واصل الجيش الإسرائيلي تصعيد هجماته العسكرية يوم الجمعة، حيث شن سلسلة غارات جوية مكثفة على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة. وقد أسفرت هذه الهجمات عن مقتل30 فلسطينيًا على الأقل وإصابة العديد، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
أفادت المصادر الطبية الفلسطينية بوصول جثامين 19 قتلى إلى مجمع ناصر الطبي ، إثر الغارات الجوية المكثفة التي طالت مناطق متعددة في مدينة خان يونس.
وأظهرت التفاصيل أن القصف أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين وإصابة آخرين إثر استهداف منزل لعائلة معمر في منطقة التحلية وسط خان يونس. كما لقي 5 أفراد، بينهم أطفال، مصرعهم في غارة استهدفت منطقة المواصي غرب المدينة، مما خلف أيضاً العديد من الإصابات.
وفي منطقة العمور بالفخاري شرق خان يونس، أدت الهجمات إلى مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين، بينما سقط فلسطيني برصاص قناصة الجيش الإسرائيلي قرب مدرسة عيلبون في بلدة القرارة شرق خان يونس. بالإضافة إلى ذلك، تسببت الغارات المدفعية على منزل في منطقة الشحايدة ببلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس في إصابة عدد من المواطنين.
في سياق التصعيد، أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة خان يونس بقيادة الفرقة العسكرية 98. وأوضحت أن العملية تستند إلى معلومات استخباراتية حول تواجد مقاتلي المقاومة في المنطقة وتهدف إلى تعطيل جهودهم في تعزيز قدراتهم العسكرية. وتعد هذه العملية الثالثة التي تنفذها القوات الإسرائيلية في خان يونس منذ بداية الحرب.
وأشار البيان إلى أن المروحيات والطائرات بدون طيار استهدفت أكثر من 30 موقعًا في خان يونس، مما أسفر عن مقتل عدد من المقاتلين الفلسطينيين. ومنذ بداية الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 39,699، بينما بلغ عدد المصابين 91,722، وفقًا لبيانات صادرة عن وزارة الصحة في القطاع.
في هذا السياق، تعرضت منطقة بيت لاهيا شمال القطاع لقصف مدفعي متواصل، بينما أشار الجيش الإسرائيلي عبر منصة إكس إلى أنه:" قام بتدمير طريق تحت الأرض بطول حوالي 3 كيلومترات في وسط قطاع غزة".
أزمة صحية في غزة وسط القصف المستمر
أكدت مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، أن العديد من المستشفيات الميدانية في قطاع غزة تعاني من صعوبات بالغة في تأدية عملها بسبب القصف المستمر. وفي تصريحات صحفية مساء الخميس، أوضحت هاريس أن الطواقم الطبية تواجه مخاطر كبيرة أثناء تحركها في ظل الظروف الحالية، حيث تتعرض لمخاطر جسيمة تعرقل جهودها في تقديم الرعاية.
وأضافت هاريس أن المنظمة تعمل في ظل ظروف استثنائية وصعبة، حيث يعاني القطاع الصحي من نقص حاد في الموارد البشرية واللوجستية. وأشارت إلى أن 20 فريقًا طارئًا فقط من المتطوعين العالميين يعملون في غزة، وهو عدد غير كافٍ لتلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل هذه الأوضاع.
تواجه مدينة خان يونس، التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في غزة، أزمة إنسانية خانقة بفعل القيود الإسرائيلية على المساعدات والنزاع المستمر الذي يعيق وصول الغذاء والإمدادات الطبية والمياه النظيفة.
في هذا السياق، يسعى قادة العالم إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وأكدت إسرائيل مساء الخميس أنها ستوفد مفاوضين لإجراء محادثات غير مباشرة مع حماس، استجابةً لاقتراح مشترك من الولايات المتحدة ومصر وقطر لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار المتوقفة المقرر استئنافها في 15 أغسطس.