مصر: اعتداء على ممرضات يجدد المطالب بحماية «الطواقم الطبية»

منذ 1 سنة 173

جدد حادث اعتداء أهالٍ على ممرضات خلال وردية عملهم في أحد مستشفيات محافظة المنوفية بمصر، مطالب سابقة بحماية الطواقم الطبية والتمريضية من الاعتداء خلال ممارسة مهامهم في المستشفيات.

وراج مقطع فيديو جديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه اعتداء أسرة إحدى المرضى، على طاقم تمريض بمستشفى قويسنا المركزي بمحافظة المنوفية في مصر، في مشاجرة تطورت للتطاول بالأيدي والضرب على عدد من الممرضات.

وزعم المعتدين أن «الممرضات رفضوا إسعاف المريضة التي كانت تتعرض لنزيف وإجهاض»، حيث قامت شقيقة زوج المريضة بتصوير فيديو يظهر فيه سيدة تجلس على كرسي متحرك وتعاني من نزيف، فيما يرفض الممرضون والأطباء إسعافها بحجة عدم وجود طاقم طبي، على حد تعبيرها.

وسرعان ما استنكرت النقابة العامة للتمريض في مصر الاعتداء الذي وقع على أطقم التمريض بمستشفى قويسنا المركزي، وقالت النقابة في بيان الجمعة، إنه «تم التعدي بالضرب على ممرضات بالمستشفى، ما تسبب في إصابة 5 ممرضات وإجهاض ممرضة أخرى، بالإضافة إلى إصابة 3 عاملات على أثر تلك الواقعة». وطالبت النقابة الجهات المعنية بسرعة التحقيق في الواقعة.

وأشارت الدكتورة كوثر محمود، نقيبة التمريض وعضوة مجلس الشيوخ، إلى أن الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، فور علمه بالواقعة، بدأ في التواصل مع الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة حقوق التمريض وحمايتهم أثناء تأدية عملهم.

وقالت نقيبة التمريض إنها لن تتنازل عن حقوق أعضائها من التمريض الذين يؤدون دورهم على أكمل وجه دون تقصير، مشددة على ضرورة التصدي لحالات الاعتداء على أطقم التمريض بالمستشفيات، حيث إن ترويع الأطقم التمريضية لن يصب في صالح تطوير المنظومة الصحية.

لحظة الاعتداء على الأطقم الطبية في مستشفى قويسنا (فيديو متداول)


وأكدت الدكتورة رشا خضر، وكيلة مديرية الصحة في محافظة المنوفية، أنه تم تحرير محضر بقسم الشرطة، وأنه قيد التحقيقات في النيابة في انتظار نتيجة التحقيقات.

وحسب هشام مبروك، عضو النقابة العامة للتمريض، فإن ما حدث بمستشفى قويسنا المركزي «يحدث في كل المستشفيات بشكل يكاد يكون يومياً بين الجمهور وقطاع التمريض، خصوصاً في المستشفيات الحكومية»، كما يقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط».

ويرى مبروك أن الاعتداء على طاقم التمريض يحدث في سياق المشكلات التي يعاني منها الطاقم الطبي بشكل عام، بداية من العجز الطبي وضعف الأجور، ويضيف: «أحياناً لا تكون هناك في وردية العمل سوى طبيب طوارئ واحد، ما يجعل هناك ضغطاً يصل إلى تطاول مرافقي أسرة المريض بسبب عدم وجود طبيب، وعادة ما يكون الممرض هو من توجه له اللائمة»، على حد تعبيره.

ويضيف عضو نقابة التمريض: «الممرض يعمل تحت ظروف عمل قاسية، خصوصاً في المستشفيات الحكومية، فوردية العمل تمتد إلى 12 ساعة، بأجور زهيدة، وما يتبعها من أزمات أسرية واقتصادية».

وكانت آخر الوقائع المشابهة، التي يتم التحقيق فيها، حدثت في يوليو (تموز) الماضي، حيث شهد مستشفى المحلة العام بمحافظة الغربية، واقعة اعتداء أسرة مريض على الطاقم الطبي والتمريض، بالسب والقذف وتحطيم وإتلاف محتويات قسم الاستقبال بالمستشفى وتعريض مريض أثناء الكشف عليه للخطر.

وتداول عدد من القطاع الطبي الفيديو، منهم الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، الذي نشر مقطع الفيديو وعلق على صفحته بـ«فيسبوك»، بقوله إن «التعدي على الأطقم الطبية والتمريض في مستشفى قويسنا، مأساة يندى لها الجبين، كيف عاد المعتدون إلى بيوتهم هكذا ببساطة؟ فيديو كارثي أرفعه إلى المسؤولين، في الوزارة والنقابات».