ملخص
بعد عرض الفيلم الوثائقي "هدوء في موقع التصوير: الجانب المظلم من تلفزيون الأطفال"، قال المنتج التلفزيوني دان شنايدر إن مشاهدته "كانت صعبة جداً وبعض سلوكاتي في الماضي كانت محرجة وأندم عليها، وبالتأكيد أدين لبعض الأشخاص بالاعتذار الشديد"
كشف الفيلم الوثائقي "هدوء في موقع التصوير: الجانب المظلم من تلفزيون الأطفال" (Quiet on Set: The Dark Side of Kids TV) الذي عرضته شبكة "ديسكوفري" في أربع حلقات نشرت في الـ17 من مارس (آذار) الجاري، عن الاستغلال والاعتداء الجنسي واللفظي والنفسي والثقافة السامة التي تعرض لها الممثلون الأطفال في مواقع التصوير التابعة لقناة "نيكلوديون" الشهيرة في التسعينيات وبدايات القرن الـ21.
بحسب صحيفة "ذا غارديان"، يلقي الوثائقي الضوء على الثقافة السامة المتفشية في استوديو التصوير، والاعتداء الجنسي والنفسي الذي عاناه الممثلون الأطفال، فضلاً عن العنصرية وكراهية النساء الموجودتين لدى البالغين المسؤولين.
ويتطرق الوثائقي بصورة خاصة إلى المنتج التلفزيوني الأميركي دان شنايدر، المعروف بإنتاج بعض من أنجح برامج الأطفال مثل "آي كارلي" (iCarly) و"درايك أند جوش" (Drake & Josh) و"زوي 101" (Zoey 101) و"فيكتوريس" (Victorious) والذي طرد من عمله قبل نحو ستة أعوام إثر ظهور أول ادعاءات بحقه.
ووثائقي "ديسكوفري" ليس أول عمل يتناول العلاقات المشبوهة التي أقامها شنايدر مع الممثلين الأطفال، مثل علاقته بأماندا بينز التي ظهر إلى جانبها في حوض استحمام ساخن وهي ترتدي لباس البحر حين كانت في الـ13 من عمرها فقط، أو النكات ذات الإيحاءات الجنسية التي كان يطلب من الأطفال الإدلاء بها.
في سيرتها الذاتية التي نشرت عام 2022، روت نجمة مسلسل "آي كارلي" الممثلة جانيت ماكوردي، كيف قام شنايدر الذي لم تسمِّه حينها بتدليك كتفيها وأجبرها على شرب الكحول وارتداء لباس بيكيني في البرنامج حين كانت في الـ15 من عمرها، مما سبّب لها حال انزعاج.
قصة درايك بل
وتروي إحدى حلقات الوثائقي للمرة الأولى قصة الممثل درايك بل، نجم برنامجي الأطفال "ذا أماندا شو" (The Amanda Show) و"درايك أند جوش" الذي أعلن أنه كان ضحية مدرب الحوار براين بك الذي دين عام 2004 بتهمة الاعتداء الجنسي على الأطفال وحكم عليه بالسجن 16 شهراً.
ويوضح درايك أنه بعدما انتقل للعيش مع والدته، أصبح براين بك يتولى قيادته بين الاستوديو والمنزل، ويبقيه أحياناً في منزله، حيث بدأ الاعتداء عليه. ويروي أن "كل شيء تغيّر ذات صباح"، مردفاً أنه استيقظ على اعتداء بك جنسياً عليه.
وقال درايك في الفيلم، "فكر في أسوأ الأشياء التي يمكن أن يفعلها شخص ما لآخر كاعتداء جنسي، لقد أصبح الأمر أسوأ وأسوأ وأسوأ... والأسوأ من ذلك، لقد كنت محاصراً"، مضيفاً أن "الأمر أصبح وحشياً جداً".
وعندما أخبر الشاب والدته بالأمر، اتصلت بالشرطة التي سجلت اعتراف بك الكامل لدرايك عبر الهاتف.
درايك الذي يبلغ اليوم 37 سنة يعتبر أن المشكلات التي عاناها لاحقاً، بما في ذلك الإدمان على الكحول والإفلاس وإدانته بتعريض الأطفال للخطر، كلها ناجمة عن الصدمة التي تعرض لها.
