عادة ما تكون نهاية المسابقات التنافسية الرياضية، مثل العَدْو، أن من يصل إلى خط النهاية قبل زملائه يكون هو الفائز بالميدالية الذهبية، ويُنصّب الفائز بالمركز الأول، أما صاحب المركز الثاني فيحصل على الميدالية الفضية، أما الميدالية البرونزية فهي من نصيب صاحب المركز الثالث. وهذا ينطبق على سباقات السيارات وغيرها من الرياضات، أي أن الوقت عاملٌ مُهمٌّ في المسابقات الرياضية.
هذا الأسبوع نحن على موعد مختلف من المسابقات، لا يُنظر فيه لمن يصل أولاً... كيف ذلك؟
سأجيبكم في السياق التالي: تُنظم شركة «شل» كل عام مسابقة مختلفة؛ حيث نظمت المسابقة في الأعوام السابقة في عدة أماكن في آسيا، مثل العاصمة الفلبينية مانيلا أكثر من مرة، وفي سنغافورة مرتين، وفي العاصمة الماليزية كوالالمبور، وهي آخر مسابقة نُظمت قبل التوقف بسبب جائحة «كورونا»، لتعود الشركة لتنظيم المسابقة هذا الأسبوع في إندونيسيا، في برايا (Praya)، تحت مسمى «شل ماراثون».
الغريب في هذه المسابقة -وهي مسابقة خاصة بالسيارات- أنه لا يهم من يصل أولاً إلى خط النهاية، ولكن المهم هو من يقطع أطول مسافة بأقل كمية من الوقود، ومن يفعل ذلك يكون هو الفائز بالمركز الأول، ووفق هذا المعيار يتوالى الفائزون.
بقي أن تعرف عزيزي القارئ أنه سيشارك في الماراثون 100 جامعة من جميع أنحاء آسيا، منها أربع جامعات سعودية، والجامعات المائة وصلت بعد تصفيات المرحلة الأولى لتصل إلى المرحلة الثانية؛ حيث تنظم مرحلة نهائية تضم مختلف جامعات قارات العالم.
ما الذي يجعل ماراثون «شل» مُهماً؟ وما الذي يجعل المهتمين بالطاقة يتابعونه بمن فيهم السعوديون وغيرهم من العرب الذين ينتجون النفط؟ الذي يجعله مُهماً أن الجميع يبحث عن طاقة نظيفة، فإن لم يكن، فعلى الأقل طاقة أقل انبعاثاً لثاني أكسيد الكربون، فجميع دول العالم مهتمة بالبيئة والتغير المناخي، ولعلّ آخرها مؤتمر فرنسا الذي رأس وفد السعودية فيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
والسعوديون مهتمون بالطاقة النظيفة، من خلال إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية والرياح، وبناء المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء والأغراض السلمية.
في الجانب الآخر، تقليل الاعتماد على النفط في المواصلات وغيرها من الأغراض التجارية والصناعية، وهذا يجعل السعوديين وغيرهم من العرب المنتجين للنفط يتوجهون لتحويل النفط لمنتجات بتروكيميائية، وهو أفضل للعرب المنتجين للنفط.
شركة «شل» اتجهت لإيجاد طاقة بديلة عن الطاقة التقليدية، فتوصلت الأبحاث لإضاءة ملعب بطاقة حركة الجمهور واللاعبين، ولمبة تُضاء بالماء تخدم الفقراء الذين لم تصلهم الكهرباء، وغيرها من الأبحاث التي تخدم المجتمعات والشركة.
بقي الرجاء على السعودية أو غيرها من الأقطار العربية، أن تسعى لاستضافة هذا الماراثون متى ما رأته مفيداً ومربحاً لها. ودمتم.