في مقابلة حصرية، تحدثت كبيرة مراسلة CNN الدوليين، كريستيان أمانبور، مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حول الاحتجاجات في إيران والقمع الوحشي للحكومة والحرب في أوكرانيا وخطة العمل الشاملة المشتركة. إليكم فيما يلي جزءًا من نص الحوار الذي دار بينهما:
كريستيان أمانبور: أريد أن أسألك عن شيء آخر مهم حقًا، وهو الأسلحة الإيرانية لروسيا التي تستهدف الأوكرانيين خلال هذه الحرب. هل يمكن أن تخبرني عن سبب لجوء إيران إلى سياسة إرسال طائرات بدون طيار وغيرها من الدعم العسكري للرئيس بوتين والتي تستخدم لقتل المدنيين داخل أوكرانيا؟ الأمر الذي ينتهك جميع أنواع العقوبات، ولكنه يسبب أيضًا قدرًا هائلاً من القتلى.
حسين أمير عبد اللهيان: قبل ذلك، أود أن أقول إن النساء في إيران يشكلن جزءًا مهمًا جدًا من مجتمعنا، فالإيرانيات تحولن خلال سنوات الثورة إلى قوة ديناميكية ونشطة للغاية، ولن نسمح بأن تُستغل المرأة الإيرانية النشطة التي تلتزم بقيمها من قبل البعض لكي تتبع معاييرهم ولكي يخلقوا انعدام الأمن والشغب والإرهاب تحت ذريعة الحجاب. اليوم، تتمتع المرأة الإيرانية بمكانة خاصة جدًا، ليس فقط في إيران، ولكن في جميع أنحاء العالم. أينما كنّ في العالم فهن من بين النخبة، لذلك يجب ألا نحاول التقليل من هذه المكانة المهمة التي يمتلكنها. ومع ذلك، فيما يتعلق بأوكرانيا، نعارض الحرب في أوكرانيا ولم نرسل أسلحة إلى أي من الجانبين. ومنذ بداية الحرب حاولنا إيقافها حتى يركز كلا الجانبين على الحوار السياسي، وهي نفس السياسة التي اعتمدناها في حالة اليمن وأفغانستان ودول أخرى مختلفة تمر بأزمات. بالنسبة للادعاءات ضد إيران فيما يخص الطائرات بدون طيار فهي غير صحيحة، لقد كان لدينا تعاون دفاعي مع روسيا في الماضي ونحن نواصل هذا التعاون، لكننا لم نزود روسيا بأي أسلحة لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.
كريستيان أمانبور: حسنًا، ربما تكون قد رأيت هذه الصور، أليس كذلك؟ إنها طائرة بدون طيار إيرانية تم العثور عليها في الداخل واستُعيدت من أوكرانيا. وهذه أيضًا واحدة يقف بجانبها رئيس أوكرانيا..
حسين أمير عبد اللهيان: من يقول ذلك؟
كريستيان أمانبور: الأوكرانيون، الأوكرانيون، وهذه من مصادر مفتوحة مثل اليمن وغيرها -
حسين أمير عبد اللهيان: كيف يمكن إثبات ذلك من خلال صور فقط؟
كريستيان أمانبور: هل تنكر ذلك، هل هاتان الطائرتان متشابهتان؟
حسين أمير عبد اللهيان: دعيني أشرح لك ذلك. سأشرح لك.
كريستيان أمانبور: حسنًا، ولكن هذا ما يقوله الأوكرانيون، وتلك هي صور لنفس الطائرة بدون طيار التي تعرضونها في المعارض العسكرية التي تم إجراؤها في اليمن وأماكن أخرى حيث تنشطون.
حسين أمير عبد اللهيان: سأشرح لك. سأشرح لك ما حدث. اتصلت قبل بضعة أشهر بوزير الخارجية الأوكراني، وقلت: ما هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة التي توجهونها بشأن إيران؟ وقال: لدينا بالفعل وثائق تفيد بأن روسيا تستخدم طائرات شاهد الإيرانية في أوكرانيا. فقلت له: انظر، نحن مستعدون لأن يجلس الفريق العسكري الخاص بكم والفريق العسكري الإيراني للنظر في هذه الوثائق ومن ثم إصدار الأحكام. وقد رتبنا لعقد مثل هذا الاجتماع في عُمان، وجلست الفرق العسكرية الأوكرانية والإيرانية وعرضوا علينا بعض صور الأقمار الصناعية الضبابية والغامضة للغاية، وزعموا أن هذه طائرات بدون طيار إيرانية.
كريستيان أمانبور: لكن الصور التي عرضتها عليك لم تكن ضبابية ولا غامضة --
حسين أمير عبد اللهيان: لحظة. فحص خبراؤنا هذه الصور، ولم تكن للصور أي صلة بإيران على الإطلاق، ولمدة أربعة أشهر، كنا ننتظر الجولة الثانية من المحادثات، وكنا نتوقع منهم أن يأتوا ويقدموا وثائق أكثر وضوحًا، لكن الفريق الأوكراني يستمر في القول: في غضون أسبوعين، قريبًا. لكن لم يحدث شيء.
كريستيان أمانبور: حسنًا ، لقد قلت - الحكومة الإيرانية قالت إنكم أرسلتم طائرات شاهد المسيرة لروسيا، لكنك قلت أن ذلك كان قبل الغزو. لكن يبدو أنكم، وفقًا لدبلوماسيين غربيين، أرسلتم الكثير منها بعد الغزو. تم إطلاق مئات الطائرات المسيرة الإيرانية وأكثر من 100 منها، وفقًا للأوكرانيين، ضربت أهدافها - أهدافها المدنية داخل أوكرانيا - ولهذا السبب يعرض الروس تقديم مقاتلات ميغ - وهذه أحدث الأخبار - مقابل طائرات بدون طيار وغيرها من الأشياء. قال دبلوماسي غربي آخر..
حسين أمير عبد اللهيان: سؤالك طويل جدًا.
كريستيان أمانبور: أعلم أنه طويل جدًا، لكنني أحاول أن أقول الحقائق، لأنك تقول إن ذلك لا يحدث، لذا أحتاج إلى إجابتك. لهذا السبب هناك عقوبات ضدكم.
حسين أمير عبد اللهيان: سألنا نظراءنا الروس، وقالوا: لم نستخدم طائرات بدون طيار إيرانية الصنع في أوكرانيا. وقلنا لنظرائنا الأوكرانيين: إذا كان لديكم أي إثبات موثق، قدموه لنا وسننظر فيه. لكن الجانب الأوكراني لم يظهر لنا أي دليل قوي لإثبات هذا الادعاء باستثناء بعض اتهامات وسائل الإعلام. ويمكنني أن أخبرك بصراحة بصفتي وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية، أننا ضد الحرب. نحن ضد الحرب في أوكرانيا وضد الحرب في أفغانستان وضد الحرب في اليمن وضد الحرب في فلسطين، ولرئيسنا جهود جبارة من أجل وقف الحرب في أوكرانيا. طلب السيد ماكرون قبل بضعة أشهر من رئيس بلادنا أن يأتي ويتوسط لأنه يتمتع بعلاقات جيدة مع أوكرانيا. ثم أرسلني الرئيس، السيد رئيسي، إلى موسكو وتحدثت مع المسؤولين الروس. نحن نواصل جهودنا. نعتقد أن الحرب ليست حلاً، سواء في أوكرانيا أو في أي مكان آخر في العالم.