عدد من المتحرشين
وتناول الوثائقي أيضاً قصة جايسون هاندي الذي كان مساعداً في الإنتاج وعمل عن قرب مع صغار الممثلين في برنامجي "أول ذات" (All That) و"ذا أماندا شو"، ودين عام 2004 بالتحرش الجنسي بفتاتين وحكم عليه بالسجن ست سنوات.
وأوقف هاندي في 2003 بسبب تقبيل وملامسة فتاة عمرها تسع سنوات، ودين لاحقاً بالاعتداء على الأطفال وإعداد مواد إباحية عنهم مع أكثر من 10 آلاف صورة لأطفال و1768 صورة لفتيات صغيرات في وضعيات مثيرة و238 صورة في وضعيات كاشفة، حتى إن الشرطة عثرت في مذكراته على اعتراف يقرّ فيه بأنه "متحرش بالأطفال". ويقول "حتى إنني أكافح يومياً لمعرفة كيفية العثور على ضحية للاغتصاب إذا اضطررت إلى اذلك".
وفي 2009، دين موظف آخر في "نيكلوديون" يدعى إيزيل شانيل بالاعتداء جنسياً على صبيان مراهقين في الاستوديو، وأمضى عقوبة في السجن لأكثر من سبع سنوات.
وظهر في الوثائقي ممثلون آخرون رووا ما تعرضوا له خلال التصوير، ومنهم الممثل في "أول ذات" براين هيرن الذي ذكر أنه تعرض لإساءة عنصرية وطُرد عندما أثارت والدته المسألة.
وقال الممثلون إنهم لم يشعروا بالارتياح للتعبير عن اعتراضهم على طروحات شنايدر. وأضاف هيرن أنه مع مرور الوقت، بدأ الممثلون يشعرون وكأنهم "محاصرون في ما يشبه غرفة تعذيب"، غير قادرين على الرفض أو التعبير عن انزعاجهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الاعتذار وموقف القناة
وبعد عرض الوثائقي، نشر شنايدر الذي كان يعد الرجل الأول والآمر الناهي في صناعة برامج الأطفال على مدى نحو 25 عاماً في قناة "نيكلوديون"، اعتذاراً لمن أساء إليهم في مقابلة مصورة بثت على منصة "يوتيوب".
وقال، "مشاهدة ’كوايت أون ست‘ كانت صعبة جداً وبعض سلوكاتي في الماضي كانت محرجة وأندم عليها، وبالتأكيد أدين لبعض الأشخاص بالاعتذار الشديد".
لكنه شدد على أن كل النكات التي عرضت في البرامج لم تتعمد إطلاقاً الإيحاء بأي أمور جنسية. وأوضح أن "كل ما حدث في العروض التي أدرتها تم فحصه بعناية من قبل عشرات البالغين. وتمت الموافقة بالكامل على جميع القصص والحوارات والأزياء والماكياج من قبل المديرين التنفيذيين للشبكة على الساحلين".
قناة "نيكلوديون" أصدرت من جهتها بياناً نقلته مجلة "فارايتي"، وقالت فيه إنها لا تستطيع "تأكيد أو نفي مزاعم في شأن سلوكات من إنتاجات منذ عقود مضت".
وأضافت القناة أنه "نضع في أعلى أولوياتنا رفاهية ومصالح ليس فقط موظفينا وطاقم عملنا، ولكن جميع الأطفال، وقد اعتمدنا عدداً من الإجراءات الوقائية على مر السنين للمساعدة في ضمان الارتقاء إلى مستوى معاييرنا الرفيعة وتوقعات جمهورنا".
إصلاح بيئة العمل
ودعا سكاتشي كول، صحافي ومستشار للفيلم الوثائقي، إلى تغيير طريقة العمل داخل قناة "نيكلوديون"، قائلاً "لا يزال كثير من الأشخاص الذين تحدث عنهم الفيلم الوثائقي والشبكات التي نتحدث عنها موجودين، وما زالوا منتظمين في البرمجة نفسها، لذلك آمل في أن تتغير الأمور وأن يتم إصلاح طرق العمل داخل نيكلوديون".
وفصل شنايدر من "نيكلوديون" عام 2018 بعدما دفعت تصريحات الممثلة جانيت ماكوردي القناة إلى فتح تحقيق داخلي. وفيما لم يتم التوصل إلى أي دليل على سوء سلوك جنسي، قالت الشركة الأم لـ"نيكلوديون"، "فياكوم سي بي أس" (ViacomCBS) إن شنايدر كان عرضة لنوبات غضب وإساءات لفظية.