مشيتك قد تكشف عن صحتك والأمراض التي قد تعاني منها..كيف؟

منذ 9 أشهر 133

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يمشي كل فرد بطريقة فريدة من نوعها، وقد تكشف مشيتك ملامح عن شخصيتك وبنيتك العامة، على حد سواء.

والمشية هي الطريقة التي تمشي بها. ورغم اختلاف مشية كل شخص، فقد تتأثر بالمرض، أو الإصابة، أو الوراثة، أو مشاكل في الساقين أو القدمين لتصبح غير طبيعية. وما يدلّ على ذلك الحركات غير المنتظمة مثل جر القدمين، أو التمايل، أو وضع الساقين فوق بعضهما أثناء المشي.

كما قد تشي سرعة المشي أيضًا بصحتك. في الواقع، إنها تكتسب قوة باعتبارها إحدى علاماتك الحيوية، إلى جانب درجة حرارة الجسم، ومعدل النبض، ومعدل التنفس، وضغط الدم، وتشبع الأكسجين.

توفر العلامات الحيوية معلومات مهمة لتقييم صحتك والتنبؤ بها، ما يسمح بالتدخل الاستباقي للحفاظ على سلامتك وصحتك قدر الإمكان. لهذا السبب، قد يكون تحليل مشيتك من قبل أخصائي صحي مهمًا ومفيدًا لك في آن، بحسب الخبراء. 

تحليل المشية.. ماذا يكشف عن صحتك؟ 

يمكن لتقييم المشية أن يتنبأ بالتأخّر الحركي الإجمالي لدى الأطفال، ومخاطر السقوط لدى كبار السن، وعندما تقترن بتراجع الإدراك، تؤشر إلى خطر الإصابة بالخرف. 

وبحسب تحليل تلوي نُشر بمجلة  جمعية المدراء الطبيين الأمريكيين في يوليو/ تموز 2018، قد تدلّ المشية البطيئة على الوفاة المبكرة، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو السرطان. 

غطى التحليل التلوي 44 دراسة شارك فيها 101,945 مشاركًا. 

تحليل المشية للياقة البدنية والأداء الرياضي 

عندما يتعلق الأمر بالرياضة واللياقة البدنية، قد تشير تحليلات المشي إلى احتمالية تعرضك للإصابة، والمشاكل الميكانيكية التي يجب معالجتها، والوقت الذي ستكون فيه جاهزًا لاستئناف النشاط بعد الإصابة أو الجراحة. 

وقال الدكتور بريان هايدرشيت، بروفسور جراحة العظام في جامعة ويسكونسن ماديسون، ومدير أداء بادجر الرياضي في ماديسون: "بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إصابات معينة، يساعدنا تحليل المشية ربما على تصحيح التقنيات التي قد تتسبّب بتكرارها".

وأوضح أنّ هذه الإصابات غالبا ما ترتبط بكسور الإجهاد في العظام، وآلام الركبة، وألم الورك، واعتلال وتر العرقوب. والأخيرة تصنّف حالة مؤلمة في وتر العرقوب، وغالبًا ما تنتج عن الإفراط بالاستخدام.

قال الخبراء إن التحليل الاحترافي يمكن أن يشير أيضًا إلى أوجه القصور في حركتك، التي لدى معالجتها، قد تحسّن من سرعة الجري، ولعب كرة البيسبول، وحتى حركة تأرجح مضرب الغولف. لكن كن مستعدًا للقيام ببعض الأعمال بعد التحليل.

وأشار هايدرشيت إلى أنّ "مشيتك لا يمكن تصحيحهأ على الفور. فالأمر ليس بهذه البساطة على غرار مقولة ’امشِ بشكل مختلف‘. ربما تمشي بطريقة معينة لأن عضلة الساق الواحدة يبلغ حجمها نصف حجم الأخرى، والطريقة الوحيدة لتصحيح ذلك يتمثل بالتركيز على ممارسة تمارين معينة". 

