هل يجدر على أحد طرفي العلاقة أن يبالغ في رد الفعل إذا شك أن شريكه أقام علاقة عابرة؟ هل المغامرات العاطفية الخارجية حلاً لبعض الشركاء أو الأزواج؟ وهل من الضروري أن يكون الجنس في الزواج حصري مع شريك واحد؟ كل هذه الأسئلة وأكثر تراود أبطال الموسم الثاني من "اللوتس الأبيض" إنتاج "أتش بي أو".
في هذا الموسم الجديد والذي عرض في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يحاول زوجان الاستمتاع بالعطلة في منتجع خلاب في صقلية (أفادت تقارير أنه أصبح محجوزاً بالكامل بعد العروض التلفزيونية الأخيرة). أحد الزوجين (كاميرون ودافني) يمتلكان أطفالاً ولكنهما ذوا اهتمامات سطحية مقارنة بالزوج الآخر (إيثان وهاربر) اللذين لا أطفال عندهما، ولكنهما يوحيان بذكاء أكبر.
توحي لنا تصرفات الزوج الأول بالسطحية لكنها تتسم بالمرح والدعابات المتكررة والتي قد تكون مفتعلة أحياناً لكنها تتحول إلى ممارسة جنسية حميمية بشكل شبه دائم، وعلى رغم عدم امتلاكهما مهارات كافية لمواصلة الحديث حول دور الإعلام في السياسة أو أهمية المشاركة في الانتخابات مثلاً فإنهما لا يعانيان مشكلات في الحياة الحميمية كالتي يعانيها الزوجان الأعلى ذكاءً اللذان يدركان أهمية التفكير النقدي. فـهاربر وعلى رغم غيرتها على زوجها غالباً ما تدعي التعب للتملص من ممارسة الجنس مع زوجها الذي بدوره ينتظر فرصة للاختلاء بنفسه وممارسة العادة السرية على وقع مشاهدة فيديوهات إباحية على حاسوبه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تتعقد الأمور حين تبدأ الزوجة الغيورة بالشك أن زوجها أمضى ليلة مع مومس بعد أن وجدت واقياً ذكرياً كان في حقيقة الأمر لكاميرون (الذي فعلاً أمضى ليلة مع مومس)، لكن هذه الشكوك تستولي عليها كلياً فلا تعود تستمتع بالعطلة بل ترغب بالانتقام من زوجها إيثان.
من جهته، يحاول كاميرون بطبعه المولع بالنساء التقرب منها، وبينما دأبت على صده سابقاً تقرر فجأة الموافقة وتسمح له بالانفراد بها. وفي رأيها أنها انتقمت من زوجها بمضاجعة صاحبه. هنا تنقلب آية الشك إلى الزوج إيثان الذي يرى أن زوجته فجأة عادت لتستمتع بعطلتها ويضايقه هذا الأمر.
هنا تتدخل دافني زوجة كاميرون (نعلم أنها تقيم علاقة غرامية مع مدربها الرياضي) التي يبدو أنها كانت تدرك أن زوجها أمضى ليلة مع مومس وترى أنه يحاول التحرش بزوجة صديقه، وبعد أن رأت علامات القلق على وجه إيثان، تنتظر فرصة وتدعوه للانفراد بها وهو ما يوافق عليه على رغم التردد ولكن في داخله شيء ما يقول له بضرورة تحقيق عدالة ما في النكاح المتبادل. إثر ذلك بدا لنا كما لو أنّ العلاقات عادت إلى توازنها السابق.
اللافت هنا أن الزوجين اللذين كانا أقل ذكاءً بدوَا أكثر خبرة في العلاقات الإنسانية، وخصوصاً دافني التي لم تضخم من مغامرات زوجها أو تجعل منها كارثة ولم تمنعها هذه المغامرات من الاستمتاع بوقتها معه لأنها هي أيضاً متى أرادت تحصل على ما تريده. وزوجها ربما يدرك ذلك لكنه في الوقت نفسه لا يجعل الأمر سبباً للانفصال عن أم أطفاله.
يطرح "اللوتس الأبيض" العلاقات العابرة كوسيلة من وسائل أخرى قد تكون متاحة لتخطي الجمود العاطفي أو وسيلة لتنويع العلاقات وبالتالي إعادة بث الحياة في الحياة الزوجية.
ولا شك أن الارتباط بشخص واحد لمدى الحياة هو قرار كبير لا بل هائل على الأقل للبعض، وطبعاً خلال فترة الزواج والعيش معاً تتطور الحياة الزوجية وقد تكبر العائلة، وربما معها الملل ويصبح واقعياً طرح سؤال هل يعقل أن يعني الزواج الاكتفاء بمضاجعة شخص واحد لبقية حياتك؟
يحاول "اللوتس الأبيض" إرساء فكرة مفادها أن المغامرات العابرة تكون دافعاً جديداً للحياة الزوجية، ثم إن المغامرات هذه وبعكس الجنس بين المتزوجين، يتطلب نيله - أي الجنس - مهارة في التفاعل والحوار وإثارة الإعجاب والصبر واتخاذ القرارات وهي حاجات وغرائز إنسانية متجذرة سواء عند النساء أو الرجال.
نرى في "اللوتس الأبيض" أن العلاقة العابرة مثل جرعة شراب منعش، لا داعي لتعظيمها أو تحويلها إلى تراجيديا، وأحياناً كما في السلسلة يصح عليها قول الشاعر "وداوني بالتي كانت هي الداء".