اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة قبل حصاره لعدة ساعات، قاصفًا محطات الأكسجين الرئيسية داخل المستشفى مما أسفر عن مقتل أطفال، مجبرًا الفرق الطبية والمرضى على النزول إلى الساحة الرئيسية حيث يجري تعذيبهم بأبشع وأكثر الوسائل إهانة.
وكان قد انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيديو يظهر فيه مدير المشفى، حسام أبو صفية،** وهو يتحدث عبر الهاتف، قائلًا إن الحصار الإسرائيلي على مرضاه يجعلهم في "عداد الموتى" ولم يتبق إلا ساعات قليلة لإنقاذهم، وبأنه اصطدم بواقع وحشي، فبدلًا من أن تصل المساعدات واللوازم الطبية لإنقاذ المرضى الذين "يعيشون من قلة الموت" وصلت المستشفى الدبابات الإسرائيلية لقتلهم.
من جهته، ندد مدير المستشفيات الميدانية بغزة، مروان همص، بالصمت الدولي في ظل فرض الجيش الإسرائيلي حصارًا عسكريًا على المستشفى بآليات تشمل الدبابات وطائرات قنّاصة من أجل "ترهيب ومنع الطواقم الطبية من الخروج". وأشار إلى تعرض المبنى للقصف، ما أدى إلى إصابة عدد من الكادر الطبي في أروقة المستشفى، الذي يعاني أساسًا من عدم القدرة على إنقاذ الحالات الخطرة.
وأضاف همص أن الجيش الإسرائيلي يطبق "الإستراتيجية ذاتها في الحرب على المستشفيات"، التي تشمل إذلال الطواقم الطبية وتعريتهم من ملابسهم أمام الجميع وتفتيش أجسادهم دون تفرقة بين رجل وامرأة، بهدف ترويعهم أمام زملائهم وأمام المرضى الذين يفوق عددهم 160 فلسطينيًا.
وأكد همص أن الجيش الإسرائيلي على دراية بحالة المصابين، ويعلم بعدم وجود نازحين في المبنى. ومع ذلك، فإنه كان يبدأ التحقيق مع المرضى من مواقع إصابتهم، أي يستعمل إصاباتهم كورقة ضغط عليهم، ويمنع عنهم العلاجات، ليصبح المستشفى، كحال العديد من المنشآت الصحية، هدفًا للضغط الإسرائيلي وللمساومة لترحيل سكان شمال القطاع، على حد تعبيره.
ويستمر التوغل والقصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من محافظة شمال غزة، في الوقت الذي يسعى فيه الجيش لإفراغ المنطقة من سكانها عبر الإخلاء والتهجير القسري، في حين تنشط الجماعات الإستيطانية، لتسجيل أسماء العائلات الراغبة "بالسكن في غزة" بعد مؤاتية الأجواء لذلك.