مواهب سعودية تشق طريقها في عالم الرسم بأدوات خاصة، تخلق مزيجاً فنياً بين النار واللوحة، عبر موهبة «فن الحرق على الخشب» التي تعدُّ من أصعب فنون الرسم على الألواح الخشبية لجمعها بين فن الرسم والخط، ولصعوبة التراجع عند أي خطأ خلال عملية الرسم؛ وهي إحدى تقنيات الرسم التي تجمع بين الرسم والخط، كما يستخدم فى بعض الأحيان النحت لإبراز جوانب ومؤثرات فنية على اللوحة.
ويستخدم في الرسم آلة تسمى «الكاوية»، وهى نفسها التي تستخدم في لحام وفك الأجزاء الإلكترونية ويتفاوت اللون بين الأسود والبني الغامق والفاتح، وتتحرى الدقة فيها وتخفيف الضغط على آلة الحرق، وتثقيلها في آن آخر؛ لخلق تفاوت بين الأسود والبني الغامق ثم الفاتح للتعبير عن الظل والضوء، ويلجأ إليه البعض لكسر المألوف وابتكار طرق جديدة للرسم في محاولة منهم للتعبير عن الواقع باستخدام تقنيات مختلفة.
فاطمة الرويلي، إحدى موهوبات فن الرسم بالحرق على الخشب في محافظة طريف ذكرت في تقرير نشرته «واس» أنها بدأت ممارسة هذا الفن في أيام مرحلة الدراسة الثانوية، وأول لوحة لها بالحرق على الخشب في عام 1420هـ عندما كانت طالبة في الجامعة بعد أن وجدت الدعم والتشجيع من عائلتها ثم من زوجها، واستطاعت بهذا الدعم تجاوز الصعوبات والتحديات، والقدرة على التنسيق بين المنزل والوظيفة والموهبة. شاركت في العديد من المهرجانات وملتقيات الفنون التشكيلية. وأشارت إلى أن الحرق على الخشب من الأعمال الصعبة بسبب عدم إمكانية التراجع عن الخطأ بحرية مثل باقي أنواع الرسم، إضافة إلى أن اللوحة الواحدة تحتاج إلى وقت طويل، إذ إن الرسم بالحرق على الخشب يحتاج إلى إدراك لإمكانات ماكينة الحرق والضوء والظل فى اللوحة، ويختلف عن أنواع الرسومات الأخرى؛ لأنه يحتاج إلى تدريب آخر غير حركة اليد وهو قوة ضغط اليد عند الرسم، إضافة إلى الجمع بين الرسم والخط.