تطور تحليل المشية

يقوم المتخصصون في مجال الصحة بتحليل المشية بطرق مختلفة، ويعتمد نوع التحليل الأفضل بالنسبة لك على المشكلة التي تحاول معالجتها.

وقال هايدرشيت إن بعض التحليلات تكون بسيطة مثل وجود متخصص مدرّب، وغالبًا ما يكون معالجًا فيزيائيًا، يراقبك وأنت تقف من وضعية الجلوس، وتمشي لمسافة معينة ثم تعود إلى مقعدك. سيقوم المحترف بقياس جودة حركتك والوقت الذي تستغرقه. غالبًا ما يُمنح كبار السن ست دقائق للمشي لأقصى مسافة ممكنة.

تم تجهيز المختبرات السريرية، مثل مختبر "Heiderscheit"، بأجهزة المشي المتصلة بالكاميرات وأجهزة الاستشعار، التي تلتقط حركاتك وتعيد إنشاءها. لكن يتم إرسال بعض المرضى إلى الخارج للجري، مع أجهزة استشعار ملحقة بهم، خاصة إذا كانوا يعانون من مشاكل في الركض أو تغيير الاتجاهات أثناء الجري.

وفي الآونة الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي يراقب أيضًا مشية الأشخاص. وأحد الأمثلة على ذلك هو "OneStep"، وهي منصة صحية رقمية يمكن لمتخصصي الرعاية الصحية استخدامها مع مرضاهم. يقوم المرضى بتنزيل تطبيق "OneStep" على هواتفهم، ثم يضعون هواتفهم في جيوبهم. يتتبع التطبيق حركتهم بشكل مستمر، وهو ما يمكن لمقدمي الرعاية الصحية مراجعته بسهولة.

وقالت ستيفاني واكمان، أخصائية العلاج الطبيعي ومدير العمليات السريرية في "OneStep": "نحن ننظر إلى سرعة المشي، والإيقاع وعدد الخطوات في الدقيقة، والتباين في سرعة المشي والإيقاع، وطول الخطوة، والوقت الذي تطأ القدمان فيه الأرض، والوقفة، وسواها". 

ولفتت واكمان إلى أنّه بالإضافة إلى السّماح لمتخصّصي الرعاية الصحية بتتبّع كيفية تعافي الشخص، أو تقدم العلاج الطبيعي، يمكن للجهاز المدرج ضمن قائمة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تنبيههم إلى مشاكل أخرى قد تكون خطيرة.

وتابعت واكمان: "إذا كان شخص ما لديه مشية بطيئة للغاية، لكن إيقاعها مرتفع للغاية، وخطواته قصيرة جدًا، ووقت الدعم المزدوج (القدمان على الأرض على نحو متزامن) مرتفع للغاية، فإن هذا المزيج قد يشير إلى مشية متثاقلة، مرتبطة بمرض باركنسون.. هذا ليس تنبؤًا على الإطلاق، لكنه يمكن أن يرفع الطبيب راية". 

المشي لهذا السبب 

سواء كنت رياضيًا متمرسًا أو تمارس رياضة المشي للترفيه، قال كل من هايدرشيت وواكمان إنه سيكون أمرًا رائعًا إذا تم تحليل مشية الجميع بانتظام، وإذا اهتم جميع المتخصصين في الرعاية الصحية بمشية مرضاهم.

وقال هايدرشيت: "أود أيضًا أن يكون تحليل المشية جزءًا من برنامج التعافي لأي شخص خضع لجراحة في الركبة أو الكاحل أو الورك. سنرى أنها أصبحت أكثر انتشارًا لأن التكنولوجيا تتقدم بسرعة".

وخلصت واكمان إلى أنّ "الحركة تُعد نوعًا من ينبوع الشباب. إذا أردنا الحفاظ على حياة صحية وجيدة، علينا أن نكون مهتمين للغاية بقدرتنا على الحركة".