القاهرة، مصر (CNN) -- ارتفعت أسعار الشاي والبن في مصر بنسبة متفاوتة خلال الأيام الماضية، نتيجة زيادة الأسعار عالميا وانخفاض الجنيه أمام الدولار بحوالي 100% منذ شهر مارس/ آذار الماضي، مما تسبب في تراجع الطلب عليهما، بحسب تجار.
ويعتبر الشاي والقهوة من المشروبات المفضلة لدى المصريين، ويستهلكوا كميات ضخمة سنويا منهما تصل إلى 85 ألف طن للشاي، و70 ألف طن للقهوة، وتستورد كلها من الخارج، وتقوم شركات محلية بتعبئتها.
وقال حازم المنوفي، رئيس شعبة المواد الغذائية والبقالة والعطارة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن ارتفاع أسعار السلع الغذائية عالميا وزيادة سعر الدولار أمام الجنيه المصري، أدى لزيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية في السوق المحلي ومنها الشاي الذي ارتفعت أسعاره بنسبة 25% خلال العام الماضي، ونسبة 8% منذ بداية العام، مما أثر على انخفاض مبيعاته في السوق رغم أهميته للمستهلك المصري.
وواصل الدولار تسجيل مستويات قياسية أمام الجنيه، حيث بلغ 30.14 جنيه للشراء، و30.23 جنيه للبيع بالبنك المركزي المصري، يوم الثلاثاء.
وأضاف المنوفي، بتصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن مصر تستورد كل احتياجاتها من البن والشاي من أسواق عدة أبرزها كينيا، وسيريلانكا، والهند، والبرازيل ويتم تعبئتها في شركات محلية كبرى قامت برفع أسعارها بشكل كبير خلال الأيام الماضية لأنها واجهت نقصا كبيرا في المخزون خلال الفترة الماضية نتيجة تطبيق نظام الاعتمادات المستندية.
وزادت إحدى شركات الشاي الشهيرة سعر الكيلوغرام ليصل إلى 148 جنيها (4.90 دولار) لتجار الجملة على أن يباع سعر العبوة ربع كيلو بقيمة 42 جنيها (1.39 دولار).
وقال حسن فوزي رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية بالقاهرة، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إن أسعار البن ارتفعت بنسبة تتراوح بين 15-20% خلال عام 2022، ولم يتم تحريكها في أول شهر من العام الجاري، وجاءت هذه الزيادة السعرية نتيجة ارتفاع سعر البن وانخفاض المعروض عالميا، وارتفاع تكلفة الشحن، وكذلك انخفاض الجنيه أمام الدولار.
وأوضح فوزي أن سعر البن مرتبط بعاملين الأول سعر البن في البورصات العالمية، وهي ثاني أكبر بورصة في العالم بعد النفط، وسعر الدولار أمام الجنيه، وذلك لأن مصر تستورد كل احتياجاتها من الخارج، من دول إندونيسيا والبرازيل، وكولومبيا، والهند.
ووفقا لبيانات جهاز الإحصاء، بلغت حجم واردات مصر من البن 121.2 مليون دولار خلال أول 7 شهور من عام 2022 مقابل 81.5 مليون دولار خلال الفترة المماثلة من العام السابق له.
وأكد أحمد المغربي عضو شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية، ارتفاع أسعار الشاي والقهوة في مصر بنفس نسبة انخفاض الجنيه أمام الدولار؛ لاستيراد مصر كل احتياجاتها من الشاي والبن من الخارج، مضيفا أن زيادة الأسعار شملت كل السلع الغذائية ومنها الزيوت، والحبوب.
واستوردت مصر سلع ومواد بترولية بقيمة 80.7 مليار دولار خلال أول 10 شهور من عام 2022 مقابل 72.6 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وأكد المغربي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، انخفاض مبيعات الشاي والبن نتيجة زيادة الأسعار والتي تراوحت بين 30-40% علي حد قوله، مشيرا إلى أنه من الصعب خفض أسعار الشاي والبن لأن مصر تستورد كل احتياجاتها من الخارج، ومن الصعب زراعتهما محليا، في حين هناك بعض السلع الغذائية يمكن زيادة حجم إنتاجها محليا مما يسهم في خفض الأسعار لتناسب القدرة الشرائية للمستهلك.
وارتفعت أسعار الطعام والمشروبات في مصر بنسبة 37.9% خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كما ارتفعت أسعار مجموعة البن والشاي والكاكاو بنسبة 36%، وفقًا لبيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وفي نفس السياق، قال هاني أمان الرئيس التنفيذي للشركة الشرقية-إيسترن كومباني، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إن أسعار السجائر في مصر مازالت مستقرة، ولم يتم اتخاذ أي قرار بشأن زيادة سعرية، رغم ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه، مشيرا إلى أن أسعار السجائر زادت بقيمة 4 جنيهات خلال العام الماضي، إلا أنها لم تؤثر على المبيعات.