بقلم: Adel Dellal • آخر تحديث: 24/11/2022 - 22:00
سجلت الهجرة إلى المملكة المتحدة معدلات هي الأعلى على الإطلاق، وفقًا للإحصاءات التي نشرت يوم الخميس. وأوضح مكتب الإحصاء الوطني في المملكة المتحدة أن عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى المملكة زاد عن عدد الذين غادروها بمقدار 504 ألف شخص. وهذه الزيادة في العام حتى يونيو-حزيران 2022 مدفوعة إلى حد كبير بوصول مهاجرين من غير مواطني الاتحاد الأوروبي وتحديداً الطلاب بنسبة 39 في المائة من إجمالي الأشخاص الوافدين في حين كانت النسبة الأكبر من الذين غادروا المملكة المتحدة من مواطني الاتحاد الأوروبي.
وأشار مكتب الإحصاء الوطني إلى أن خطط التأشيرات التي منحت إلى الأوكرانيين الفارين من الحرب والمواطنين الأفغان، ومواطني هونغ كونغ البريطانيين في الخارج ساهمت بوصول حوالي 186 ألف شخص.
وقد غطت التقديرات الفترة الأولية عندما تم رفع قيود كوفيد-19، إضافة إلى إدخال نظام هجرة جديد بعيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وحسب جاي ليندوب مدير مركز الهجرة الدولية في مكتب الإحصاءات الوطنية: "لقد أثرت سلسلة من الأحداث العالمية على أنماط الهجرة الدولية في 12 شهرًا حتى يونيو-حزيران 2022".
استقرار الهجرة في الاتحاد الأوروبي
في حين أن مواطني الاتحاد الأوروبي يشكلون النسبة الأكبر من أولئك الذين يغادرون المملكة المتحدة، عند 275000 مقارنة بـ 195000 من غير مواطني الاتحاد الأوروبي، أشار مكتب الإحصاء الوطني إلى أن الهجرة من المملكة المتحدة كانت ثابتة.
ووجد أيضًا أن هجرة مواطني الاتحاد الأوروبي إلى البلاد ظلت مستقرة على نطاق واسع، رغم الإشارة إلى أنه من السابق لأوانه القول "ما إذا كان هذا الأمر سيستمر".
وقد شكل مواطنو الاتحاد الأوروبي 21 في المائة من إجمالي الهجرة إلى المملكة المتحدة في العام الماضي خلال شهر يونيو-حزيران 2022 عند 224 ألف شخص.
الأرقام القياسية، التي تمثل أعلى صافي هجرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت مدفوعة بشكل أساسي بالأشخاص القادمين من أماكن أخرى حول العالم.
استحوذ المواطنون من خارج الاتحاد الأوروبي على 66 في المائة من إجمالي الهجرة طويلة الأجل عند 704 ألف شخص، بزيادة قدرها 379 ألفا بالمقارنة بالفترة السابقة.
شكل المواطنون البريطانيون نسبة 13 في المائة المتبقية من الهجرة نحو المملكة المتحدة، بما في ذلك بعض حاملي الجنسية البريطانية في الخارج من هونغ كونغ.
تتنوع أسباب هجرة مواطني الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى البلاد. 37 في المائة قدموا إلى المملكة المتحدة "للعمل" و15 في المائة للدراسة و45 في المائة جاءوا لأسباب أخرى.
عدد غير مسبوق
وصل ما يقدر بنحو 1.1 مليون شخص إلى المملكة المتحدة بشكل عام، بزيادة قدرها 435 ألف شخص عن العام السابق. وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني، كان الدافع الأكبر للزيادة هو الطلاب الذين قدوا من أجل الدراسة. وتم إصدار ما مجموعه 487 ألف تأشيرة طلابية في العام المنتهي في يونيو-حزيران 2022، بزيادة قدرها 71 في المائة. يتسم الطلاب بدرجة عالية من التقلب السكاني، وقال مكتب الإحصاء الوطني إن الكثيرين منهم من المرجح أن يغادروا بعد انتهاء دراستهم.
تعهدت حكومة المملكة المتحدة مرارًا وتكرارًا بخفض الهجرة إلى البلاد، ولكن دون تسجيل نجاح يذكر حتى الآن. وسبق أن تعهد رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون بخفض الأرقام إلى عشرات الآلاف، بينما رفض بوريس جونسون عند استلام مهامه هذا الهدف مؤكدا أن الهجرة "ضرورية" للوظائف والنمو.
قال ليندوب: "هذه العوامل العديدة والمستقلة عن بعضها البعض والتي تساهم في الهجرة هذا الوقت تعني أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت هذه الصورة ستستمر"، مشيرًا إلى كيفية تأثر الأرقام برفع قيود السفر الخاصة بكوفيد واستقبال اللاجئين الأفغان والأوكرانيين.
قدر التقرير أن حوالي 35 ألف شخص وصلوا إلى المملكة المتحدة بعد عبوره للقنال الإنجليزية قادمين من فرنسا في قوارب صغيرة. وكان عدد الأشخاص الذين مُنحوا حق اللجوء في المملكة المتحدة أقل بنسبة 24 في المائة عن عام 2019، على الرغم من زيادة الطلبات بنسبة 77 في المائة.
يمثل أولئك الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة بتأشيرات للدراسة أكبر نسبة من غير مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يهاجرون إلى المملكة المتحدة عند 277 ألفا.
قال مكتب الإحصاء الوطني إن هذه الزيادة ربما تعود إلى رفع قيود كوفيد-19 في عام 2021، والتي شهدت قدوم المزيد من الطلاب للدراسة مضيفًا أنه "من السابق لأوانه القول" ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر.
كما سلط الضوء على التأثير المحتمل لمسار تأشيرة الخريجين الجديد، مما يمكّن الطلاب من العمل في المملكة المتحدة لمدة ثلاث سنوات بعد إكمال دراساتهم.