معتقل غوانتانامو لم يُغلق أبدًا.. المهاجرون من أمريكا آخر الوافدين

منذ 3 ساعة 9

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

هبطت أول رحلة عسكرية أمريكية تقل مهاجرين مُرحلين من الولايات المتحدة إلى قاعدة غوانتانامو البحرية في كوبا مساء الثلاثاء، وفقًا لمسؤول أمريكي. وتأتي هذه الخطوة كجزء من خطة أوسع لترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين إلى هذه القاعدة، التي استُخدمت لعقود كمركز احتجاز للأجانب المرتبطين بهجمات 11 سبتمبر/أيلول.

وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته استخدام غوانتانامو كمركز احتجاز للمهاجرين، مشيرًا إلى أن القاعدة لديها القدرة على استيعاب ما يصل إلى 30 ألف شخص. وقال ترامب إن القاعدة "مكان مثالي" لاحتجاز المهاجرين الذين يشكلون تهديدًا للأمن القومي، مضيفًا أن بعضهم "سيئ للغاية لدرجة أننا لا نثق حتى في دولهم لاحتجازهم".

من جهته، وصف وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الذي اشتغل سابقًا في غوانتانامو، القاعدة بأنها "مكان مثالي" لاستضافة المهاجرين. وقد تم نشر قوات أمريكية إضافية في الموقع خلال الأيام الماضية للمساعدة في عمليات التحضير، حيث يشارك حاليًا حوالي 300 عنصر من القوات المسلحة في دعم عمليات الاحتجاز، بينهم 230 من مشاة البحرية الأمريكية.

انتقادات حقوقية

وردًا على هذه الخطوة، انتقدت منظمة العفو الدولية استخدام غوانتانامو كمركز لترحيل المهاجرين.

بدورها، قالت إيمي فيشر، مديرة برنامج حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة، إن "إرسال المهاجرين إلى غوانتانامو خطوة قاسية ومكلفة، حيث سيتم عزلهم عن المحامين وأسرهم وأنظمة الدعم، مما يعرض حقوقهم الإنسانية للانتهاك بعيدًا عن الأنظار".

عمليات ترحيل إضافية

إلى جانب عمليات الترحيل إلى غوانتانامو، قامت الولايات المتحدة مؤخرًا بترحيل مهاجرين إلى الهند، كما وصلت أول مجموعة من المهاجرين الهايتيين المرحّلين إلى بلادهم.

وشملت عمليات الترحيل السابقة رحلات جوية إلى الإكوادور وغواتيمالا وهندوراس وبيرو، بالإضافة إلى ترحيل مهاجرين كولومبيين بالتعاون مع مسؤولين من كولومبيا.

زيادة في أعداد المهاجرين

وتشير بيانات مركز "بيو للأبحاث"، إلى وجود أكثر من 725 ألف مهاجر هندي يعيشون في الولايات المتحدة دون تصاريح، مما يجعل الهند ثالث أكبر مصدر للمهاجرين غير الشرعيين بعد المكسيك والسلفادور.

كما شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في أعداد الهنود الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة عبر الحدود الكندية، حيث ألقت دوريات الحدود الأمريكية القبض على أكثر من 14 ألف هندي خلال العام الماضي.

توسيع مرافق الاحتجاز

وأمر ترامب مؤخرًا وزارتي الدفاع والأمن الداخلي بالاستعداد لتوسيع مرافق الاحتجاز في غوانتانامو لاستيعاب المزيد من المهاجرين.

وقد تم بالفعل إنشاء 50 خيمة عسكرية داخل منطقة مسيجة بالقرب من مبنى يُعرف باسم "مركز عمليات المهاجرين"، حيث سيتم احتجاز المرحلين.

 وقالت كريستي نوم، وزيرة الأمن الداخلي، إن غوانتانامو ستكون "أداة قيمة" للوكالةفي إدارة عمليات الترحيل. وأضافت أن الهدف هو "تسهيل إعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية".

يذكر أن الولايات المتحدة كانت تستخدم غوانتانامو سابقًا لاحتجاز مهاجرين تم إيقافهم في البحر، معظمهم من كوبا وهايتي، قبل إعادة توطينهم في دول ثالثة.

ومع ذلك، فإن ترحيل المهاجرين من داخل الأراضي الأمريكية إلى القاعدة يمثل تغييرًا كبيرًا في سياسة الهجرة الأمريكية.