تمّ انتشال ما يقرب من 400 جثة في الأيام الأخيرة، من مقبرة مؤقتة داخل المستشفى الرئيسي في خان يونس، والتي تم بناؤها عندما كانت القوات الإسرائيلية تحاصر المنشأة الشهر الماضي.
دعا الدفاع المدني في غزة الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق دولي فيما قال إنها جرائم ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي أثناء تواجدها في قطاع غزة.
واستخرج أعضاء الفريق، الخميس، عشرات الجثث المدفونة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، فيما انتظر أقارب المفقودين على أمل العثور على أحبائهم والتعرف عليهم.
وتم انتشال ما يقرب من 400 جثة في الأيام الأخيرة، من مقبرة مؤقتة داخل المستشفى الرئيسي في خان يونس، والتي تم بناؤها عندما كانت القوات الإسرائيلية تحاصر المنشأة الشهر الماضي.
نوال الزقزوق، تحدثت بكثير من الحرقة عن ابنها الذي قتل في الـ 24 من يناير/ كانون الثاني: "بسبب ازدحام الحمامات، فضل ابني الذهاب إلى منزلنا. ذهب إلى هناك وعندما عاد بجانب مدرسة هارون الرشيد أطلقت عليه الطائرة النار. ولما جاء أخوه أخبرني أنه استشهد فدفنه. حتى أنا أمه لم أره. أنا والدته لم أره. قال ابني إنه دفنه بجوار الشجرة الرابعة. فحفرنا هناك ولم نجده. لقد بحثنا عن جثته لمدة 12 يومًا لكننا لم نجده".
محمد المغير، مدير إدارة التموين ومسؤول لجنة التوظيف والمتابعة بالدفاع المدني تحدث عن "إعدامات ميدانية" بمجمع ناصر الطبي وطالب بفتح تحقيق دولي سريع في هذا الأمر، مشددا على أن بعض الجثث ظهرت عليها آثار تعذيب، ولكن دون تقديم الأدلة.
الدكتور محمد المغير أضاف: "الإعدامات الميدانية، التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مجمع ناصر الطبي وهذه الشكوك تجعلنا نطالب بفتح تحقيق دولي سريع في هذا الأمر. لذلك فإننا نناشد الأمين العام للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، ونحن على استعداد تام للمشاركة في أي لجان دولية".
وقالت المجموعة إنه في ذلك الوقت، لم يكن الناس قادرين على دفن الموتى في المقابر، لذلك حفروا القبور في ساحة المستشفى. وأوضح عناصر الدفاع المدني أنّ بعض الجثث تعود لأشخاص قتلوا أثناء حصار المستشفى، وقُتل آخرون خلال مداهمة قوات الجيش الإسرائيلي المستشفى.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، دعت الأمم المتحدة إلى إجراء "تحقيق واضح وشفاف وموثوق" في المقابر الجماعية التي تمّ اكتشافها في مستشفيين كبيرين في غزة التي مزقتها الحرب والتي داهمتها القوات الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمام الصحفيين إنه يجب أن يتمكن محققون ذوو مصداقية من الوصول إلى المواقع، وأضاف أنه يجب أن يتمكن المزيد من الصحفيين من العمل بأمان في غزة للإبلاغ عن الحقائق.
قال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، إنه "شعر بالرعب" من تدمير مركز الشفاء الطبي في مدينة غزة ومستشفى ناصر بمدينة خان يونس الجنوبية، بالإضافة إلى التقارير عن اكتشاف مقابر جماعية داخل وحول المنشآت التي تعرضت للقصف الإسرائيلي. ودعا تورك إلى إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في الوفيات، قائلا إنه "نظرا للمناخ السائد للإفلات من العقاب، ينبغي أن يشمل ذلك محققين دوليين".
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل التقارير عن وجود مقابر جماعية في المستشفيات بأنها "مثيرة للقلق بشكل لا يصدق" وقال إن المسؤولين الأمريكيين طلبوا من الحكومة الإسرائيلية معلومات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته استخرجت جثثا دفنها فلسطينيون في وقت سابق، وذلك في إطار بحثه عن رفات الرهائن الذين أسرتهم حماس خلال هجومها في السابع من أكتوبر-تشرين الأول والذي أدى إلى نشوب الحرب. وأضاف الجيش أنه تمّ فحص الجثث بطريقة محترمة وأعاد الجثث التي لا تنتمي إلى الرهائن الإسرائيليين إلى مكانها.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أو اعتقل مئات المسلحين الذين لجأوا إلى مجمعي المستشفيات، وهي ادعاءات لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.
ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن الغارات على المستشفيات دمرت القطاع الصحي في غزة بينما يحاول القطاع التعامل مع الخسائر المتزايدة الناجمة عن الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.