مستقبل فندق يوغوسلافيا في بلغراد: بين الهدم والحفاظ على التاريخ

منذ 1 شهر 26

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

يواجه فندق يوغوسلافيا الشهير في بلغراد مصيراً غامضاً، حيث يتأهب للهدم المحتمل وسط جدل متزايد حول أهميته التاريخية وإمكانات التطوير العقاري. يعد الفندق، الذي كان يُعتبر رمزًا للتقدم في يوغوسلافيا الاشتراكية، منارة ثقافية شهيرة استضافت العديد من الشخصيات البارزة من مختلف أنحاء العالم.

افتتح الفندق أبوابه في عام 1969، وكان يتسم بالفخامة حيث ضم واحدة من أكبر الثريات في العالم المصنوعة من 40,000 كريستال سواروفسكي و5,000 مصباح. استقبل الفندق زعماء عالميين مثل الملكة إليزابيث الثانية ورؤساء الولايات المتحدة السابقين ريتشارد نيكسون وجيمي كارتر، إضافة إلى رواد الفضاء مثل نيل أرمسترونغ.

ومع ذلك، تعرض الفندق لأضرار جسيمة خلال قصف حلف شمال الأطلسي عام 1999 بسبب التدخل العسكري الناتج عن الحملة الصربية ضد الانفصاليين الألبان في كوسوفو. منذ ذلك الحين، انخفضت حالة الفندق، حيث شوهت واجهته البيضاء المتألقة بالخرسانة المتساقطة والجرافيتي، بينما تنتشر الحطام في داخله.

في ظل النمو السريع للعاصمة وانتشار المباني الشاهقة، حيث يرى البعض أنه يجب الحفاظ على هذا الأثر التاريخي، بينما يتطلع الآخرون إلى الفرص التنموية التي يمكن أن توفرها أراضيه. وقد أعلن مستثمرون في القطاع الخاص عن خطط لهدم الفندق وبناء برجين بارتفاع 150 مترًا يتضمنان فندقاً فاخراً ومكاتب وشقق سكنية.

عند سؤال زيفوراد فاسيتش، المتحدث باسم المستثمرين، عن ضرورة الهدم، قال إن هناك عدة أسباب، منها الأضرار التي لحقت بالفندق خلال قصف عام 1999، بالإضافة إلى التحولات الكبيرة في صناعة الضيافة. وأشار إلى أن الفندق لم يعد يتناسب مع المعايير الحالية.

من جانب آخر، أعرب المهندس المعماري ماتيجا زلاتانوفيتش، الذي يصطحب السياح في جولات للتعرف على تاريخ الفندق، عن قلقه بشأن خطط البناء الجديدة. ووصف الخطط بأنها "مثيرة للجدل" مشيراً إلى المخاوف بشأن تأثير حجم المباني المقترحة على المنطقة.

بينما يواصل الجيران التعبير عن معارضتهم للهدم، تنظّم بعض الجماعات احتجاجات أسبوعية، مؤكدين أن فندق يوغوسلافيا يمثل جزءاً كبيراً من تراثهم وتاريخهم الثقافي. وفي هذا السياق، أكدت سفيتلانا غوجون، إحدى المحتجات، على أهمية الفندق، حيثُ قالت: "الجميع مرتبطون بهذا الفندق. العالم كله يعرف عنه، والآن سنسمح لشيء من هذا القبيل بالاختفاء؟"