♦ الملخص:
فتاة مخطوبة لشابٍّ، يرفض أن تعمل، ويشاهد هو وأبوه صور الفتيات العاريات، وهي تسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
أنا فتاة مخطوبة؛ لديَّ مشكلتان مع خطيبي؛ الأولى: أنه لا يريدني أن أعمل، حتى قبل الزواج، ويرفض الأمر قطعًا، والثانية: أنه يحب أن يشاهد صور الفتيات العاريات – كأبيه – وعلمت ذلك عن طريق الفيس بوك بمحض الصدفة، ودائمًا يركز على شكل جسمي، ويقول لي: لو صرتِ نحيفة، فلن نكمل، أنا قلقة وخائفة، ولا أعلم كيف أفعل؛ فأرشدوني، وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فما دمتِ استشرتِ، والمستشار مؤتمن، فإني أقول لكِ: إني ألمح من ثنايا رسالتكِ أن هذا الخطيب غير مناسب لكِ للأسباب الآتية:
أولًا: كونه هو ووالده مدمنين على مشاهدة المقاطع العارية!
ثانيًا: مبالغته في النظر لجسمكِ وجمالكِ، وتهديده لكِ بالطلاق إن تغيرت رشاقتكِ.
هذا التهديد - وفي فترة الخطبة التي عادة يكون الخاطب فيها مسالمًا ووديعًا، ويخطب ودَّ خطيبته - يدل بوضوح على أن رغبته فيكِ شهوانية فقط، وأنه متى ما تغيرت أسباب هذه الرغبة، فسيطلقكِ غير آسف عليكِ، ولا مكترث بمشاعركِ ولا بمستقبلك.
ثالثًا: وربما دل التهديد أيضًا على أن مرض التهديد للزوجة عند كل شاردة وواردة حاضر دائمًا، وسلاح يتم إشهاره في وجه الزوجة لتحقيق المطالب أيًّا كانت، وكذلك ربما التساهل مستقبلًا بالتهديد بالطلاق عند أتفه الأسباب، وهذا كله مزعج جدًّا، ومنغص للحياة الزوجية، ومانع للاستقرار فيها.
رابعًا: ولأن كثيرًا ممن يدمنون مشاهدات المقاطع العارية تصبح مرضًا متأصلًا فيهم، يصعب الفكاك منه، وتتعلق قلوبهم بهؤلاء الفاجرات، ويتمنون زوجاتهم يعملون لهم مثل أفعالهن الشاذة المشينة، وتشتت عواطفهم عن زوجاتهم، بل بعضهم يبقى يتخيل الزنا بالعاهرات وهو يجامع زوجته.
خامسًا: لأنكِ تريدين زوجًا صالحًا يمنحكِ العطف والحنان، والسكن والمودة والرحمة؛ التي قال عنها الله سبحانه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، وقد تفتقد كلها أو معظمها في هذا الخطيب.
سادسًا: وأيضًا لأنكِ تريدين رجلًا مكتمل الرجولة والعقل، محافظًا على الواجبات الشرعية، خاصة الصلاة، ويُحسن تربية أولادكِ على الدين والأخلاق الفاضلة.
سابعًا: ذكرتِ أنه هو ووالده مدمنان مشاهدة الأفلام الخليعة، فإن كان ما ذكرتِهِ صحيحًا، فهذا الإدمان ربما دل على ضعف إيمان، وعلى سوء تربية، وقد يكونان أيضًا متساهلَينِ بالصلاة، أو تاركَين لها كليًّا؛ لأن قوة الإيمان، والمحافظة على الصلاة هما اللذان ينهيان المؤمن عن الفحشاء والمنكر، ومنها مشاهدة أفلام العري.
ثامنًا: وأيضًا من يتساهلون بالصلاة أو مرضوا بعشق العاهرات، أو التلذذ بالنظر إليهن، يكونون في الغالب هاجرين للقرآن، ولا يذكرون الله إلا قليلًا، وهذه المصائب كلها تؤدي لمصائب أخرى؛ منها:
ضعف الاستقرار النفسي.
والغضب لأتفه الأسباب.
والإكثار من اللعن والسب والتهديد والوعيد.
ويفتقدون قوله سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
تاسعًا: أعود فأقول: احذري؛ فكل ما ذكرتِهِ عنه له دلالات خطيرة جدًّا عليكِ، وعلى مستقبل أولادكِ.
حفظكِ الله، ورزقكِ زوجًا صالحًا، تقيًّا نقيًّا، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.