من العثمانيين وصولًا إلى الدولة الإسلامية.. لماذا تعرض الأيزيديون للاضطهاد؟

منذ 1 سنة 159

تعرضت هذه الأقلية أيضًا للاضطهاد من السلطنة العثمانية في أوائل القرن العشرين، وعلى يد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي دفع، في ظل حكمه للبلاد بيد من حديد بين عامي 1979 و2003، آلاف العائلات الأيزيدية إلى الفرار إلى الخارج.

الأيزيديون الذين اعتبرت الحكومة البريطانية الثلاثاء أنهم ضحايا "ممارسات إبادة" على يد تنظيم الدولة الإسلامية، أقلية اثنية ودينية ناطقة بالكردية كانت تتركز في جبل سنجار في شمال غرب العراق.

نفذ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أعمال عنف مروعة ضد هذه الأقلية فقتلوا مئات من رجالها وأطفالها، وخطفوا نساءها واتخذوهن سبايا واستعبدوهن جنسيا.

من هم الأيزيديون؟

نشأت العقيدة الأيزيدية في إيران قبل أكثر من أربعة آلاف عام، وتعتبر دينا غير تبشيري ومغلقا، إذ لا يمكن لأحد من خارجها أن يعتنقها.

يؤمن الأيزيديون بإله واحد يصلون له متخذين الشمس قبلتهم، إضافة إلى إيمانهم بسبعة ملائكة، أولهم وأهمهم الملك طاووس. وتعتمد المجموعة على الزراعة، وتقيم غالبيتها في سنجار.

ويعد أقدس الأماكن الدينية للأيزيديين معبد لالش الذي تعلوه قبة مخروطية حجرية إلى جانب مزارات عدة في وسط منطقة جبلية تضم ينابيع طبيعية بشمال غرب العراق، ويقصده المؤمنون الزوار حفاة.

ويتبع هؤلاء المجلس الروحاني الأعلى المؤلف من خمسة أعضاء ومقره قرب منطقة شيخان، وبينهم "أمير" الأيزيديين في العالم، إضافة إلى مرجعهم الديني بابا شيخ.

ويقسم الأيزيديون إلى ثلاث طبقات: الشيوخ والبير (الدعاة) والمريدون، ولا يمكن التزاوج بين طبقة وأخرى أو من خارج الطائفة. ويعتبر أيزيديا فقط من ولد لأبوين أيزيديين.

وبمرور الوقت، دمج الأيزيديون في معتقدهم عناصر من ديانات أخرى. فعلى سبيل المثال، تتم عمادة الأطفال في الماء المقدسة للاحتفال بدخولهم إلى العقيدة على غرار المسيحيين، كما يمكن للرجال اتخاذ أربع زوجات كالمسلمين.

تحرم معتقداتهم وممارساتهم تناول الخس وارتداء ملابس باللون الأزرق. وبعض المسلمين يتهمونهم خطأ بعبادة الشيطان.

وتعرضت هذه الأقلية أيضًا للاضطهاد من السلطنة العثمانية في أوائل القرن العشرين، وعلى يد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي دفع، في ظل حكمه للبلاد بيد من حديد بين عامي 1979 و2003، آلاف العائلات الأيزيدية إلى الفرار إلى الخارج.

الأيزيديون بالأرقام

من بين ما يقارب 1,5 مليون أيزيدي في العالم، كان 550 ألفا، أي العدد الأكبر، يعيشون في العراق قبل الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية في 2014.

وبحسب إحصاءات المديرية العامة لشؤون الأيزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان العراق، قُتل نحو 1280 أيزيدياً، ويُتّم أكثر من 2300 طفل، وتعرض ما يقارب 70 مزارا للتدمير، خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في العراق بين 2014 و2017.

وخُطف 6400 أيزيدي، أُنقذ حوالى نصفهم أو تمكنوا من الفرار.

بعد أعمال العنف تلك هاجر ما يقارب مئة ألف أيزيدي من العراق إلى أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا، بحسب الأمم المتحدة.

ومن بين الذين لجأوا إلى ألمانيا، حائزة نوبل للسلام عام 2018 ناديا مراد التي اعتُقلت وتعرضت للاغتصاب وأُجبرت على الزواج من جهادي قبل أن تتمكن من الفرار.

إبادة جماعية

في أيار/مايو 2021 قال فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة إنه جمع "أدلة واضحة ومقنعة" على ارتكاب تنظيم الدولة الإسلامية إبادة جماعية ضد الأيزيديين.

بعد ستة أشهر أصبحت محكمة ألمانية الأولى في العالم التي تعتبر الجرائم المرتكبة بحق الأقلية إبادة جماعية.

والثلاثاء أقرت الحكومة البريطانية رسميا بأن ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في حق الأيزيديين عام 2014 في العراق تشكل "إبادة جماعية".

كما أقر النواب الألمان في كانون الثاني/يناير مذكرة تصنّف ما ارتكبه تنظيم الدولة الإسلامية في حق الأيزيديين في 2014 على أنه "إبادة جماعية"، عقب قرارات مماثلة في كل من أستراليا وبلجيكا وهولندا.