وجدت دراسة عالمية حول موضوع الرفق بالحيوان أن معظم الكتابات والتجارب في هذا الشأن يقوم بها مؤلفون من أصول أوروبية وغربية. وفي ستينيات القرن الـ20 طرح كتاب روث هاريسون "آلات الحيوان" قضية رعاية الحيوان في الزراعة المكثفة أمام الجمهور. ودفع هذا الكتاب حكومة المملكة المتحدة إلى المشاركة في رعاية حيوانات المزرعة. وانتشرت الأفكار بين الشعوب الأخرى ذات الأصول الأوروبية، بما في ذلك أميركا الشمالية والجنوبية.
والطريقتان المذكورتان للتعامل مع رعاية الحيوان هما كيف يشعر الحيوان وكيفية أداء الحيوان، وكلتاهما نهجان يعتمدان على التفكير الغربي بحسب الدراسة العالمية. ومع ذلك هناك وجهات نظر ثقافية أخرى حول رعاية الحيوان. ويتأثر تنوع المواقف تجاه الحيوانات بالثقافات المختلفة مع الدوافع الرئيسة التي تشمل الدين ومستوى التعليم العام والوضع الاقتصادي واستخدام الحيوانات، على النحو الذي يحدده الوضع المناخي والتاريخي للمنطقة، إلا أن علم النفس الاجتماعي الحديث توصل إلى الاعتقاد أن معظم الناس يعتقدون أن سوء رعاية الحيوانات أمر غير مقبول، ويجب السعي إلى تحقيق رعاية جيدة للحيوانات حتى تلك التي تربى في المزارع تحضيراً لنقلها إلى مسالخ اللحوم التي تنتج يومياً عشرات آلاف الأطنان من اللحوم حول العالم.
وفي العموم فإن المطالبين بالرفق بالحيوان حول العالم غير موحدين في آرائهم حول الأمر، فمنهم من ينادي بأن للحيوانات حقوقاً منها الحق في الحياة مما يعني عدم قتلها وأكلها، بينما هناك جماعة منهم ترى بأنه ليس للحيوانات الحق في الحياة بشكل مطلق، لكن لها الحق في ألا تعاني خلال حياتها، فإذا كان لدى المزارع ومربي الحيوانات بيانات تثبت أن إحدى الممارسات أفضل من أخرى، يجب أن يكون لديه بنية تجارية وأخلاقية وقانونية ليطلب استخدام الممارسة الأفضل.
قتال الكلاب
ووصفت مجلة أميركية تعنى بالرفق بالحيوان ألعاب مصارعة الحيوانات وعلى رأسها مصارعة الكلاب بأنها "رياضة الدم التي تسيء إلى أفضل صديق للإنسان"، وبأنها ممارسة عنيفة وقاسية تعمل على إدامة الانتهاكات التي تتجاوز أقصى تصوراتنا والتي تطاول الكلاب في جميع أنحاء العالم. ونشرت المجلة قصة واقعية لما حدث لأحد الكلاب المستخدمة في المصارعة الدموية، ونقلت عن أحد مراسليها أنه "وجد حيواناً عليه علامات عض وجرب جاف على رأسه. وتم سكب سائل قابل للاشتعال على الكلب، وأضرمت فيه النيران ودمرت النيران ثلث جسده. كان جلده ذابلاً ومحترقاً وملتصقاً بعظامها. إن حلقات قتال الكلاب غير القانونية يصعب الإمساك بها".
ويعد قتال الكلاب ممارسة يتم من خلالها إجبار أنواع من الكلاب تم تربيتها وتدريبها على القتال والاشتباك مع بعضها بعضاً، من أجل الترفيه وتحقيق المال من الرهانات العالية التي تستقطبها مثل هذه الألعاب التي تجري في أماكن سرية في المدن الأميركية والأوروبية أو بعيداً من أعين رجال الأمن أو في ضواحي عواصم العالم الثالث حيث لا يمكن للشرطة التدخل. ومن الشائع للغاية أن يعاني كلا الكلبين جروحاً عميقة وفقدان الدم وكسور العظام وإصابات دموية أخرى قبل أن يستسلم أحدهما، ويعلن انتهاء القتال. ويدر قتال الكلاب أموالاً كثيرة من رسوم تربية الكلاب والمقامرة غير القانونية وأنشطة العصابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الرومان وغزو بريطانيا
وتعود أصول مصارعة الكلاب إلى الإمبراطورية الرومانية. عندما غزا الرومان بريطانيا في عام 43 بعد الميلاد، أحضر الجانبان الكلاب المقاتلة إلى ساحة المعركة كأسلحة. وأعجب الرومان بضراوة السلالات البريطانية واستعدادها للمعركة وبدأوا باستيراد الكلاب المقاتلة البريطانية لاستخدامها في أوقات الحرب. واستخدم الرومان تلك الكلاب المقاتلة للترفيه العام أيضاً. وبحلول القرن الـ12، اكتسبت لعبة إطلاق الكلاب المقاتلة في حلقة فيها ثيران ودببة مقيدة بالسلاسل شعبية واسعة، بخاصة بين الطبقة الأرستقراطية البريطانية. وأدت هذه الشعبية إلى خفض حاد في عدد الدببة.
ازدهار تحت الأرض
وعلى رغم انتشار القوانين التي تم إقرارها في أميركا في القرن الـ20 والتي تحظر قتال الكلاب، فإن هذه الممارسة استمرت بالازدهار تحت الأرض. وتم حظر قتال الكلاب في جميع الولايات بحلول عام 1976، وهو الآن جريمة جنائية في كل الولايات الـ50، لكن لم يبدأ تطبيق القانون بشكل جدي حتى التسعينيات.
السلالات المقاتلة
الكلاب الأكثر استخداماً للقتال، في الأقل في الولايات المتحدة، تعرف عموماً باسم كلاب "البيتبول". تشمل هذه الفئة عديداً من السلالات المتميزة، مثل كلاب "ستافوردشاير" وكلاب "ستافوردشاير الأميركية" وكلاب "البولدوغ" الأميركية وكلاب "البيتبول" الأميركية. وهذه السلالات هي من نسل برنامج أداره بعناية مدربو الكلاب السابقون الذين حاولوا تطوير كلب بسمات محددة، بجسم كبير ومنخفض وثقيل وبنية قوية ورأس متطور بقوة وفك هائل يتمتع بقوة عض هائلة. وهذا ما ناسب كلب "البولدوغ" كسلالة قتالية ناجحة خلال عصر اصطياد الدب والثور. ولمزيد من السرعة والعدوانية وخفة الحركة هجنوا كلاب "البولدوغ" مع كلاب "الترير" فولد الكلب المقاتل الحديث.
من جهة أخرى، قدرت شبكة "سي أن أن" في عام 2007 أنه في الولايات المتحدة هناك أكثر من 100 ألف شخص يشاركون في قتال الكلاب على أساس غير احترافي، ونحو 40 ألف فرد يشاركون كمحترفين في رياضة قتال الكلاب كنشاط تجاري.
واعتباراً من عام 2020 أصبح قتال الكلاب غير قانوني في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي وأميركا الشمالية ومعظم أميركا الجنوبية وآسيا. وفي الولايات المتحدة يعد قتال الكلاب جريمة جنائية في جميع الولايات الـ50 ومقاطعة كولومبيا وبورتوريكو وجزر فيرجن الأميركية، وجعلت معظم الولايات أيضاً مشاهدة قتال الكلاب جناية.