دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استقبلت مصر 7 ملايين سائح خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، بينهم 1.35 مليون سائح خلال أبريل/ نيسان الماضي - وهو أعلى مستوى سجلته مصر خلال شهر واحد في تاريخها - وأرجعت نائب وزير السياحة غادة شلبي، أسباب هذا النمو نتيجة تيسير إجراءات إصدار التأشيرات، وتنوع المقاصد السياحية المصرية، لافتة أن أعداد العابرين من السودان لا يتم حسابهم ضمن السياحة الوافدة لمصر.
وتوقعت الحكومة المصرية أن تستقبل 15 مليون سائح خلال العام الجاري، بنسبة نمو سنوي 28%، وتستهدف أن تستقبل بين 18 إلى 20 مليون سائح خلال عام 2024.
قالت غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، إن ارتفاع أعداد السائحين القادمين لمصر خلال أول 5 شهور من العام الجاري، جاء نتيجة عدة أسباب، أولها تميز مصر بتنوع المقاصد السياحية التي يقبل السائحون عليها من مختلف دول العالم، وثانيًا الاستعداد بشكل متميز لاستقبال السائحين بعد جائحة كورونا المستجد، وهو أمر لم يتوافر في أسواق أخرى.
وفقًا للموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية، تضم مصر 2169 موقعًا أثريًا، منهم 134 مفتوح للزيارة، كما تضم 43 متحفًا للآثار، منهم 31 مفتوح للزيارة، و479 مركز غوص وأنشطة بحرية. كما تضم مصر 1199 منشأة فندقية، منها 261 عائمة و235 صديقة للبيئة، و1325 مطعم وكافيتريا سياحي.
وأضافت غادة شلبي أن هناك عاملا آخر وراء هذه الزيادة في أعداد السياح، وهو إصدار حزمة من التسهيلات في إصدار التأشيرات للسياح الأجانب من مختلف دول العالم، منها إصدار التأشيرة إلكترونيًا أو الحصول عليه عند دخول السائح اضطراريًا من المنافذ والمطارات المصرية. اعتبر المسؤولة أن التسهيلات جاءات بفضل الاستقرار الأمني للدولة المصرية، والعلاقات الدبلوماسية الجيدة مع كل الدول، مما انعكس على زيادة أعداد السياح.
وسبق أن أعلنت وزارة السياحة والآثار، في مارس/ آذار الماضي، مجموعة من التيسيرات والتسهيلات الجديدة للحصول على التأشيرة السياحية للجنسيات المختلفة، جاءت أبرزها استحداث تأشيرة متعددة الدخول صالحة لمدة 5 سنوات مقابل 700 دولار، والسماح للسائحين الصينيين والأتراك والهنود والإيرانيين بالحصول على تأشيرة دخول اضطرارية من المنافذ والمطارات المصرية إلى جنوب سيناء.
وبالنسبة لأهم جنسيات الدول التي زارت مصر خلال هذا العام، قالت غادة شلبي، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، إن مصر استقبلت سياح من مختلف دول العالم أبرزها شرق وغرب أوروبا، والتي تفضل زيارة المنتجعات الشاطئية في شرم الشيخ والغردقة بجانب زيارة المتاحف والمواقع التاريخية، مضيفة أن مصر تستهدف استقبال 15 مليون سائح هذا العام، والمؤشرات تظهر إمكانية تحقيق هذا الهدف خلال العام الحالي.
وفقًا لتصريحات رسمية لوزير السياحة أحمد عيسى، فإن مصر تركز على 5 شرائح من السائحين، وهم الذين يبحثون عن منتجات كل من السياحة الثقافية، وسياحة المغامرات، وسياحة الاستجمام، وسياحة العائلات، والسياحة الثقافية والترفيهية معًا، إضافة إلى السائحين الذي يبحثون عن التجربة السياحية المتكاملة ومتعددة التجارب والأنماط السياحية.
أشارت شلبي إلى أن هناك نموًا لافتا في أعداد المستثمرين في قطاع السياحة من الخليج والصين، الذين عرضوا إقامة شراكات مع مستثمرين مصريين أو الاستثمار في إنشاء الفنادق والمراكب السياحية، لافتة أن وزارة السياحة أصدرت العديد من الموافقات خلال الأيام الماضية لإنشاء مراكب سياحية، ومطاعم سياحية مما ينعكس على تقديم منتج سياحي متميز ومتنوع.
وأوضحت نائب وزير السياحة أن القادمين من الدول العربية المجاورة نتيجة ظروف عدم الاستقرار في بلادهم سواء من السودان أو غيرها لا يتم حصرهم ضمن السائحين القادمين لمصر.
وفقًا للمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، فإن مصر استقبلت أكثر من 113 ألف شخص خلال الفترة من 15 أبريل/ نيسان - وقت بدء اندلاع الاشتباكات في السودان - حتى يوم 17 مايو/ أيار الماضي، بينهم أكثر من 107 آلاف مواطن سوداني والباقي من جنسيات أخرى.
من جانبه، أرجع مصدر بإحدى شركات السياحة الكبرى، في تصريحات خاصة لـ CNNبالعربية، إلى انخفاض سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية ساهم في زيادة تنافسية السياحة المصرية، مما ساهم في نمو أعداد كبيرة من السياح القادمين من كل دول العالم، خاصة خلال أبريل/ نيسان الماضي، الذي سجّلت خلاله معظم الفنادق المصرية أعلى إيرادات في تاريخها.
وقال المصدر، إن السياحة الشاطئية والثقافية والمؤتمرات هي الأكثر جذبًا للسياح القادمين لمصر، خاصة الأخيرة التي شهدت زيادة ملحوظة بشكل لافت، مستدلًا على ذلك باستقبال الفنادق بمناطق وسط البلد العديد من المستثمرين من دول الخليج ودول أوروبية مختلفة للمشاركة في مؤتمرات وعروض عالمية في مصر خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن هناك عدد ضخم من الغرف الفندقية جاري إنشائها في القاهرة الجديدة والشيخ زايد بشرق وغرب العاصمة، إضافة إلى المنتجعات على ساحل البحر الأحمر.
وتستهدف الحكومة المصرية مضاعفة الطاقة الفندقية خلال الخمس سنوات المقبلة، لتصل إلى نصف مليون غرفة لتحقيق هدفها في استقبال 30 مليون سائح بحلول عام 2028.