معاناة زوجي من الوسواس القهري

منذ 1 سنة 423

معاناة زوجي من الوسواس القهري


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/1/2023 ميلادي - 22/6/1444 هجري

الزيارات: 14



السؤال:

الملخص:

امرأة متزوجة منذ ١٧ سنة، ربة بيت، رُزقت أربعة أبناء، زوجها يعاني من وسواس قهري، مع أنه طيب وكريم، لكن ألفاظه سيئة، يعتذر حال مخالفاته، ويعزو ذلك للوسواس القهري، عاطل عن العمل منذ سنتين، لا يحاول طلب الكسب، ويعتمد على الديون، تحملت الوضع كثيرًا، المشكلة منذ ١١ سنة، وقد استنفدت كل طاقتها في تحمل هذا الوضع، وتسأل: هل تطلب الانفصال؟ وهل هي ملزمة بتحمُّل هذا؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا امرأة متزوجة منذ سبع عشرة سنة، لديَّ أربعة أولاد، زوجي كان يعاني وسواسًا قهريًّا قبل الزواج، لم يكتشفه إلا بعد الزواج بنحو ست سنوات، زوجي طيب وحنون وكريم، لكنه يعتذر عن كل شيء بسبب الوسواس؛ تعامله غالبًا سيئ، وألفاظه سيئة، ويعتذر عن ذلك بالوسواس، يحب مشاهدة الصور الإباحية، ثم يتوب ويعتذر بالوسواس، وهكذا، حالته النفسية متقلبة، ولا ينجز شيئًا في حياته، ويفرغ طاقته السلبية فيَّ، وفي المقابل لا بد أن أتحمله، بل يطلب مني التزين له والتقرب إليه للجماع، حتى وإن كنت حزينة، لا يتعب نفسه في اكتساب المال، ويعتمد على الديون، وإذا ما كلمته، يقول لي: هذا الأمر لا يخصك، ليس لك عندي إلا الطعام والشراب، مشاكله كثيرة لم يعد لديَّ طاقة لأتحملها، ولم أعد أحتمل شكواه الكثيرة، سؤالي: هل يحق لي الانفصال عنه لأنه دمر نفسيتي، بعد أن كنت أستر عليه وأحتويه؟ وهل يجب على الزوجة أن تلبي احتياجات زوجها في الفراش وهي حزينة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

ملخص المشكلة:

١- أختي الفاضلة أنتِ متزوجة منذ ١٧ سنة، وهذا عمر ليس بالقصير، ومتحملة الوضع منذ ١١ سنة، وقد رُزقتِ بأربعة أولاد، وزوجكِ طيب وكريم، وهذه كلها إيجابيات تستحق الوقوف عندها.

٢- لم توضحي وضع زوجكِ الديني والخُلُقي، فإذا كان صاحب دين محافظًا على صلاته، وخُلقُه طيب في تعامله على العموم، فهذا خير على خير، ينبغي عدم تجاهله.

٣- بيَّنتِ أن زوجكِ يعاني من وسواس قهري، وهذا لا بد من متابعة علاجه لدى أخصائي نفسي، يشخص الحالة، ويعرف أي نوع من أنواع الوسواس يعاني، ويوجهه إلى العلاج المناسب، ويتم ذلك بإقناعه للخضوع للعلاج.

٤- ما دمتِ صبرتِ هذه المدة، على هذا الوضع، ولديكِ أمل في علاجه، وتغيير سلوكه، مع الضغط عليه في البحث عن علاج للحالة، وعندكِ أولاد، فالصبر والاستمرار والتحمل مطلب، لعل الله يفرج همكِ بشفاء زوجكِ، ويبارك في أولادكِ وتُرزقين برَّهم وخدمتهم.

٥- حاولي جاهدة صرف زوجكِ عن المنكرات، من أفلام إباحية وغيرها، وبيِّني له عاقبة ذلك، وأن الله تعالى يراه؛ ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14]، وأنه لا تخفى عليه خافية؛ ﴿ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ [طه: 7]، واستبدال ذلك بما يعرض من ثقافة علمية أو إخبارية أو رياضية أو أي نوع مما يُستفاد منه، وركز على ما يكون فيه فائدة تعود على الإنسان بالخير والبركة.

٦- اجعلي بيتكِ منبرَ خيرٍ؛ من كثرة الذكر، والصلاة، وقراءة القرآن، وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة ليلة الجمعة ويومها؛ فإن البيت الذي يُذكَر الله فيه بيتٌ حيٌّ؛ فمن حديث أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ البَيْتِ الذي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، والْبَيْتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، مَثَلُ الحَيِّ والْمَيِّتِ))؛ [رواه مسلم]، فذكر الله يطرد الشيطان، ويجلب البركة، وخاصة إذا قُرئت سورة البقرة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذات، وغيرها من الأذكار الشرعية.

٧- حافظي على الصلاة، أنتِ وزوجكِ وأولادكِ، وحثِّي زوجكِ وأولادكِ على أداء الصلاة في المساجد مع جماعة المسلمين.

٨- عاملي زوجكِ بالمعاملة الحسنة، وانظري ما يحب وما يكره، واعملي على تنقية أجواء المنزل بالفرح والسرور بنعمة الله تعالى وشكرها، ومحاولة تلافي الألفاظ السيئة واستبدال القول الحسن بها.

٩- لا تمتنعي عن فراش زوجكِ، حتى وإن كنت غير راغبة أو حزينة، فهذا حقه ويجب عليكِ أداؤه، إلا إذا كان هناك مانع شرعي؛ كالحيض، أو المرض، أو الصيام الواجب، أما ما عدا ذلك، فالواجب طاعته في ذلك؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعا الرجلُ امرأتَه إلى فراشه، فأبَتْ، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكةُ حتى تُصبح))؛ [متفق عليه].

١٠- ناقشي زوجكِ في قضية البحث عن الكسب الحلال، وأن هذا مطلب للرجال، حتى يسدوا حاجاتهم الضرورية من نفقة وكسوة وغيرها، ولا يعتمد الإنسان على سؤال الناس القرض، ويتعفف عن ذلك؛ لأن كثرة الديون مهلكة، ويصبح الإنسان أسيرًا لأصحابها، وتكثر عليه المطالبة، وليس لديه مصدر للسداد، ثم أخيرًا يتخلى الكل عنه، ولا يعطوه أي قرض جديد.

وأيضًا، النفس تحب الراحة والكسل، فإذا تعودت على ذلك، فلا يمكن أن تحقق أي هدف حياتي، ووضحي له أنه قدوة لأولاده، في كل تصرفاته، فإذا كان قدوة في دينه وصلاته وأخلاقه، حذَوا حذوه، وإذا كان قدوة في علو همته ونشاطه وسعيه في طلب الزرق، سار أولاده على نهجه.

أسأل الله تعالى أن يشفي زوجكِ، وأن يرزقكِ الصبر والتحمل، ويهيئ لكم مصدر رزق حلالًا.