أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد أن بلاده قدمت مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة يومين بين إسرائيل وحماس، يتضمن الإفراج عن أربعة رهائن محتجزين في غزة. ورغم عدم وجود ردود فورية من إسرائيل أو حماس، فإن من المتوقع إجراء محادثات جديدة في قطر التي هي أهم وسيط بين حماس وإسرائيل.
وأوضح السيسي أن المقترح يشمل الإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر. وأكد أن الهدف من هذه المبادرة هو "تحريك الوضع إلى الأمام"، مع استمرار المفاوضات لجعل وقف إطلاق النار دائمًا.
وتكررت العقبات أمام المفاوضات الرامية إلى تحقيق هدنة طويلة، حيث تشترط حماس انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة أولاً، بينما يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بقاء تلك القوات في غزة حتى تدمير حماس. ولم يتم الإعلان عن أي وقف لإطلاق النار منذ أن شهد شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.
في سياق متصل، عاد رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوم الاثنين، بعد أن أجرى في الدوحة محادثات مع رئيس وزراء قطر ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في محاولة جديدة لإنهاء القتال وتخفيف التوترات الإقليمية المتصاعدة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الثاني، عام 2023 على جنوب إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التوترات قد دفعت إسرائيل إلى الحرب في غزة و لبنان، فضلاً عن قيامها بهجمات علنية على إيران، للمرة الأولى نهاية الأسبوع الماضي. وفي هذا السياق، أكد الزعيم الأعلى الإيراني يوم الأحد أن الضربات الإسرائيلية — ردًا على هجوم إيران بالصواريخ الباليستية هذا الشهر — "لا ينبغي المبالغة فيها أو التقليل من شأنها"، لكنه لم يدعُ إلى الانتقام.
وخلال إحياء ذكرى الهجوم، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن "ليس كل هدف يمكن تحقيقه من خلال العمليات العسكرية فقط"، مضيفًا أن "تسويات مؤلمة ستكون ضرورية" لإعادة الرهائن.
وفي غزة، أسفرت الضربات الإسرائيلية الأخيرة في الشمال عن مقتل ما لا يقل عن 33 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين، حيث دخلت العمليات العسكرية في هذه المنطقة المتضررة والمعزولة أسبوعها الثالث. واعتبرت الأمم المتحدة وضع الفلسطينيين في غزة "لا يطاق".
نتنياهو من جانبه قال إن الضربات على إيران حققت أهداف إسرائيل، مؤكدًا أن "قدرات إيران الدفاعية وقدرتها على إنتاج الصواريخ الموجهة نحونا قد تضررت بشدة".
الصراع الذي اندلع في 7 أكتوبر 2023 عقب هجوم مسلح من قبل مقاتلي حماس على جنوب إسرائيل أودى بحياة حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وأدى إلى احتجاز حوالي 250 شخصًا. ويُعتقد أن حوالي 100 رهينة ما زالوا في غزة، ويعتقد أن ثلثهم قد قُتل.
في السياق ذاته، ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد أودت العمليات الانتقامية الإسرائيلية بحياة أكثر من 42,000 فلسطيني، دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين، مع الإشارة إلى أن أكثر من نصف القتلى كانوا من النساء والأطفال.
في المقابل تقول إسرائيل إنها قتلت أكثر من 17,000 مقاتل، دون تقديم أدلة على ذلك.
وقد دمرت العمليات العسكرية قطاع غزة، مما أجبر حوالي 90% من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون على النزوح بشكل متكرر.