مسقط رأس أجداده.. "بالينا" الأيرلندية تتحضّر بحماس لزيارة بايدن

منذ 1 سنة 105

تضجّ بلدة بالينا الواقعة عند ضفاف نهر موي في شمال غرب إيرلندا، بالنشاط استعداداً لزيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع إلى المكان الذي تنحدّر منه عائلته.

ويصل الرئيس الأمريكي إلى البلدة الواقعة شمال مقاطعة مايو الجمعة، لإلقاء خطاب أمام الآف السكان في المكان الذي غادره أسلافه منتصف القرن التاسع عشر ليستقروا في بنسيلفانيا بشرق الولايات المتّحدة.

وستكون بالينا واحدة من المحطّات الأخيرة في الجولة التي سيقوم بها بايدن في إيرلندا وإيرلندا الشمالية حيث سيزور بلفاست ودبلن وغيرها من الأماكن المرتبطة بجذوره الإيرلندية.

وما زال أقارب لبايدن يعيشون في المنطقة. ويحاول ابن عمّه الثالث جو بلويت التوفيق بين عمله كسبّاك وبين طلبات الصحافة الأجنبية لإجراء مقابلات معه. ويقول بلويت (43 عاماً):"هذا يوم نشعر فيه بالفخر لعائلتنا ولإيرلندا"، موضحاً أنّ "بالينا تعني الكثير" لبايدن. 

وكان بايدن وجّه دعوة لأقاربه من عائلة بلويت لحضور تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، غير أنّهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب جائحة كوفيد. لكنّ هؤلاء الأقارب حضروا احتفالات يوم القديس باتريك في البيت الابيض الشهر الماضي.

وبحسب بلويت فإنه "من الصعب جدّاً أن تصف معرفتك برئيس الولايات المتّحدة"، متابعاً "أنه شخص مثلنا تماما. لديه سلطة ولكنه شخص عادي".

حماس وترقّب

وخارج حانة "هاريسون" وسط بالينا، يعلّق مالك الحانة ديريك ليونارد العلم الأمريكي ترقّباً لزيارة رئيس الولايات المتّحدة،ويقول إنّ "الناس يشعرون بالحماس ويقومون بالتنظيف والطلاء. من الرائع رؤية ذلك".

وداخل الحانة، صورة تجمع ليونارد بالرئيس الأمريكي عندما زار بايدن إيرلندا في 2016 وكان يومها نائباً للرئيس باراك أوباما، وتعهّد بايدن يومها العودة إلى بالينا عندما يصبح رئيساً.

وأخذ مالك الحانة على عاتقه دفع ثمن لوحة جدارية للرئيس الأمريكي بطول خمسة أمتار عندما فاز بايدن بالانتخابات الرئاسية في 2020. ويرى ليونارد أنّه عندما سيلتقي بايدن مرة اخرى فإن هذا سيكون "شرفاً عظيماً" عندما سيزور الجدارية.

وفي وسط البلدة، في الموقع الذي عاش فيه جدّ بايدن الأكبر إدوار بلويت وحيث تقع الجدارية، عُلّقت أعلام أمريكية وملصقات. وتنكبّ جاين كريان في محل الألبسة الذي تملكه على خياطة الأعلام الأمريكية ترقّباً لوصول بايدن.

وتشرح قائلة إنّ "الجميع في وضع احتفالي. هذا الحدث سيضع بالينا على الخارطة وسيسلّط الضوء عليها، وهي مكان رائع وسيجذب الزوار بالتأكيد".

وعثر إيرني كافري (86 عاماً) الذي كان عضواً في مجلس الشيوخ الإيرلندي في السابق ويملك الآن معرضاً ومتجراً للهدايا على دليل يشير إلى أنّ المتجر يقع في المكان الذي كان منزل أجداد بايدن فيه. وبحسب كافري، قام مؤرخان بإثبات أنّ جداراً قديماً من الطوب خلف متجره كانا يشكّلان جزءاً من كوخ إدوارد بلويت.

ويضيف "نحن نقف إلى جانب ما تبقّى من كوخ بلويت الأصلي" واصفاً ذلك "بمعجزة لأنّه ما زال هنا على الرّغم من أنّ البلدة تغيّرت بشكل كامل خلال مئتي عام".

وبالنسبة لمارك دافي الذي يترأس مجلس بلدية بالينا فإنّ قصة بايدن تلقى صدى لدى الإيرلنديين والأمريكيين المتحدّرين من أصول إيرلندية. ويقول: "غادر الايرلنديون هذا المكان وقت المجاعة والقمع".

ويضيف بفخر: "أصبح الآن ابن بالينا وسليلها رئيساً للولايات المتحدة ويجلس في المكتب البيضاوي. إنّها قصة جميلة".