معارك عنيفة في العاصمة السودانية ودارفور على الرغم من الهدنة

منذ 1 سنة 125

قصف جوي ومدفعي

شهدت الخرطوم صباحا قصفا من طائرات مقاتلة ومحاولات للتصدي لها على الرغم من اتفاق وقف النار، فيما يحتدم القتال في إقليم دارفور المضطرب. وقال شهود لفرانس برس إن طائرات حربية حلقت فوق الضاحية الشمالية للخرطوم التي تشهد تبادلا للقصف بالمدفعية الثقيلة.

وفي وقت متأخر من ليل الأربعاء، وافق الجيش السوداني مبدئيا على مبادرة للمنظمة الحكومية بشرق إفريقيا (إيغاد) بتكليف رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على حل الأزمة الحالية.

وبحسب بيان للجيش فقد شملت المبادرة "تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية" و"إيفاد ممثل عن القوات المسلحة وآخر عن الميليشيا المتمردة إلى جوبا بغرض التفاوض".

العنف يهدد بالجوع

قال برنامج الأغذية العالمي إن العنف قد يدفع ملايين آخرين إلى الجوع في بلد يحتاج فيه 15 مليون شخص يشكلون ثلث السكان إلى المساعدة. وأعرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان عبدو دينغ من بورتسودان الخميس عن "بالغ قلقه بشأن الوضع"، حيث تشكل إمدادات الغذاء مصدر قلق كبير.

وناشد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد الخميس جيران السودان والمجتمع الدولي مساعدة الفارين من القتال هناك، مجددا دعوته لوقف إطلاق النار.

 

عنف خارج الخرطوم 

خارج الخرطوم، تصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد. والخميس أفاد شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بوقوع "اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي بمختلف أنواع الأسلحة".

وفر مواطنو الجنينة باتجاه الحدود السودانية التشادية لتجنب العنف، وفق الشهود. وانتشرت أعمال نهب وحرق للمنازل في الجنينة حيث أفاد أطباء بمقتل طبيب برصاصة طائشة.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن "العنف وتوقف عمل العديد من المستشفيات والقدرة المحدودة على التزود بالمياه ونقص المواد الغذائية واضطرار السكان الى النزوح"، كلها عوامل تشكل "أخطارا كبيرة على الصحة في السودان.

 

 "حربكم وليست حربنا" 

وفي طريقه إلى الحدود مع مصر المجاورة دعا أشرف وهو سوداني فر من الخرطوم، الضابطين المتناحرين إلى "وقف الحرب". وقال الرجل البالغ من العمر 50 عاما لفرانس برس في وسط الصحراء الشمالية إن "السودانيين يعانون ولا يستحقون هذا"،  وأضاف قوله: "إنها حربكم وليست حرب الشعب السوداني".

ومع احتدام القتال في مدن سودانية عدة، يواجه عدد كبير من المحاصرين نقصا حادا في الغذاء والماء والكهرباء، فضلا عن انقطاع خدمات الاتصالات بشكل متكرر. كما غامر عدد كبير من السودانيين بالخروج من العاصمة في رحلات شاقة وطويلة إلى مصر في الشمال وإثيوبيا في الشرق.

الآلاف يفرون

أكد مسؤول بمنظمة الهجرة الدولية لوكالة فرانس برس وصول أكثر من 3500 شخص بينهم مئات الأتراك، إلى إثيوبيا. وأعلنت مصر الخميس أنها استقبلت حتى اليوم 14 الف سوداني فروا من الحرب إضافة إلى 2000 من دول أخرى.

وفر 20 ألف شخص على الأقل إلى تشاد، و4000 إلى جنوب السودان و3500 إلى إثيوبيا و3000 إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، وفق ارقام الأمم المتحدة التي تقدر أن يصل عدد الفارين إلى 270 ألف شخص.  ونظمت الحكومات الأجنبية من جميع أنحاء العالم في الأيام الأخيرة قوافل برية وطائرات وسفن لاجلاء الآلاف من مواطنيها من البلد الذي مزقته المعارك.