مصداقية البرلمان الفرنسي على المحك بعد إيقاف نائب لوّح بالعلم الفلسطيني

منذ 5 أشهر 71

تم تعليق عضوية النائب عن حزب "فرنسا الأبية" سيباستيان دولوغو لمدة خمسة عشر يومًا، بعد تلويحه بالعلم الفلسطيني في مقر الجمعية الوطنية يوم أمس الثلاثاء، وهي أعلى عقوبة مسموح بها بموجب النظام الداخلي.

وأدانت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل بورن بيفيه وصفته بأنه سلوك "استفزازي غير مقبول"، وقالت "لا يمكن التهاون في هذا"، كما علقت الجلسة واستبعدت دولوغو.

وبعد التصويت، تم تأكيد العقوبة التي تنص تقليص راتب دولوغو البرلماني إلى النصف لمدة شهرين واستبعاده المؤقت لمدة 15 يومًا.

خلال جلسة نقاش حول الشرق الأوسط، طرحت ألما دوفور، النائبة عن حزب "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" على الحكومة سؤالاً حول الوضع في غزة غزة واتهمتها بأنها "ترفض حتى تقريع إسرائيل"، عندها وقف سيباستيان ديلوغو ملوحًا بعلم فلسطين وسط تصفيق جماعته.

 وعقب تعليق إجراءات الجلسة لنحو ساعة، قال سيباستيان دولوغو للصحفيين قائلاً: " هل سيستيقظ الرئيس أخيرًا بعد تلويحي بالعلم الفلسطيني ليقول إن عليه التوقف عن بيع الأسلحة؟" ، وأضاف: "في الوقت الذي أتحدث فيه تبيع فرنسا أسلحة وتبيع مكونات لإمداد الجيش الإسرائيلي، وهناك إبادة جماعية تحدث.. لا يهمني ما تفعله الجمعية الوطنية بي".

العقوبة الصادرة ضد دولوغو هي العقوبة الأعلى المنصوص عليها في لوائح المؤسسة، وبالنسبة للنائبة الفرنسية من أصل مغربي نعيمة موتشو، تبدو غير متناسبة.  كما ذكرت صحيفة "لوفيغارو" أن نائب رئيس الجمعية وجد الحكم قاسياً أكثر من اللازم، وأوضح: "سلوكه مستهجن، والإشارة سياسية وجدلية ولكن لم يبدر منه أي عنف، اللوم البسيط يبدو أكثر تناسبًا".

 من جانبه قال النائب الفرنسي لوسائل إعلام محلية "لا يهمني على الإطلاق الحكم الذي ستصدره رئيسة الجمعية"، مضيفا أن "الدولة الفرنسية متواطئة اليوم فيما يحدث في فلسطين. أنا ومجموعتنا فخورون بانتمائنا لمعسكر القانون الدولي".

جدير بالذكر أنه سبق ورفع أحد النواب عبارة "فرنسا تقتل الأبرياء في اليمن" ولم تُفرض عليه أي عقوبة، لذلك يرى بعض المحللين أن مصداقية الجمعية الوطنية على المحك بعد طرد دولوغو.

كان سيباستيان دولوغو سائق سيارة أجرة سابقًا، قادته معركته ضد "أوبر" إلى السياسة. ومن خلال هذا النضال، تواصل مع المديرين التنفيذيين لحركة "فرنسا الأبية" التي انضم إليها عام 2017. وهو مناضل بارع، كبر في ضواحي مارسيليا وخاض معارك ضد الحالة المتهالكة لمدارس مدينته والتلوث الناتج عن السفن السياحية.