية درجات حرارة الأرض والبحر، من أن أجزاء من إيطاليا قد تشهد أعلى درجات حرارة مسجلة على الإطلاق في القارة.

 يذكر أن الرقم القياسي في القارة حالياً هو 48.8 درجة مئوية، كانت قد سجلت في صقلية في آب/أغسطس 2021.

تشير التوقعات إلى إمكانية أن تسجل صقلية وسردينيا 49 درجة مئوية هذا الصيف.

الأمر لا يقتصر على إيطاليا، فقد حذرت وكالة الفضاء الأوروبية أيضاً من أن إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا تواجه جميعها ظروفاً قاسية.

أغلقت اليونان معبد الأكروبوليس الأثري خلال الفترة الأشد حرارة (من 12 ظهراً حتى 5 مساءً) من يوم الجمعة لحماية السياح، ومن المتوقع إغلاق الموقع مرة أخرى السبت. وبلغت درجات الحرارة في أثينا ذروتها فوق 40 درجة مئوية، وأُنزل بعض السياح من المعبد في عربات غولف ونُقلوا إلى كراس متحركة بسبب الإجهاد وعدم القدرة على تحمل الحرارة.

كذلك حذرت وزارة الحماية المدنية اليونانية من مخاطر حرائق الغابات في خمس مناطق، وطلبت من الناس تجنب القيام ببعض المهام كحرق الأعشاب الضارة خوفاً من اندلاع حرائق. بسبب موجة الحر والجفاف ضربت حرائق الغابات أجزاء من كرواتيا بالقرب من ساحل البحر الأدرياتيكي.

من جهتهم أطلق علماء الأرصاد الجوية الإيطاليون على المرحلة التالية من الموجة الحارة الأوروبية اسم "شارون" - في إشارة إلى مركب أرواح الموتى في الأساطير اليونانية. يأتي هذا بعد الأسبوع الذي أطلق عليه اسم "سيربيروس" تيمناً بكلب العالم السفلي ذي الرؤوس الثلاثة.

سجل العالم أكثر أيامه حرارة على الإطلاق الأسبوع الماضي، وألقى العلماء باللوم على مزيج من الاحترار العالمي طويل المدى الناجم عن غازات الاحتباس الحراري، مع دفعة قصيرة الأجل من ظاهرة النينيو، وهي ظاهرة طبيعية ترتفع فيها درجة حرارة سطح البحر في الوسط والشرق الاستوائي للمحيط الهادي بشكل غير طبيعي، وتحدث مرة كل 2-7 سنوات لكنها من الممكن أحياناً أن تتكرر كل 18 شهراً بحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو.

وفي إطار دراسة عن تأثير درجات الحرارة المرتفعة في الصيف نُشرت نتائجها هذا الأسبوع، كشف الباحثون أن ما يقرب من 61000 شخص ربما لقوا حتفهم الصيف الماضي في جميع أنحاء أوروبا بسبب الحرارة الشديدة.

وقالت جوان باليستر، الأستاذة في معهد برشلونة للصحة العالمية، إن فرنسا تعلمت دروساً من موجة الحر القاتلة عام 2003 التي يمكن أن تتبعها دول مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا والبرتغال، وأضافت جوان المؤلفة المشاركة في الدراسة أن "هناك إجراءات رخيصة نسبياً كقيام الهيئات العامة بإحصاء السكان المعرضين للخطر، كما هناك إجراءات أكثر تكلفة بكثير، مثل إعادة تصميم المدن لتحسين ظروف الإسكان".

وحذر الأطباء من أن كبار السن الأكثر فقراً الذين يعانون من مشاكل صحية هم الأكثر عرضة للخطر.