مرض الاكتئاب..5 خطوات يجب اتباعها لمحاربة حالة الحزن

منذ 1 سنة 139

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتزايد حالات الاكتئاب في الولايات المتحدة. وإذا كنت لا تعاني من هذه الحالة، فمن المؤكد أنك تعرف شخصًا ما يعاني منها.

وأبلغ نحو 18% من البالغين في الولايات المتحدة، أي أكثر من 1 من كل 6 أشخاص،  أنهم يعانون حاليًا من الاكتئاب أو يتلقون علاجًا للاكتئاب، وفقًا لبحث أجرته شركة "غالوب" لاستطلاعات الرأي في عام 2023.

وفي عام 2015، عندما بدأت شركة "غالوب" لأول مرة في جمع المعلومات حول هذا الموضوع، بلغت النسبة أقل من 11%.

وتظهر بيانات "غالوب" أن الاكتئاب السريري كان يرتفع ببطء في البلاد قبل ظهور جائحة "كوفيد-18"، لكنه نما بشكل أسرع بعد تلك الفترة، في خضم العزلة الاجتماعية، والشعور بالوحدة، والخوف من العدوى، والإرهاق النفسي، وتعاطي المخدرات، وتعطيل رعاية الصحة النفسية.

وترتفع المعدلات بين النساء والشباب والبالغين من السود واللاتينيين بشكل أسرع.

بالنسبة للمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، فإن الإحصائيات تُعد وخيمة أيضًا. ووفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن 5 ملايين طفل في هذه الفئة العمرية، أي ما يزيد قليلاً عن 20%، تعرضوا لنوبة من الاكتئاب الشديد في عام 2021 (آخر سنة تتوفر فيها البيانات).

من جانبه قال الطبيب النفسي تشارلز رايسون، وهو أستاذ البيئة البشرية والطب النفسي بجامعة ويسكونسن ماديسون، "ليس هناك شك في أن حالات الاكتئاب، والقلق، والانتحار، وتعاطي المخدرات آخذة في الارتفاع في الولايات المتحدة... ربما لمدة 20 أو 25 عامًا، وربما لفترة أطول".

ولفت رايسون إلى أن "الارتفاع ليس متساويا بين جميع الفئات العمرية، والأشخاص الذين يعانون حقًا هم فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا، حيث الزيادة المثيرة للقلق حقًا".

وفي حين أن ارتفاع معدلات الاكتئاب بين الأمريكيين أمر مثير للقلق، فإن ما يثير القلق أيضًا هو صعوبة تحديد السبب وراء هذه الحالة، إذ لا يمكن اكتشف الحالة خلال فحص سريري،  ولا يمكن قياس خطورتها بدقة.

وأكد رايسون أن محاولة القيام بأي نشاط عندما تكون مكتئبًا تُعد  أشبه بمعركة شاقة.

إليكم، خمس نصائح يقدمها رايسون للرعاية الذاتية خلال حالات الاكتئاب:

الالتزام بالحصول على المساعدة

حدد موعدًا مع اختصاصي الصحة النفسية، إذ أوضح رايسون أنه "إذا كنت تشعر بالإحباط بشكل متواصل، أو فقدت الاهتمام بالحياة، أو تغيرت جودة نومك وشهيتك، أو شعرت باليأس، أو تراودك أفكار حول إيذاء نفسك، فإن هذه الأعراض تشير إلى الاكتئاب".

ويُعد الحصول على المساعدة أمرًا مهمًا بشكل خاص، إذا كنت قد عانيت من هذه الأعراض لأكثر من شهر.

وقال: "كل من يعاني من الاكتئاب يعلم أن وجود طبيب يمكن أن يساعدك، إما بالعلاج النفسي أو الأدوية".

تدخلات نمط الحياة

من الواضح أن ما هو مفيد للجسم مفيد للدماغ أيضا، إذ قال رايسون: "حاول حقًا أن تمارس الأنشطة التي قد تمارسها من أجل صحتك البدنية"، مضيفًا: "كثيرًا ما أنصح بالتفكير في الأنشطة التي تساعد صحة القلب والقيام بها من أجل صحة الدماغ، مثل إدارة وزن الجسم، وتناول الأطعمة الصحية، والحصول على قسط كاف من النوم، وممارسة ما يكفي من التمارين الرياضية، والتعرض لأشعة الشمس".

كن محاطا بالناس

حاول الحفاظ على علاقات وثيقة، وقد يشكل ذلك تحديا صعبًا للغاية عندما تكون مكتئبًا، إذ أوضح رايسون: “ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو محاولة تقوية علاقاتنا الشخصية مع الآخرين”، مشيرًا إلى أنه "إذا كانت لديك علاقات داعمة مع أشخاص آخرين، فهذا يعد عاملا وقائيا كبيرا ضد الإصابة بالاكتئاب. كما يعد عاملا يمكن أن يساعدك في التغلب على الاكتئاب".

لا تستسلم

كن مثابرًا في طلب المساعدة.

وأشار رايسون إلى أن الطريقة التي يستجيب بها الناس، وخاصة في الولايات المتحدة، للأدوية المضادة للاكتئاب تميل إلى أن تكون متشعبة للغاية. وهناك مجموعة صغيرة من الأشخاص التي بمجرد أن تبدأ بتناول مضادات الاكتئاب، تشعر بالتحسن في غضون أسبوعين من ثم يختفي الاكتئاب لديها، بينما يعاني آخرون من الاكتئاب المزمن.

لذا، إذا لم ينجح أحد مضادات الاكتئاب التي تستخدمها، قم بتجربة دواء آخر.

وينصح رايسون بعدم الاستسلام، إذ أن هناك أشخاص لا يستجيبون لمجموعة من مضادات الاكتئاب، لكنهم ليسوا أقل عرضة للاستجابة للعلاج النفسي.

احتضان الرضا

قال رايسون: "اعمل على تطوير حالة الامتنان".

ويعترف رايسون أن القيام بذلك ليس بالأمر السهل دائمًا عندما تكون مكتئبًا. وقال: "إذا تمكنت من جعل الامتنان عادة، فيمكن أن تصبح سلاحا لمنع الاكتئاب، ولكن أيضًا لتشعر بالتحسن إذا كنت مكتئبًا".