يواجه الأوكرانيون "حصنا منيعا" مع القيام بمحاولات عديدة لاختراق الخطوط على أمل تحديد نقاط ضعف قد يُركزون عليها جهودهم.. قبل إطلاق الهجوم المضاد الكبير الذي لم يبدأ بعد حسب قوله
اعتبر عضو في مجلس الشيوخ الفرنسي عن حزب الوسط فيليب فوليو، والذي زار مؤخرا خطوط الجبهة في أوكرانيا والتقى عسكريين هناك يشاركون في الهجوم المضاد الذي تشنه كييف على الجيش الروسي أن هؤلاء الجنود يفتقرون لمعدات غربية مناسبة لمواجهة الخطوط الدفاعية التي وضعتها قوات موسكو.
مخاوف من حوادث نووية
يعدّ فوليو أحد المسؤولين الفرنسيين القلائل، إن لم يكن الوحيد، الذين ذهبوا إلى أوكرانيا حيث تنقل بين منطقتي زابوريجيا ودونيتسك إلى جانب زميله الألماني ماركوس فابر والنائب الأوكراني إيغور تشيرنيف. وخلال عودته لفرنسا، قدم المشرّع الفرنسي انطباعاته عن الوضع العسكري الحالي والمعدات الغربية التي تم تسليمها إلى أوكرانيا.
وأعرب فوليو عن مخاوفه من الوضع في زابوريجيا وبشكل خاص مسألة "الطاقة النووية"، فمن الصعب تحديد التداعيات مسبقًا في حالة وقوع حادث في المفاعل وتساءل قائلا: "إذا نجح الهجوم المضاد، ماذا سيحدث في حال حدوث تغيير في السلطة؟ هل ستتصرف القوات الروسية بمسؤولية أم ستقوم بفعل أي شيء؟"
المعدات الغربية
أكد فوليو أن الجنود الأوكرانيين الذين جرّبوا دبابات ليوبارد الألمانية يشعرون بمزيد من الحماية ولا يريدون العودة إلى عتاد "تي 64 إس" السوفيتية الصنع الذي لم يعد يلائم المعارك الحديثة.
ورغم وجود معدات فرنسية على غرار "ايه إم أكي-10" في منطقة دونيتسك إلى جانب اللواء البحري السابع والثلاثين، فهي غير مجهزة بخيارات كمجموعات الاتصالات والشراك الخداعية حيث لم يتم تضمين هذه الخيارات في النماذج التي زُوّدت بها أوكرانيا إضافة إلى وجود مشاكل في علبة التروس ونقص الإطارات الاحتياطية أي أن الجنود الأوكرانيين تم تدريبهم على معدات، ولكنهم وجدوا معدات اخرى تفتقر لنفس التكنولوجيا، لكنهم سعداء بمدافع عيار 105 مليمتر. وأكد فوليو أن الجنود يستخدمون هذه المدرعات الخفيفة كدعم مدفعي، وقد تمّ تسليم 38 وحدة من هذا النوع.
صعوبات رئيسية
تسيطر القوات الروسية على المجال الجوي، وهي ميزة على المستوى التكتيكي. علاوة على ذلك، فإن خطوط الدفاع الروسية منظمة للغاية من حيث الاعتماد على عدة أشياء مثل: الخنادق، الشبكات، المخابئ، الخنادق المضادة للدبابات والمعدات العسكرية على محاور القتال والألغام مضادة للدبابات والأفراد.
لذا يواجه الأوكرانيون "حصنا منيعا" مع القيام بمحاولات عديدة لاختراق الخطوط على أمل تحديد نقاط ضعف قد يُركزون عليها جهودهم.. قبل إطلاق الهجوم المضاد الكبير الذي لم يبدأ بعد حسب قوله.
إزالة الألغام..
الوضع معقد جدا إذ تقوم القوات الأوكرانية بإزالة الألغام ليلا بالاعتماد على فرق متخصصة، وهي مهمة طويلة ومرهقة لكنها ضرورية لأن دبابات كاسحة الألغام مستهدفة بالطائرات بدون طيار والمدفعية والطيران.
وتحتاج القوات الأوكرانية إلى دفاعات مضادة للطائرات كصواريخ "كروتالي" أو أنظمة "مامبا" الفرنسية والطائرات المقاتلة، كطائرات "رافال" وطائرات قادرة على الصمود في وجه طائرات الجيل الأخير الروسية والمزيد من الدبابات الثقيلة.
تعب على مستوى الروح المعنوية
أكد فوليو أن الجنود الأوكرانيين مرهقون معنويا، فبعضهم لم يرَ عائلته "منذ بداية الحرب". على الرغم من ذلك، فإن كل هؤلاء العسكريين مصممون على مواصلة الحرب والقتال من أجل عائلاتهم وبلدهم، ولكن أيضًا من أجل أوروبا وقيمها.
وأوضح فوليو أن على فرنسا تقديم المزيد من الدعم وبسرعة تماما مثلما فعل الرئيس إيمانويل ماكرون، فقد كانت باريس أول من أعلن عن تسليم مركبات مدرعة خفيفة، وقد ساهم هذا القرار في إلغاء حظر تسليم الدبابات من قبل دول أوروبية أخرى، والأمر نفسه قد ينسحب على الطائرات المقاتلة.