من دوا ليبا إلى أوبرا... "فوغ" تجمع 40 شخصية في غلاف واحد

منذ 9 أشهر 119

في آخر نسخة يترأس تحريرها من مجلة "فوغ"، اختار إدوارد إنينفول الذي نشر ثقافة التنوع في المجلة البريطانية المتخصصة في الموضة، أن يجمع في صورة غلاف قد تطبع الذاكرة، 40 شخصية مشهورة من مختلف الأجيال والمجالات، من دوا ليبا إلى أوبرا وينفري.

ولم يرغب إنينفول في اختيار امرأة واحدة فقط لغلاف آخر نسخة له من "فوغ". ويقول الرجل البريطاني ذو الأصول الغانية الذي يتولى رئاسة تحرير المجلة منذ عام 2017، "كنا بحاجة إلى مجموعة"، إلى "قوة جماعية"، تصور "فترة طبعتها الشجاعة من تاريخ" المجلة.

وتواصل إنينفول مع عدد من أشهر النساء في مجالات عدة كالرياضة وعرض الأزياء والتمثيل والغناء واللاتي سبق أن ظهرن على صفحات "فوغ" الأولى. وتساءل لأسابيع عدة، "هل ستحضر 40 امرأة من الأكثر شهرة في العالم إلى نيويورك ويدخلن إلى استوديو في أحد أيام ديسمبر (كانون الأول) لالتقاط صورة تجمعهن؟".

وستظهر النتيجة في أكشاك بيع المجلات والصحف في غضون أيام قليلة، تزامناً مع افتتاح أسبوع الموضة في لندن، على رغم أن الصورة انتشرت أصلاً في مواقع التواصل.

ولا يشبه غلاف هذا العدد الأغلفة التي طبعت مجلة "فوغ" لفترة طويلة وتظهر عليها شابات بيضاوات ونحيفات.

تغيير جذري

وفي الصورة التي التقطها ستيفن ميزل، تظهر المذيعة الأميركية أوبرا وينفري في الوسط وإلى جانبها الممثلة جين فوندا ولاعبة التنس سيرينا وليامز، والعضو السابقة في فرقة "سبايس غيرلز" فيكتوريا بيكهام التي باتت إحدى أهم مصممات الأزياء في العالم. ومن النجمات اللاتي حضرن لاتخاذ الصورة أيضاً مغنيتا موسيقى البوب مايلي سايروس ودوا ليبا، إضافة إلى سيندي كروفورد التي تقف في مكان قريب من ابنتها كايا غربر على غرار كيت موس وليلا موس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتظهر في الصورة أيضاً ناومي كامبل وأدوا أبوه، وهما عارضتا أزياء من أصحاب البشرة السوداء. وكانت أبوه ظهرت على غلاف أول نسخة من "فوغ" بعد استلام إنينفول رئاسة التحرير. ومن بين الشخصيات الحاضرة في صورة الغلاف أيضاً لافيرن كوكس، أول شخص متحول جنسياً يظهر على غلاف المجلة.

وخلال سبع سنوات، أحدث إدوارد إنينفول تغييراً جذرياً في مجلة "فوغ"، إذ منح فرصة الظهور على غلافها لأشخاص لم يكن من الممكن أن يتخيلوا أن يجدوا صورتهم عليه قبل بضع سنوات. ومن بين هؤلاء، شينيد بيرك، على سبيل المثال، كانت أول شخص من قصار القامة يظهر على الغلاف.

كما باتت الاستعانة بعارضات من أصحاب البشرة السوداء على غلاف المجلة أمراً طبيعياً.

ويشير إدوارد إنينفول إلى أن وضع صور أشخاص من غير البيض على الغلاف "كان ينظر إليه طويلاً على أنه مجازفة على الصعيد التجاري"، مضيفاً "كان ذلك بنظري أمراً سخيفاً للغاية. وهكذا أثبتنا ذلك".

خليفة إنينفول

وبالنسبة إلى ناومي كامبل التي تربطه بها صداقة قديمة، أظهر إدوارد إنينفول "أن الموضة هي أكثر من مجرد ملابس". وكتبت عارضة الأزياء السابقة في صحيفة "ديلي تلغراف"، "إنها أداة قوية لتغيير المجتمع".

وفي عام 2017، أصبح إدوارد إنينفول أول شخص أسود ومثلي الجنس يتولى رئاسة تحرير مجلة "فوغ".

وقبل ذلك بعام، حصل إنينفول على وسام الإمبراطورية البريطانية لمساهمته في التنوع في قطاع الموضة.

في عام 2008، أطلق إصداراً بعنوان "All Black" (أسود بالكامل) للطبعة الإيطالية من مجلة "فوغ".

كما شارك في فيلم احتجاجي صغير ضد مرسوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب المثير للجدل في شأن مكافحة الهجرة، بعنوان "أنا مهاجر"، ويضم 81 شخصية من شخصيات الموضة.

ولم يسلم إدوارد إنينفول من الانتقادات، ولا سيما اتهامه بتحويل مجلة "فوغ" عن مهمتها الأولية. كما أشيع عن خلاف بينه وبين الصحافية النجمة في المجال آنا وينتور، رئيسة مجلة "فوغ" وإحدى مسؤولي مجموعة "كوندي ناست".

لكنهما سيواصلان العمل معاً، فقد عين إدوارد إنينفول مستشاراً إبداعياً وثقافياً عالمياً لمجلة "فوغ" ومجموعة "كوندي ناست"، ووعد "بضمان استمرار تفجر الطاقة كما حصل في السنوات الأخيرة".

وتخلفه في مركزه شيوما نادي، رئيسة مجلة "فوغ" بنسختها البريطانية، التي تصبح تالياً أول امرأة سوداء تدير هذه المجلة المرموقة.