بقلم: Hassan Refaei • آخر تحديث: 04/11/2022 - 00:06
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارته لمركز التدريب العسكري بالمنطقة العسكرية الغربية لجنود الاحتياط المحشدين في منطقة ريازان، روسيا، 20 أكتوبر 2022. - حقوق النشر Mikhail Klimentyev/Sputnik
تبريرات بوتين
"الدعم السافر للأيديولوجية النازية الجديدة والترويج العلني لها، وحثّ الخطا في أوكرانيا لعسكرة البلاد، وتواصل الدعوات لضمّ الأراضي الروسية، والتهديد المتصاعد لأمننا القومي واستقرارنا، لم يترك خياراً أمام الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين سوى إطلاق عملية عسكرية خاصّة"، هذا ما قاله نائب رئيس الإدارة الرئاسية الروسية، ماجوميدسلام ماجوميدوف، الخميس، في معرض تبريره للحرب على أوكرانيا والتي أدخلت أوروبا والعالم في أزمة هي الأشد وطأة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
قبل أكثر من ثمانية أشهر، وتحديداً في الرابع والعشرين من شهر شباط/فبراير الماضي، بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي يُطلق عليه بوتين تسمية "العملية العسكرية الخاصّة"، وعلى الرغم من عدم قيام الطرفين بتحديث أعداد ضحايا الحرب بشكل منتظم، إلا أن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، كان أعلن في شهر آب/أغسطس الماضي أن بلاده فقدت 9 آلاف عسكري.
الخسائر البشرية الروسية
وبالتزامن مع تصريحات زالوجني، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن قواتها قتلت وجرحت 45200 ألف جندي روسي، (ولم يتسن التأكد من تلك الأرقام بشكل مستقل)، لكن، بالمقابل، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في شهر أيلول/سبتمبر الماضي إن 5937 جندياً من قواته قتلوا منذ بداية الحرب على أوكرانيا، وفقاً لـ"رويترز".
ومطلع الشهر الجاري، ذكرت الوكالة، نقلاً عن مصادر أوكرانية قولها إن 74 ألف جندي روسي قتلوا منذ بداية الحرب، فيما قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في أيلول/سبتمبر إن 61 ألف جندي أوكراني قد قتلوا.
شحنات الأسلحة الغربية ودورها في الحرب الدائرة في أوكرانيا
وتشكل أوكرانيا الآن ضغطا متزايدا على القوات الروسية في الجنوب بفضل العتاد العسكري الذي زودها به حلفاؤها الغربيون، ومن بينه منظومة صواريخ هيمارس الأمريكية الصنع، وتمكّنت القوات الأوكرانية مؤخراً في استعادة جزءاً من الأراضي التي كان سيطر عليها الروس خلال الحرب، بما في ذلك أجزاء من منطقة خيرسون، حيث ترد أنباء تفيد بأن القوات الروسية تعاني هناك من صعوبة في الحصول على إمدادات عسكرية، هذا بالإضافة إلى تراجع معنويات جنودها.
وعلى الرغم من ذلك، يصرّ ماجوميدوف على أن قرار شنّ الحرب على أوكرانيا، كانت أمراً "ضرورياً"، ويقول: "لم يكن القرار سهلاً، ولكنّه كان ضرورياً للغاية، بداية وقبل كل شيء، من أجل مستقبل بلدينا وأبنائنا وأحفادنا"، زاعماً أن "هذا القرار تؤيده الغالبية العظمى من الشعب الروسي".
وذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن القوات الروسية تخلّت مؤخراً عن نقاط التفتيش في منطقة خيرسون، مشيرة إلى أن مقاطع مصوّرة انتشرت على الشبكة العنكبوتية تبيّن أن العلم الروسي تمّت إزالته من على مبنى مجلس المدينة.
ونشر يوري سوبوليفسكي نائب رئيس مجلس أوكرانيا الإقليمي في خيرسون، في قناته على منصّة "تيليغرام" مقطعاً مصوراً قال إنه صُوِّر الخميس، ويُظهر مبنى مجلس المدينة خالياً ومحيطه من أي وجود للقوات الروسية، وكتب تحته المقطع المصوّر: "خيرسون كانت ولا زالت وستبقى أوكرانية فقط".
ويجدر بالذكر أن بوتين كان أصدر في شهر أيلول/سبتمبر الماضي أمراً بـ"التعبئة الجزئية" لجنود الاحتياط والعسكريين السابقين، من أجل الالتحاق بالحرب في أوكرانيا، والأسبوع الماضي قال وزير الدفاع شويغو خلال اجتماع مع بوتين (تمّ نقله على الهواء مباشرة): "اكتملت المهمة التي حددتها (بتعبئة) 300 ألف فرد"، مضيفاً أن من بين 300 ألف جندي شملتهم التعبئة، لا يزال 218 ألفا في التدريبات، بينما تم نشر 82 ألف مجند في منطقة الصراع، من بينهم 41 ألف مجند وزعوا على وحداتهم.