في خطوة تعكس تحولاً ملحوظاً في التصورات الاجتماعية، بدأت متاجر "نيتو"، "بيلكا"، و"فوتكس" الدنماركية بإدراج الألعاب الجنسية ضمن السلع التي يمكن للعملاء شراؤها إلى جانب المنتجات الغذائية التقليدية مثل الحليب والخضروات.
ويعد هذا التوجه غير معتاد بالنسبة للعديد من المتسوقين، حيث يمكن الآن إضافة هذه المنتجات إلى السلال بشكل عادي، في خطوة قد يراها البعض جريئة على الصعيد الاجتماعي.
في جنوب الحدود الدنماركية الألمانية، كانت متاجر "فليجارد" و"كال" قد بدأت ببيع الألعاب الجنسية الشهر الماضي، وحققت مبيعات فاقت التوقعات. ونتيجة لهذا النجاح، قررت مجموعة "سالينغ"، المالكة لمتاجر "نيتو"، "بيلكا" و"فوتكس"، تبني نفس النهج لتلبية احتياجات شريحة متزايدة من المستهلكين الذين يعتبرون هذه المنتجات جزءًا من حياتهم اليومية الطبيعية.
وبحسب خبيرة في مجال أنماط الحياة، أصبحت النظرة إلى الألعاب الجنسية أكثر تقبلاً وابتعادًا عن الإحراج أو العيب، حيث يعتبرها الكثيرون الآن جزءًا من ثقافة العناية الذاتية. وترى هذه الخبيرة أن عرض هذه المنتجات على رفوف المتاجر يعكس خطوة نحو تطبيع استخدامها وتقبّلها في المجتمع. لكن الآراء بين المتسوقين تباينت؛ ففي حين أبدى البعض تقبلاً للفكرة، رأى آخرون أنها غير مناسبة في سياق التسوق العائلي.
ومن أجل احترام خصوصية المتسوقين، أوضحت "أنيت بوغ"، مديرة قسم السلع غير الغذائية في "نيتو"، أن المتاجر وضعت هذه المنتجات في أماكن مرتفعة، بعيدة عن مرأى الأطفال، وتم تغليفها بأسلوبٍ أنيق وغير ملفت للنظر، حرصاً على مراعاة اختلاف الآراء والتوجهات داخل المجتمع.
وعلى المستوى الثقافي، ترى الباحثة الاجتماعية "جوليا لاهمي" أن المجتمع الدنماركي بات أكثر انفتاحًا، خاصةً مع ظهور جيل جديد يتمتع بنظرة مختلفة تجاه جسده وعلاقته بذاته. وتعتقد لاهمي أن هذا التحول يعكس تغيّرًا ثقافيًا نحو مزيد من التقبّل لطبيعة الإنسان بعيدا عن القيود التقليدية.
في حين أن البعض قد يعتبر هذه الخطوة جريئة، فإن عرض الألعاب الجنسية في المتاجر يعكس مدى التغيير في مفهوم العناية الذاتية، ويبرز جهود المتاجر في الاستجابة للتطورات الاجتماعية والانفتاح تجاه التوجهات الجديدة في المجتمع.