على غير المألوف جلست مجموعة من الأطفال على مقعد خشبي عند رصيف أحد شوارع مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية لقراءة قصص استعاروها من مكتبة وضعت على جانب الطريق في مبادرة لتشجيع الفلسطينيين على القراءة.
لنحو 40 دقيقة استمرت عملية المطالعة قبل أن يعيد الأطفال تلك القصص إلى رفوف المكتبة التي تشرف عليها وتنظمها المكتبة العامة في بلدية سلفيت.
الأولى في فلسطين
صباح أمس السبت، وضعت بلدية سلفيت ثلاث مكتبات في ثلاثة مواقع داخل المدينة التي تعد الأصغر بالضفة الغربية وتقع على بعد 35 كيلومتراً شمال رام الله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكخطوة أولى تجريبية جاء وضع تلك المكتبات بداية الأسبوع الجاري، الأولى قرب مستشفى المدينة الرئيس والثانية غير بعيد من بلدتها القديمة والثالثة على الشارع الواصل إلى جامعة القدس المفتوحة.
يأمل القائمون على المشروع في أن ينجح بتشجيع الفلسطينيين على القراءة الورقية وسط شيوع عادة القراءة الإلكترونية، أو العزوف أصلاً عن المطالعة، واللجوء إلى وسائل التواصل.
وتقوم فكرة المشروع على وضع مكتبات على أرصفة شوارع مدينة سلفيت طوال 24 ساعة على مدى الأسبوع، وإتاحة الفرصة لأهل المدينة لقراءة الكتب قرب المكتبة أو أخذها إلى المنزل ثم إعادتها.
ومع أن مكتبة البلدية ترفد مكتبات الأرصفة بالكتب، فإن بلدية سلفيت فتحت الباب أمام تبرع الفلسطينيين بكتبهم لها.
وقال رئيس البلدية عبدالكريم زبيدي إن مكتبات الأرصفة هي الأولى في فلسطين وجاءت فكرتها من المدن الأوروبية لإتاحة الكتب للعابرين في ظل ابتعاد الفلسطينيين من المكتبات العامة.
حرية الاستعارة
وأشار إلى أن الفكرة جاءت "إيماناً منه بأن الثقافــة ليست حكراً على فئة معينة أو منطقة جغرافية محددة، فقد أردنا نقل المكتبة من دون قيود وتعقيدات إلى الشوارع بشكل مجاني وسهل"، مشدداً على أن المشروع يهدف إلى "ترسيخ ثقافة القراءة بين الفلسطينيين".
وتضم مكتبة الرصيف مختلف أنواع الكتب، التاريخية والعلمية والروايات وقصص الأطفال، ووفق مدير العلاقات العامة في بلدية سلفيت أحمد وليم، فإن "القراءة من الكتب الورقية أفضل للأعين وتعمل على تقويتها"، مؤكداً أن "لمس الكتب والتفاعل الحسي معها أفضل بكثير من الكتب الإلكترونية".
وأوضح أن ترك حرية استعارة الكتب ثم إرجاعها من دون تسجيل يعمل على ترسيخ ثقافة حماية الممتلكات العامة وتعزيز القراءة، مضيفاً أن كل مكتبة رصيف تحوي نحو 200 كتاب في الحد الأدنى.
وأشار وليم إلى أن طواقم المكتبة العامة في بلدية سلفيت تعمل على تنظيم وترتيب مكتبات الأرصفة يومياً، ووفرت البلدية الإضاءة لها لإتاحة الفرصة أمام الفلسطينيين للقراءة خلال ساعات الليل.