مسؤول سعودي يكشف مراحل تطور تشييد "الرواق السعودي" الأيقونة المعمارية لتوسِعة المسجد الحرام

منذ 1 سنة 142

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— كشف وكيل الرئيس العام للمشاريع والدراسات الهندسية بالمسجد الحرام، المهندس محمد الوقداني، مراحل تطور وإنشاء الرواق السعودي في الحرم المكي، ودور الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود في إنشائه، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، الجمعة.

وقالت الوكالة في تقريرها، إن "الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، دشن تاريخ عهده في حكم المملكة العربية السعودية، بالاهتمام بالحرمين الشريفين والعناية بضيوف الرحمن، وبدأ إصلاحات كبرى تمثلت في تطوير مباني المسجد الحرام القائمة وإصلاحها، إضافة إلى إصلاح سقف المسعى وتطويره".

وأضافت الوكالة أنه "مع تزايد أعداد الحجاج عامًا بعد عام، رأى الملك عبدالعزيز، الحاجة لإنشاء (رواق سعودي) بُحلة جديدة وتوسعة حديثة في المسجد الحرام، بحيث تكون خلف الرواق العباسي، موضحة أن "الرواق السعودي جاء ليكمل عقد الرواق العباسي الذي بناه محمد المهدي بين عامي 778- 785 ميلادية، والذي ظل صامداً ويمثل بناء المسجد الحرام لما يقرب من ١٢٠٠ عام، شهدت بعض الترميمات والتجديد لمباني المسجد الحرام ولكن عناصر المسجد ومواده ومساحته استمرت كما هي ولم تتغير".

ويقصد بالرواق في العمارة الإسلامية هو، المساحة أو الممر الواقعة بين عامودين، وتحتوي على عقود عامودية أو موازية لجدار القبلة، كما تحتوي على صفوف من الأعمدة، وقد تكون هذه العقود متقاطعة أي تتجه بشكل موازي وعامودي باتجاه القبلة، كما أن الرواق يقصد به في اللغة ما أحاط بالشيء، فالرواق العباسي يحيط بالكعبة المشرفة، والرواق السعودي يحيط بالرواق العباسي، بحسب (واس).

ونقلت الوكالة، عن المهندس الوقداني قوله إن "الملك المؤسس، أمر في عام١٣٤٤هجرية بإصلاحات وترميم في المسجد الحرام، والبدء للتخطيط للتوسعة ومعرفة الحاجة للمساحات التي سيتم استخدامها لـ(الرواق السعودي)".

وأكد المهندس الوقداني أن المسجد الحرام لقي العناية والرعاية الفائقة من الدولة السعودية على مدار تاريخها المجيد، والتي تمثلت في المشروعات الضخمة والتوسعات الكبرى التي قامت بها المملكة منذ عصر الدولة السعودية الأولى، وصولًا إلى عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وأبنائه من بعده، حتى عهد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي شهد عهده، تحولات ونقلات نوعية معمارية كبرى للمسجد الحرام، تمثلت في توسعات عملاقة، حيث تعد المباني التي تم إنشاؤها من أكبر المباني على مستوى العالم من حيث الحجم والمساحة والطاقة الاستيعابية والعناصر المعمارية المكتملة والخدمات المساندة، والتي من ضمنها (الرواق السعودي)، إضافة إلى الخدمات المتطورة والتقنيات الحديثة التي تم إدخالها في المسجد الحرام والتي سهلت على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم .

وأوضح الوقداني أن "العمل بدأ فعليًا على الرواق السعودي في عهد الملك سعود، عام 1955 ميلادية، والذي أعلن في بيان تاريخي عن تحقيق رغبة الملك عبدالعزيز ببدء توسعة المسجد الحرام، واستمر بناء الرواق في عهد الملوك الراحلين، الملك سعود والملك فيصل والملك خالد ، حتى عام 1976، كما استمر تطويره حتى وقتنا الحاضر"، بحسب التقرير.

وأفاد المهندس الوقداني أن "الرواق السعودي بشكله الجديد يعد استكمالًا لعقد الرواق العباسي، ويتكون من 4 أدوار، وهي دور الصحن، والدور الأرضي، والدور الأول، والميزانين، ويمتد الرواق من الناحية الغربية حيث أمر الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، بإضافة جديدة للرواق السعودي".

وأشار إلى "أن عدد الأعمدة في هذه التوسعة بلغ حوالي 1500 عامود مكسو بالرخام الأبيض إضافة إلى عدد من القباب على سطح الأروقة، وأنه في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، أصبحت مساحة المسجد الحرام حوالي 356 ألف متر مربع، وبلغت طاقته الاستيعابية حوالي مليون مصل، وتضمن الرواق السعودي، بابًا جديداً وهو باب الملك فهد، وامتدت مساحة الرواق السعودي من الجهة الشمالية، بإضافة جديدة بدأت في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، واكتملت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث أصبحت مساحة المسجد الحرام حوالي مليون متر مربع، بطاقة استيعابية حوالي مليوني مصل، وتضمن عددا كبيرا من الأعمدة وبابا يحمل اسم باب الملك عبدالله بن عبدالعزيز"، حسبما أفادت الوكالة.

وأكد الوقداني أنه "على مدار الأعوام السابقة أكمل ملوك السعودية بناء الرواق السعودي، الذي حول مساحة المسجد الحرام من حوالي 12 ألف متر مربع إلى أكثر من مليون متر مربع، وارتفعت الطاقة الاستيعابية أضعافاً مضاعفة مما كان عليه في السابق"، طبقا لما نقلت عنه (واس).

واعتبر المهندس محمد الوقداني أن "(الرواق السعودي) مفخرة من مفاخر السعودية على مر الأزمان ومن مآثر العمارة السعودية للمسجد الحرام، وأصبح يمثل هوية خاصة بالمسجد لا تزال باقية حتى اليوم، كما أن الرواق السعودي أيقونة معمارية لم تشهدها مكة من قبل ولا المسجد الحرام حيث اهتمت حكومات المملكة المتعاقبة بأن يكون بناء الرواق من أفضل التصاميم وأن تستخدم فيه أفضل المواد، فجاء كأعجوبة معمارية في العمارة والبناء، وقد أنير الرواق بثريات خاصة وأعمدة ملبسة بالرخام وألوان زاهية في السقف. كما تم تبليطه بالرخام بألوان مختلفة كما تم تبليط الرواق العباسي وربطه به"، حسبما أفادت (واس).