مسؤولة عن ارتفاع حالات الالتهاب الرئوي..هذا ما نعرفه عن "المفطورة الرئوية"

منذ 11 أشهر 140

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- سجلت كل من الصين، والدنمارك، وفرنسا، وهولندا مؤخرًا ارتفاعا في حالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال، ترتبط ببكتيريا تُسمى بـ"المفطورة الرئوية".

كما تم تسجيل ارتفاع حاد في الحالات بإحدى مقاطعات ولاية أوهايو الأمريكية.

وليس هناك ما يشير إلى أي زيادة واسعة النطاق أو واضحة في عدوى المفطورة الرئوية في أماكن أخرى في الولايات المتحدة، ولكن هذه البكتيريا تميل إلى التسبب في تفشي الالتهاب الرئوي كل سنة إلى ثلاث سنوات. ولم تشهد الولايات المتحدة موجة حقيقية من هذا المرض منذ ما قبل جائحة "كوفيد-19"، إذ يقول الخبراء إنهم لن يتفاجأوا إذا كانت هناك زيادة هذا العام.

من جهته، قال الدكتور بادي كريش، اختصاصي الأمراض المعدية للأطفال في جامعة فاندربيلت: "نتوقع أنه ستكون هناك بعض المواسم التي تكون أسوأ من غيرها بالنسبة لعدوى المفطورة الرئوية، ويبدو بالتأكيد أن هذا العام، في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، قد يكون أسوأ من الأعوام الأخرى".

وفي الأسبوع الماضي، أفاد خبراء أوروبيون يقومون بمراقبة "المفطورة الرئوية" بـ45 موقعا في 24 دولة، أن حالات الإصابة، التي انخفضت إلى أقل من 1% خلال الجائحة، بدأت في الارتفاع مرة أخرى في بداية العام.

وبحلول هذا الصيف والخريف، كان هناك متوسط زيادة بأكثر من أربعة أضعاف، مع زيادات أكبر في آسيا وأوروبا، وفقًا لتقرير نُشر في دورية "The Lancet Microbe".

وذكرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن مقاومة نوع المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج هذه العدوى قد تلعب دورا في زيادة الحالات في الصين.

وقال الدكتور بيتر هوتز، الذي يشارك في إدارة مركز تطوير اللقاحات بمستشفى تكساس للأطفال: "يمكنك رؤية أوبئة دورية كل بضع سنوات، خاصة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 12 عامًا، أي الأطفال في سن المدرسة".

عدوى شائعة تعود من جديد

قد لا تكون المفطورة الرئوية مألوفة لدى الآباء والأمهات، ولكنها ليست لغزا بالنسبة للأطباء، الذين يعرفون أنها سبب شائع للالتهاب الرئوي الخفيف أو "الجوال". ويسبب السعال الذي قد يستمر لأسابيع، وعادة ما يصاحبه حمى وصداع، وغالباً ما يكون طفح جلدي على الجذع أو الظهر أو الذراعين.

والالتهاب الرئوي هو التهاب يؤدي إلى امتلاء الرئتين بالسوائل أو القيح، وله أسباب عديدة، بما في ذلك الفيروسات، والبكتيريا، والمواد الكيميائية.

وفي جميع أنحاء البلاد، تتزايد الآن حالات التهابات الجهاز التنفسي الناجمة عن "كوفيد-19"، والإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي، ما يؤدي إلى ارتفاع حالات الالتهاب الرئوي أيضًا.

وقال مسؤولو الصحة في مقاطعة وارن بولاية أوهايو، الأربعاء، إنهم شهدوا أعدادًا أعلى من المعتاد من حالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال، مع 142 حالة منذ أغسطس/ آب الماضي.

وجاء في بيان صحفي: “لا نعتقد أن هذا مرض تنفسي جديد، بل هو زيادة كبيرة في عدد حالات الالتهاب الرئوي التي تظهر عادة في وقت واحد”.

وكانت بكتيريا المفطورة الرئوية، والبكتيريا العقدية، وكذلك الفيروس الغدي من بين العوامل التي تم اكتشافها خلال فحص الحالات.

ولا يُطلب من الأطباء الإبلاغ عن إصابات المفطورة الرئوية إلى إدارات الصحة العامة في العديد من الولايات الأمريكية، لكن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تقول إنها تُراقب هذه العدوى من خلال شبكة من أقسام الطوارئ والبيانات المختبرية.

وقال مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الدكتور ماندي كوهين، يوم الجمعة: “حتى اليوم، لا نرى أي شيء غير عادي فيما يتعلق بزيارات قسم الطوارئ المتعلقة بالالتهاب الرئوي".

ما يجب أن يعرفه الآباء والأمهات

وأوضح كريش أن العديد من هذه الحالات ربما لم تظهر بعد، نظرًا لأن غالبية حالات الالتهاب الرئوي الناجم عن المفطورة الرئوية تميل إلى أن تكون أكثر اعتدالًا، فغالبًا ما يتم علاجها في عيادة طبيب الأطفال.

وقال كريش: "عادة ما يقع عبء المرض في عيادة طبيب الأطفال الخاص الذي يرى طفلاً يعاني من سعال لا يزول أو سعال أكثر  قليلاً مما قد نراه مع نزلات البرد".

غالبًا ما يتم علاج الالتهاب الرئوي بالمضادات الحيوية مثل دواء "أموكسيسيلين" من دون إجراء اختبار أولي لمعرفة السبب.

وأشار كريش إلى أنه "في هذه الحالات، لا يتم إجراء الكثير من الفحوصات في كثير من الأحيان، وبدلاً من ذلك، يُترك أطباء الأطفال لمحاولة استخدام المضادات الحيوية. وإذا نجح الأمر، فإن المرضى يتحسنون؛ وإذا لم ينجح الأمر، يذهب الأطفال إلى المستشفى، ويتم فحصهم".

أما المضادات الحيوية التي تُعد في الخطوط الأمامية لعلاج غالبية أنواع الالتهاب الرئوي، فإنها غير فعالة في علاج عدوى المفطورة الرئوية.

في هذه الحالة، يحتاج الأطباء إلى وصف نوع مختلف من المضادات الحيوية، عادة "أزيثرومايسين".

ومع ذلك، فإن دواء "أزيثرومايسين" لا يُعد فعالا بشكل جيد حقًا مع الالتهاب الرئوي الناجم عن حالات أخرى، لذلك يجب على الأطباء وأولياء الأمور التفكير في كيفية علاج هذه العدوى.

وأضاف كريش: "النقطة المهمة بالنسبة للوالدين هي أنه عند بدء استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي، عادة ما تكون هناك استجابة معقولة للعلاج خلال أول يومين. إذا لم يكن الأمر كذلك، فهذا سبب لمراجعة طبيب الأطفال الخاص بك مرة أخرى".