في حدث أثار اهتمام الأوساط الإعلامية والسياسية، تمت دعوة الإمام هشام الحسيني لتقديم دعاء الافتتاح خلال حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقرر في 20 كانون الثاني/يناير. وأثارت الدعوة التي جاءت لشخصية دينية معروفة نقاشاً واسعاً،حيث سلطت الضوء على دور القيادات الدينية في مثل هذه المناسبات.
ويعتبر الإمام الحسيني، الذي يدير مركز كربلاء الإسلامي في ديربورن، بولاية ميشيغان، من الشخصيات المؤثرة في الجالية العربية والمسلمة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن تاريخه يشمل محطات أثارت الجدل في السابق، ما جعل اختياره لهذه المناسبة محط اهتمام العديد من المراقبين.
ويشتهر الإمام بمواقفه الجريئة، حيث لا يتردد في انتقاد السياسات السعودية التي يصفها بأنها تعارض مبادئ الإنسانية، كما يتخذ موقفًا صريحًا مناهضًا "للصهيونية"، وعلى الرغم من حدة انتقاداته، إلا أنه يؤمن بقوة بأهمية الحوار والسلام، داعيًا إلى التعايش بين الأديان والثقافات لتحقيق عالم أكثر تفاهمًا وانسجامًا.
وعلى مدار السنوات الماضية، شارك الحسيني في عدة تجمعات ومناسبات أثارت تساؤلات حول مواقفه وآرائه. وتضمنت بعض هذه الفعاليات مواقف سياسية حساسة، مما جعل منه شخصية مثيرة للنقاش في الأوساط الأمريكية.
وقد أثار اختياره للمشاركة في حفل التنصيب تكهنات حول الرسائل التي تسعى الإدارة الجديدة إلى إيصالها. فالبعض يرى في هذه الخطوة تأكيداً على التعددية والانفتاح، فيما يعتبرها آخرون محاولة لاستقطاب دعم من فئات متنوعة داخل المجتمع الأمريكي.
ورغم الجدل، يشير مراقبون إلى أن حضور الحسيني يعكس تحولاً في السياسة الأمريكية تجاه إشراك شخصيات من خلفيات متعددة في المناسبات الرسمية. وقد يكون هذا التوجه جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الحوار مع مختلف الجاليات في الولايات المتحدة.
وقد نفى الحسيني ما كان يشير بشكل مبطن إلى الولايات المتحدة أو حرب العراق عندما طلب من الله أن ”يساعدنا على وقف الحرب والعنف والقمع والاحتلال“ في اجتماع اللجنة الوطنية الديمقراطية.
وعندما طلب منه خلال مقابلة أن ”يعترف بأن حزب الله منظمة إرهابية“، رفض الحسيني وأكد أن "حزب الله منظمة لبنانية. ولا علاقة لي بذلك".
في سياق متصل، شهدت الحملة الانتخابية الأخيرة للرئيس ترامب تواصلاً متزايداً مع الجاليات العربية والمسلمة، بما في ذلك تنظيم تجمعات في ولايات رئيسية مثل ميشيغان. وتعكس هذه الجهود خطوة نحو بناء جسور مع مجتمعات لطالما واجهت تحديات في تمثيلها داخل المشهد السياسي الأمريكي.
ويبقى دور الإمام الحسيني في حفل التنصيب محط نقاش بين مؤيد ومعارض. وبينما يرى البعض في هذه الخطوة إشارة إيجابية، يعتقد آخرون أنها تثير تساؤلات حول طبيعة التوازن بين الدين والسياسة في الولايات المتحدة.