من نيويورك إلى اليابان مرورا بالهند.. فيضانات عاتية تضرب عدة دول في وقت واحد.. ما هو السبب؟

منذ 1 سنة 162

اليابان هي أحدث دولة تتعرض لأمطار غزيرة غير معتادة شهدتها مناطق مختلفة في العالم في الأيام الماضية، وهو ما أثار مخاوف جديدة إزاء وتيرة تغير المناخ.

اضطرت المدارس في نيودلهي إلى إغلاق أبوابها يوم الإثنين، بعد أن ضربت الأمطار الموسمية الغزيرة العاصمة الهندية، وتسببت الانهيارات الأرضية والفيضانات المفاجئة في مقتل 15 شخصاً على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية. أما في الشمال، فقد فاض نهر بيس وأغرق الأحياء وغمر المركبات في مشهد مروّع.

وفي اليابان لقي ستة أشخاص حتفهم بسبب الفيضانات والإنهيارات الأرضية الناجمة عن هطول أمطار غزيرة على جزيرة كيوشو بجنوب غرب البلاد، ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ثلاثة مفقودين. ونقل التلفزيون المحلي مشاهد لمنازل مدمرة في محافظة فوكوكا وظهرت المياه الموحلة من نهر ياماكوني المتضخم وهي تتدفق فوق الجسور.

تواجه ولاية فيرمونت فيضانات كارثية لم تشهدها المنطقة منذ إعصار “إيرين” في عام 2011

أما في مقاطعة أولستر، في وادي هدسون في نيويورك وفي ولاية فيرمونت، قال البعض إن الفيضانات هي أسوأ ما شهدوه منذ الدمار الذي أحدثه إعصار إيرين في عام 2011.

قد يبدو ألا شيء يربط بين الفيضانات المدمرة في الهند واليابان والصين وتركيا والولايات المتحدة، إلا أن علماء الغلاف الجوي يقولون إن ثمة قاسماً مشتركاً، إذ أن العواصف التي تتشكل في جو أكثر دفئاً تؤدي إلى هطول غزير للأمطار.

تتشكل العواصف حين تزداد نسبة الحرارة والرطوبة في الجو، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة، ومع تزايد الاحترار المناخي سوف تزداد الأمور سوءاً.

ذلك لأن الغلاف الجوي الأكثر دفئًا يحتفظ بمزيد من الرطوبة، مما يؤدي إلى إغراق العواصف بالمزيد من الأمطار التي يمكن أن تكون لها نتائج كارثية، وتعمل الملوثات، وخاصة ثاني أكسيد الكربون والميثان، على تسخين الغلاف الجوي. بدلاً من السماح للحرارة بالانتشار بعيدًا عن الأرض في الفضاء ، فأنها تسحبها أكثر.

مع كل درجة مئوية واحدة، أي ما يعادل 1.8 درجة فهرنهايت، يسخن الغلاف الجوي ويمتص رطوبة أكثر بنسبة 7٪ تقريبًا. ووفقًا لوكالة ناسا، ارتفع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية بما لا يقل عن 1.1 درجة مئوية (1.9 درجة فهرنهايت) منذ عام 1880.