منذ بدء الجائحة.. خضوع المزيد من الأطفال للعلاج بسبب ابتلاغ مواد محظورة

منذ 1 سنة 167

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثار تفشّي فيروس "كوفيد-19" بانتشار العديد من المخاطر فيما يخص الأطفال. وتشير دراسة جديدة إلى أن من بين هذه المخاطر زيادة ابتلاع المواد المحظورة.

وفي الشّهر الأوّل من جائحة فيروس كورونا في عام 2020، زادت النسبة الإجماليّة لهذه الحالات بمقدار 25% لدى الأطفال دون سن السادسة في الولايات المتحدة، وفقًا لدراسة نُشرت الجمعة في مجلّة "JAMA Network Open".

وأشارت الدّراسة إلى زيادة هذه الأرقام عمّا كانت عليها قبل الجائحة بنسبة 1.8% شهريًا.

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسيّة، والمدرِّبة السريريّة في طب الأطفال بجامعة "نورث كارولينا"، الدّكتورة بريتاني رافا: "حدثت الزّيادة الفوريّة والمستمرّة في ابتلاع المواد الأفيونيّة بظل أكبر ارتفاع على الإطلاق في وفيّات البالغين نتيجة الجرعات الزائدة، وهو أمر مدفوع إلى حدٍ كبير بالمواد الأفيونيّة الاصطناعيّة".

وفحصت الدّراسة بيانات من 7،659 طفلاً دون سن السادسة عولجوا من تناول الأمفيتامينات، والبنزوديازيبينات، والقنب، والكوكايين، والإيثانول، والمواد الأفيونيّة عبر 46 مستشفى للأطفال.

وأكّد الأستاذ المساعد لطب الأطفال وطب الطوارئ في كليّة الطّب بجامعة "ييل"، الدّكتور جيمس دودينغتون: "هذه دراسة مهمة تبينّ وبشكلٍ واضح الخطر المستمر والمتزايد لابتلاع الأطفال اليافعين للمخدّرات والكحول في الولايات المتحدة".

ولم يشارك دودينغتون في الدّراسة.

وهناك حاجة للقيام بالمزيد من الأبحاث لمعرفة سبب زيادة ابتلاع الأطفال لهذه المواد، ولكن شدّدت الدّراسة على الحاجة إلى تحديد التّدخلات المتعلقة بالصّحة العقليّة للوالدين، وتقديم الخدمات لعلاج تعاطي المواد المخدّرة، وتوفير الرّعاية التي يسهل الوصول إليها للأطفال، وتثقيف البالغين بشأن تخزين المواد.

وقالت رافا عبر البريد الإلكتروني: "تُركت العائلات بلا إشراف مناسب على الأطفال بظل إغلاق غالبية مراكز رعاية الأطفال والمدارس، أو عملها عن بُعد (خلال بداية الجائحة)".

وأضافت: "مع الزّيادة في التّوتر العام وتعاطي الوالدين للمخدّرات، تعطّلت المراكز الخاصّة بعلاج تعاطي المخدّرات، ورعاية الصّحة العقليّة".

وقال دودينغتون: "يجدر بالذّكر أنّ مستويات ابتلاع القنب والمواد الأفيونيّة مرتفعة للغاية، وتُشير هذه الدّراسة إلى الحاجة لتطوير استراتيجيات وقاية أكثر شمولاً".

وأشارت أستاذة علم الأوبئة في جامعة "نيويورك"، الدّكتورة دانييل أومباد، إلى أن حالات الابتلاع الزّائدة لتلك المواد بين الأطفال كانت مماثلة للمواد التي بدا أنّ البالغين استهلكوها بشكلٍ زائد خلال الجائحة، ولكن قد تعرض بعض الأبحاث معلومات مختلفة بشأن اتجاهات تعاطي المخدّرات.

ولم تشارك أومباد في الدراسة.

وقد تكون النّتائج خاطئة إذا كان مقدّمو الرّعاية الصحيّة يبحثون عن حالات الابتلاع بشكلٍ خاص، بحسب ما ذكرته دودينغتون، وشرحت في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "نظرًا لزيادة استخدام المواد الأفيونيّة والقنب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، قد يقوم مقدّمو الرّعاية الصحيّة باختبار الأطفال بشكلٍ أكبر في الكثير من الأحيان، وقد نرصد عددًا أكبر من حالات الابتلاع".

التّخزين الآمن

وقال دودينغتون إنّ استهلاك المخدّرات والكحول يشكّل خطرًا على الأطفال الصّغار بشكلٍ خاص.

وعندما يتعلّق الأمر بمنتجات الماريجوانا الصّالحة للأكل على سبيل المثال، يمكن أن تحتوي جرعة واحدة على عدّة أضعاف الكميّة الموصى بها للبالغين من مركّب "رباعي هيدروكانابينول" (THC)، وفقًا لما ذكره عضو اللجنة التنفيذيّة في مجلس الأكاديميّة الأمريكية لطب الأطفال المعنيّة بالإصابات، والعنف، والوقاية من التّسمّم، الدّكتور بريان جونستون، لـCNN في عام 2021.

وقال جونستون، الذي لم يشارك في دراسة هذا الأسبوع: "يمكن لأي شخص يستهلك إحدى هذه المنتجات، وخاصّة الأطفال، أن يعاني من أعراض الجرعة الزائدة مثل التّسمم، وتغيّر الإدراك، والقلق، والذعر، والارتياب، والدّوار، والضّعف، والتّلعثم في الكلام، وضعف تنسيق الحركة، أو حتّى مشاكل في التّنفس والقلب".

ويجب على الباحثين وصنّاع السّياسات اتّخاذ إجراءات لمنع ابتلاع هذه المواد، وتثقيف الآباء والأوصياء بشأن المخاطر التي يتعرّض لها الأطفال، بحسب ما أشار إليه دودينغتون.

وقال أومباد إنه يجب على الأشخاص الذين يعيشون مع الأطفال، أو الذين يستقبلون الأطفال في منازلهم، عدم تخزين الأدوية في البيت، أو في مكان يمكن للأطفال الوصول إليه.

وإذا كنت تستخدم المخدّرات وتخزّنها في المنزل، فتأكّد من وضعها في مكان مغلق عند تواجد الأطفال.