مسيرات عمالية في آسيا وأوروبا بمناسبة عيد العمال للمطالبة بالمزيد من الحقوق

منذ 6 أشهر 89

في إندونيسيا، أعرب العمال عن غضبهم من قانون جديد قالوا إنه ينتهك حقوقهم ويضر برفاهيتهم، وطالبوا بحماية العمال المهاجرين في الخارج وزيادة الحد الأدنى للأجور.

خرج العمال والناشطون في العواصم الآسيوية والمدن الأوروبية إلى الشوارع للاحتفال بعيد العمال مع احتجاجات على ارتفاع الأسعار وسياسات العمل الحكومية ودعوات لمزيد من حقوق العمال.

يتم الاحتفال بعيد العمال، الذي يصادف الفاتح من مايو-أيار، في العديد من البلدان تكريما للعمال. كما أعطت أحداث عيد العمال الفرصة للكثيرين للتعبير عن المظالم الاقتصادية العامة أو المطالب السياسية.

تحد للحظر

اعتقلت الشرطة في إسطنبول عشرات الأشخاص الذين حاولوا الوصول إلى ميدان تقسيم المركزي في تحد للحظر الذي فرضته الحكومة على الاحتفال بعيد العمال في الموقع التاريخي.

وأعلنت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان منذ فترة طويلة أن ميدان تقسيم محظور التجمعات والمظاهرات لأسباب أمنية، لكن بعض الأحزاب السياسية والنقابات العمالية تعهدت بالسير إلى الميدان، الذي يحمل قيمة رمزية للنقابات العمالية.

وفي عام 1977، أطلق مسلحون مجهولون النار على احتفال بعيد العمال في تقسيم، مما تسبب في تدافع ومقتل 34 شخصًا.

وأقامت الشرطة يوم الأربعاء حواجز وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى ميدان إسطنبول المركزي. كما تم تقييد وسائل النقل العام في المنطقة. ولم يُسمح إلا لمجموعة صغيرة من ممثلي النقابات العمالية بدخول الميدان لوضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري لضحايا حادثة عام 1977. وألقت شرطة مكافحة الشغب القبض على نحو 30 عضوا من حزب التحرير الشعبي اليساري الذين حاولوا اختراق الحواجز.

حماية العمال

وفي إندونيسيا، أعرب العمال عن غضبهم من قانون جديد قالوا إنه ينتهك حقوقهم ويضر برفاهيتهم، وطالبوا بحماية العمال المهاجرين في الخارج وزيادة الحد الأدنى للأجور.

وقال سعيد إقبال، رئيس اتحاد نقابات العمال الإندونيسية، إنه من المتوقع أن ينضم حوالي 50 ألف عامل من مدن بوجور وديبوك وتانجيرانغ وبيكاسي التابعة لجاكرتا إلى مسيرات عيد العمال في العاصمة.

وتجمع المتظاهرون وسط تواجد مشدد للشرطة قرب حديقة النصب التذكاري الوطني، ولوحوا بأعلام المجموعات العمالية الملونة ورددوا شعارات ضد قانون خلق فرص العمل وتخفيف قواعد الاستعانة بمصادر خارجية خلال مسيرة إلى الملعب الرياضي الرئيسي في جاكرتا، جيلورا بونج كارنو.

وقال إسباندي أنغونو، أحد المتظاهرين: "مع صدور هذا القانون، أصبح مستقبلنا مبهما لأن العديد من المشاكل تظهر في الأجور وتعويضات نهاية الخدمة ونظام العقود".

وصادق البرلمان الإندونيسي العام الماضي على لائحة حكومية تحل محل قانون مثير للجدل بشأن خلق فرص العمل، ولكن منتقدين قالوا إنها لا تزال تفيد الشركات. ويهدف القانون إلى الحد من البيروقراطية كجزء من جهود الرئيس جوكو ويدودو لجذب المزيد من الاستثمارات إلى البلاد، والتي تعدّ أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.

تصعيد الانتقادات

وفي سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، غنى آلاف المتظاهرين ولوحوا بالأعلام ورددوا شعارات مؤيدة للعمال في بداية مسيرتهم يوم الأربعاء. وقال المنظمون إن تجمعهم يهدف في المقام الأول إلى تصعيد انتقاداتهم لما يصفونه بالسياسات المناهضة للعمال التي تتبعها الحكومة المحافظة بقيادة الرئيس يون سوك يول.

وقال يانغ كيونغ سو، زعيم اتحاد نقابات العمال الكوري، الذي نظم المسيرة، في خطاب له: "خلال العامين الماضيين وفي ظل حكومة يون سوك يول، غرقت حياة عمالنا في اليأس. لا يمكننا التغاضي عن الأمر وسوف نسقطهم من السلطة بأنفسنا".

وشجب أعضاء اتحاد النقابات العمالية الكوري حق النقض الذي استخدمه يون في ديسمبر-كانون الأول ضد مشروع قانون يهدف إلى الحد من حقوق الشركات في المطالبة بالتعويض عن الأضرار الناجمة عن إضرابات النقابات العمالية. كما يتهمون الحكومة بالتعامل مع إضرابات سائقي الشاحنات عام 2022 بطريقة عدوانية للغاية وإهانة عمال قطاع البناء الذين تعتقد السلطات أنهم متورطون في أنشطة غير قانونية مزعومة.

وسار المشاركون في مسيرة سيول في وقت لاحق في شوارع وسط المدينة. ونظمت مسيرات مماثلة بمناسبة عيد العمال في أكثر من 10 مواقع في جميع أنحاء كوريا الجنوبية يوم الأربعاء. وقالت الشرطة إنها حشدت آلاف الضباط للحفاظ على النظام، لكن لم ترد تقارير فورية عن وقوع أعمال عنف.

اتساع فوارق الدخل

وفي اليابان، تجمع أكثر من 10 آلاف شخص في حديقة يويوغي وسط العاصمة طوكيو لحضور احتفالات عيد العمال، مطالبين بزيادة الرواتب التي قالوا إنها يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كافٍ. وخلال المسيرة، قالت ماساكو أوباتا، عن الاتحاد الوطني لنقابات العمال ذي التوجه اليساري، إن انخفاض الأجور وضع العديد من العمال في اليابان في ظل ظروف معيشية قاسية، مع اتساع الفوارق في الدخل. وأضافت: "في عيد العمال هذا، نتحد مع زملائنا العمال في جميع أنحاء العالم للدفاع عن حقوقهم".

ارتفاع أسعار المواد الغذائية

في العاصمة الفلبينية مانيلا، نظم مئات العمال والناشطين اليساريين مسيرة وسط حرارة الصيف الحارقة للمطالبة بزيادة الأجور والأمن الوظيفي، في ظلّ ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود.

منعت شرطة مكافحة الشغب العمال المحتجين من الاقتراب من القصر الرئاسي. واحتشد المتظاهرون في الشارع، وهم يلوحون بالأعلام الحمراء ويحملون لافتات كتب عليها: "نعمل لنعيش لا لنموت" و"خفض الأسعار، زد الرواتب"، وألقوا خطابات حول الصعوبات التي يواجهها العمال الفلبينيون.

وانضم السائقون الفقراء إلى الاحتجاج ودعوا إلى إنهاء برنامج التحديث الحكومي الذي يخشون أنه سيؤدي في النهاية إلى إزالة سيارات الجيب المتهالكة، وهي الوسيلة الرئيسية للنقل العام، من شوارع مانيلا.