بقلم: Samia Mekki • آخر تحديث: 02/04/2023 - 06:01
المهندس الأمريكي مارتن كوبر يحمل بيده اليمنى نسخة من أول هاتف محمول استعمله لإجراء أول اتصال قبل نصف قرن - Copyright أ ف ب
خمسون عاما هي عمرُ أول هاتف محمول عرفه العصر الحديث..
يعود الفضل في هذا الاختراع الذي أحدث تغييرا جذريا في العلاقات الاجتماعية إلى مهندس أمريكي اسمه مارتن كوبر. فأصبح الجوّال أو المحمول أو الخليوي أو الموبايل أحدَ أبرز أوجه ثورة المعلومات في القرن الحادي والعشرين.
أكثر من 68% من سكان الكرة الأرضية يستعملون هذا الجهاز السحري بمعدل خمس ساعات في اليوم، هذا إذا افترضنا أن الشخص يأخذ قسطه الكافي من الراحة ليلا ويخْلد للنوم بين 7 و8 ساعات في اليوم.
وتشير الأرقام إلى أننا نقضي 30% من حياتنا في استخدام المحمول بحسب تقرير العالم الرقمي أو Global Digital Summary Report 2023 الصادر عن موقع Datareportal بالتعاون مع وشركة ملتواتر للتكنولوجيا الرقمية بالإضافة إلى وكالة We Are Social.
في الثالث أبريل نيسان من عام 1973، اتصل مارتن كوبر بجويل إنجل الذي كان يعمل باحثا في شركة منافسة.. أمسك المهندس الأمريكي هاتفا من نوع موتورولا DynaTac 8000X وقال لمحدّثه: "جويل، أنا أتصل بك من تلفون محمول. إنه هاتف حقيقي". وكان الصمت المطبق هو الرد الذي تلقاه صاحب الاختراع من الباحث الذي ربما لم يصدّق ما كان يسمعه أو أنه أراد أن يكون مكان المتّصِل فيزفّ خبرا بهذه الأهمية.
ولأن البدايات دائما ما تكون مضنية وغير كاملة، فقد كان وزن ذلك الهاتف يبلغ نحو كيلوغرام احد وليُشحن كاملا، كان يجب الانتظار عشر ساعات كاملة ليحظى صاحبه بفرصة استخدامه لمدة ثلاثين دقيقة فقط.
وتمضي السنون ومعها محاولات تطوير الاختراع الجديد.. فانتقلنا من ساعات شحن طوال واستخدام لا يتعدّى نصف ساعة ولغرض الاتصال فقط، إلى ولادة الهاتف الذكي الذي أصبح يعمل الآن بتكنولوجيا الجيل الخامس والبقية تأتي.
لم يتصوّر أحد يومًا أن الاتصال الذي تم قبل نصف قرن كان باكورةَ اختراعٍ سيحمل في طيّاته الخصائص التكنولوجية التي نراها اليوم في الجوّال أو الموبايل أيا كانت تسميتُه.
أما الأمريكي كوبر صاحب هذا الاختراع، فقد اعترف في حديث لوكالة الصحافة الإسبانية بأنه حين اتصل بزميله إنجل الباحث في مختبرات بل (Bell)، فإنه لم يكن يتخيّل أن تلك الأجهزة ستكون مزوّدة بآلة تصوير وبتكنولوجيا الإنترنت.
لكنْ ثمّة أمر واحد، كان كوبر قد تنبأ به وهو أن الجميع سيملك يومًا هاتفا محمولا.
بعد نصف قرن إذا، تطوّر هذا الجهاز وتحوّل من آلة ثقيلة الوزن إلى تلفون ذكي بل غاية في الذكاء لدرجة أنه أصبح يُستخدم كجهاز كمبيوتر بفضل كل الخصائص التكنولوجية التي يتمتع بها.
أكثر من ذلك، أصبحنا أمام شتى الأنواع والأشكال من الهواتف الذكية.. فمنها من يُطوى ومنها ما هو عصيٌّ على ذلك وبعضُها ما يكبر حجمه أو يصغر ومنها ما ثقُل أو خفّ وزنه وغلا ثمنه. أما الإنترنت فقد وجد طريقَه لأكثر من 92.3% من تلك الأجهزة.
5.44 مليار مستخدم
أصبح اختراع الهاتف المحمول بحق إحدى أكبر الثورات التكنولوجية التي عرفتها الإنسانية بسبب التغيرات الجذرية التي طرأت على حياتنا بحسب فيرناندو سواريز رئيس الجمعية الإسبانية لمهندسي الكمبيوتر.
يقول المتحدث لوكالة الصحافة الإسبانية: "إذا كان يجب انتظار مرور 65 عاما حتى يدخل التلفون الأرضي بيوت 100 مليون شخص في العالم، فإن الأمر احتاج إلى أقل من نصف قرن حتى يكون الهاتف المحمول بيد قرابة ستة مليار نسمة من سكان الكرة الأرضية".
وبحسب تقرير العالم الرقمي فإن مستخدمي هذه الأجهزة قد بلغوا 5.44 مليار ويُتوقّع أن العدد سيرتفع في السنوات المقبلة. إذ شهد العام الماضي زيادة بنسبة 3% حيث اقتنى نحو 168 مليون شخص هاتفا محمولا في الأشهر الإثني عشر الماضية.
أما مدة الاستعمال، فقد زادت سنة 2022 بمعدل سبع دقائق مقارنة بالسنة التي قبلها. وتقول الإحصائيات الصادرة عن تحليل أجرته data.ai، إن العدد الإجمالي للساعات التي يقضيها كل شخص على هاتفه، قد بلغ عشرة مليارات سنويا وهذا استنادا إلى فرضية أن مدة استخدام الفرد للجهاز لا تتعدى خمس ساعات يوميا.