منظمات أجنبية غير حكومية تعلّق عملها في أفغانستان بعد قرار طالبان حظر عمل النساء فيها

منذ 1 سنة 198

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 25/12/2022 - 17:21

قسم دراسي يبدو خاليا، وقد كانت الفتيات يزاولن فيه التعليم في كابول، أفغانستان. 2022/12/22

قسم دراسي يبدو خاليا، وقد كانت الفتيات يزاولن فيه التعليم في كابول، أفغانستان. 2022/12/22   -   حقوق النشر  Ebrahim Noroozi/AP.

أعلنت ثلاث منظمات إغاثية أجنبية الأحد أنها ستعلق عملها في أفغانستان، بعدما أمرت حركة طالبان جميع المنظمات غير الحكومية بمنع موظفاتها من العمل، بحسب بيان.

وجاء في البيان المشترك الصادر عن "أنقذوا الأطفال" (سيف ذي تشلدرن)، والمجلس النروجي للاجئين، و"كير" قولها: "سنعلق برامجنا مطالبين بمواصلة الرجال والنساء وبشكل متساو تقديم مساعداتنا التي تنقذ الأرواح في أفغانستان".

برلين تريد "ردا واضحا"

وفي ردود الفعل الدولية، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأحد إلى تبني "رد فعل واضح من المجتمع الدولي"، بعد منع نظام طالبان في أفغانستان النساء المستبعدات أساسا من الجامعات، من العمل في منظمات غير حكومية.

وقالت بيربوك في تغريدة على تويتر: "من يستثني النساء والفتيات من العمل والتعليم والحياة العامة لا يدمر بلاده وحدها...نحن ملتزمون بالحصول على رد فعل واضح من المجتمع الدولي".

وكانت وزارة الاقتصاد في حكومة حركة طالبان دعت مساء السبت كل المنظمات غير الحكومية إلى وقف عمل موظفاتها، تحت طائلة إلغاء ترخيصها بالعمل في حال عدم امتثالها.

الاتحاد الأوروبي يدين

دان الاتحاد الأوروبي السبت حظر طالبان عمل النساء في المنظمات غير الحكومية في أفغانستان، معلنا أنه يقيّم تداعيات ذلك على مسألة تقديم المساعدات إلى البلاد.

وأفادت ناطقة باسم مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فرانس برس في بيان: "يدين الاتحاد الأوروبي بشدة قرار طالبان الأخير منع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية... نقيّم الوضع وتأثيره على تقديمنا للمساعدات ميدانيا".

وذكر خطاب من وزارة الاقتصاد بحكومة طالبان الأفغانية أن الحكومة أصدرت أمرا يوم السبت لجميع المنظمات المحلية والأجنبية غير الحكومية بعدم السماح للنساء بالقدوم للعمل، في أحدث استهداف لحريات النساء في البلاد.

وأكد المتحدث باسم وزارة الاقتصاد عبد الرحمن حبيب ذلك الخطاب والذي ورد فيه أن الموظفات ممنوعات من الذهاب إلى العمل حتى إشعار آخر لعدم التزام بعضهن بقواعد الزي الإسلامي التي تحددها الحكومة للنساء.

وقالت الوزارة المسؤولة عن الموافقة على تراخيص المنظمات غير الحكومية العاملة في أفغانستان في رسالة اطلعت عليها وكالة فرانس برس "وردت شكاوى جديّة بشأن عدم الامتثال للحجاب الإسلامي وغيره من القواعد واللوائح المتعلقة بعمل المرأة في المنظمات المحليّة والدوليّة".

وأضافت الوزارة في رسالتها أنه "في حالة إهمال التوجيه ... يلغى ترخيص المنظمة". وأدان القائم بالأعمال النرويجي، الذي تمول بلاده مساعدات في أفغانستان واستضافت محادثات بين طالبان وأعضاء من المجتمع المدني في يناير كانون الثاني، هذه الخطوة.

وكتب بول كلومان بيكين في تغريدة على تويتر: "يجب إلغاء الحظر المفروض على الموظفات في المنظمات غير الحكومية على الفور. بالإضافة إلى كونها ضربة لحقوق المرأة، ستؤدي هذه الخطوة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتلحق الضرر بالأفغان الأكثر ضعفا".

ولم يتضح حتى الآن إن كان الأمر يسري على وكالات الأمم المتحدة التي لها وجود كبير في أفغانستان حيث تقدم خدمات في ظل الأزمة الإنسانية في البلاد.

ولدى سؤاله عما إذا كانت القواعد تسري على وكالات الأمم المتحدة، قال حبيب إن الخطاب ينطبق على المنظمات التابعة لهيئة التنسيق الأفغانية الخاصة بالمنظمات الإنسانية، المعروفة باسم (أكبر). ولا تشمل هذه الهيئة الأمم المتحدة ولكنها تضم أكثر من 180 منظمة غير حكومية محلية ودولية.

وتتعاقد الأمم المتحدة في كثير من الأحيان مع المنظمات غير الحكومية المسجلة في أفغانستان لتنفيذ عملها الإنساني.

ويقول موظفو الإغاثة إن وجود العاملات مهم لضمان حصول النساء على المساعدات. ودخل اقتصاد أفغانستان المتعثر بالفعل في أزمة منذ تولي طالبان زمام الأمور في عام 2021، إذ تواجه البلاد عقوبات وتخفيضات في مساعدات التنمية.

وتوفر المساعدات الإنسانية، التي تهدف لتلبية الاحتياجات العاجلة، شريان حياة للملايين. ويعتمد أكثر من نصف سكان أفغانستان على المساعدات، وفقا للجنة الإنقاذ الدولية.

يأتي هذا الإعلان بعد أربعة أيام فقط من قرار حكومة طالبان منع الأفغانيات من الالتحاق بالجامعات العامّة والخاصّة إلى أجل غير مسمى. وبرر وزير التعليم العالي ندا محمد نديم القرار بعدم التزام طالبات بالتوجيهات بشأن ارتداء الحجاب.

رغم وعودها بأن تتبنى سياسات أكثر مرونة، إلا أن طالبان عادت إلى التفسير الصارم للشريعة الذي اتسمت به فترتها الأولى في السلطة (1996-2001). ومنذ عودتها إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، تزايدت الإجراءات الصارمة لا سيما بحقّ النساء اللائي يتمّ استبعادهن تدريجيًا من الحياة العامة.