موانئ الولايات المتحدة تحت المجهر.. كيف تهدد رافعات صينية الأمن القومي الأمريكي؟

منذ 8 أشهر 97

كان تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل أيام، كشف عن وجود رافعات صينية الصنع في الموانئ الأمريكية، بما في ذلك الموانئ العسكرية، قد تسمح للصين بالتجسس على نشاطات أمريكا، بسهولة.

تم العثور على أجهزة اتصال في رافعات صنعتها شركة صينية، وتستخدم عبر موانئ الولايات المتحدة؛ مما أثار مخاوف من احتمال استخدامها للتجسس.

لذا، تم تكليف لجنتين من الكونغرس بالتحقيق في هذه الأجهزة، ووجدتاها على العديد من الرافعات. 

ونفى الحزب الحاكم الصيني استخدام تلك الأجهزة لأغراض التجسس، ورفض مخاوف الكونغرس، ووصفها بأنها "جنون العظمة".

وكان تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل أيام، كشف وجود رافعات صينية الصنع في الموانئ الأمريكية، بما في ذلك الموانئ العسكرية، قد تسمح للصين بالتجسس على نشاطات أمريكا، بسهولة.

وقد تعاونت لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب مع اللجنة المعنية بالصين في التحقيق، حيث تم العثور على عدة أجهزة اتصال على الرافعات.

وأدى تقرير الصحيفة الأمريكية، إلى ارتفاع منسوب القلق لدى القادة الأمريكيين، خاصة أن 80% من رافعات الشحن المستخدمة في الموانئ الأمريكية هي من صنع شركة ZPMC الصينية.

وأشار بعض مسؤولي الأمن القومي والبنتاغون، إلى أنه صحيح أن الرافعات جيدة من حيث النوعية وسعرها جيد، إلا أنها تحتوي على أجهزة استشعار متطورة تستطيع تسجيل وتتبع مصدر ووجهة الحاويات. 

مما يثير مخاوف من أن الصين قد تكون قادرة على الوصول إلى معلومات حساسة جدا ومعرفة المواد التي تشحن داخل أو خارج البلاد لدعم العمليات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.

وأشار بيل إيفانينا المسؤول الأمريكي السابق في مكافحة التجسس، إلى أن هذه الرافعات قادرة أيضا على توفير وصول أي شخص يسعى لتعطيل تدفق البضائع، حتى ولو كان بعيدا.

"مدفوعة بجنون العظمة"

وقال ممثل عن السفارة الصينية في واشنطن، إن مخاوف الولايات المتحدة بشأن الرافعات تعتبر محاولة غير مبررة لعرقلة التعاون التجاري والاقتصادي مع الصين، ووصفها بأنها "مدفوعة بجنون العظمة".

وأضاف أن "استخدام ورقة الصين ونشر نظرية التهديد الصيني أمر غير مسؤول، وسيؤدي إلى إلحاق ضرر بمصالح الولايات المتحدة".

وتزايد انزعاج مسؤولي البنتاغون والمخابرات في الوكالات الأخرى في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من التهديد المحتمل المتمثل في التعطيل والتجسس الذي تمثله الرافعات العملاقة التي بنتها شركة ZPMC.

وهي شركة تصنيع مقرها الصين، وتحتل حوالي 70% من حصة السوق العالمية في مجال الرافعات، وقد تم بيع معداتها في أكثر من 100 دولة.

وقال رئيس مجلس الأمن الداخلي والنائب الجمهوري عن ولاية تينيسي مارك جرين، إن الحكومة الصينية "تبحث عن كل فرصة لجمع معلومات استخباراتية قيمة ووضع نفسها في مكان يسمح لها باستغلال نقاط الضعف من خلال التسلل بشكل منهجي إلى البنية التحتية الحيوية لأمريكا، بما في ذلك القطاع البحري".

إن استخدام أجهزة المودم المدمجة في الرافعات يفوق العديد من تدابير أمان تكنولوجيا المعلومات المعتادة والتي تستخدم في الموانئ.

إنها بالفعل مثل باب خلفي مدمج للقراصنة الذين يعلمون بوجودها أو زرعها في الرافعات، وهذا يمثل قيمة تجسسية واضحة لجهاز المخابرات الصيني. 

ويمكن استغلال أجهزة المودم بعدة طرق مختلفة، ولحماية الميناء من هذه المخاطر، يجب على المسؤولين اتخاذ إجراءات أمنية إضافية.

وعلى الرغم من أن أجهزة المودم تشكل تهديدًا محتملاً، إلا أنه لا توجد أدلة قاطعة على استخدامها بشكل نشط للتجسس الصيني.

وتم تصميم أجهزة المودم لتعمل كمداخل خلفية قد تُستغل لأغراض غير مشروعة، ولكن لم يتم العثور على أي برامج ضارة أو برامج خبيثة تدعم أنشطة التجسس التي يشعر مسؤولو التجسس بالقلق تجاهها.