"مرايا العلا" توحد الخليج في السياحة بعد السياسة

منذ 2 سنوات 285

في مطلع العام الماضي 2021 شهدت قاعة "مرايا العلا" السعودية المصالحة الخليجية خلال القمة الخليجية الـ 41 التي أنهت الخلاف بين الدول الست، وكان أبرز بنود اتفاقها التأكيد على التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، وصولاً إلى وحدتها وتعزيز دورها الإقليمي والدولي، والعمل كمجموعة اقتصادية وسياسية واحدة للإسهام في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.

ذلك البند ترجم على أرض الواقع في عدد من المجالات وآخرها السياحي، إذ استضافت المدينة التاريخية أخيراً اجتماع اللجنة الوزارية السياحية في الدول الخليجية ضمن الجهود الهادفة إلى تسهيل العمل الجماعي في القطاع الاقليمي، لا سيما وأنه يمثل "نقطة انطلاق جديدة نحو شراكة استراتيجية بعيدة المدى تعزز تضافر جهود الدول وتسهم في تعميق الشراكات وفق منهجية تعددية الأطراف لقيادة القطاع السياحي في المنطقة إلى مصاف العالمية"، بحسب الوزراء الخليجيين.

17 موقعاً في "يونيسكو"

وقال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب الذي ترأس اللجنة في دورتها الحالية، "إن قطاع السياحة من القطاعات الرئيسة في لم الشمل بين شعوب دول الخليج، لا سيما وأن قادة الدول الست يحرصون على أنها بلاد واحدة يجمعها مصير مشترك".

وأكد الخطيب أن منطقة الخليج تزخر بمقدرات طبيعية من بينها أكثر من 17 موقعاً مسجلاً في قائمة التراث العالمي بالـ "يونيسكو"، وأن "شعوب المنطقة لديها قواسم مشتركة مثل الروابط الدينية والاجتماعية والثقافية التي تؤلف بين ما يقرب من 60 مليون نسمة على مساحة 2.4 مليون كيلو متر مربع".

واستطرد، "من المميزات الطبيعية لدولنا امتداد سواحلها على طول الخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر، مما يجعل منها وجهة عالمية للسياحة".

وأشار إلى الدور الكبير الذي لعبه قطاع السياحة لجهة تعزيز الهوية الخليجية، وتحفيزه الاستثمارات الوطنية والأجنبية للدخول في السوق الخليجية الواعدة والمحفزة، وهو ما كان له الأثر في توفير مزيد من فرص العمل لمواطني المجلس، والدخول في استثمارات ومشاريع مرتبطة بصورة مباشرة وغير مباشرة بقطاع السياحة.

إسهامات القطاع في الناتج المحلي

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي السياق ذاته لفت وزير السياحة إلى إسهامات القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لدول المجلس التي بلغت 6.6 في المئة (108.8 مليارات دولار)، كما بلغت نسبة نموه 10.7 في المئة خلال العامين الماضيين، ووصل حجم الوظائف في قطاع السياحة والسفر بدول المجلس إلى 2.5 مليون وظيفة عام 2021، بما يقرب من 9.8 في المئة من إجمال الوظائف في دول المجلس، ونسبة نمو وصلت إلى ستة في المئة عن عام 2020.

21 مليون سائح للمنطقة

وفي الصدد ذاته أسهم التطور في مجال السياحة بدول الخليج في جذب سائحين من مختلف دول العالم، فبحسب الخطيب بلغ عدد السياح الذين زاروا المنطقة خلال العام الماضي 2021 ما يقرب الـ 21 مليون سائح، يمثلون ما نسبته 4.7 في المئة من إجمال عدد السياح على مستوى العالم.

وأكد أن المنطقة تمتلك القدرة على أن يكون لها نصيب أكبر من عدد السياح على مستوى العالم في كل عام كوجهة مهمة على خريطة السياحة العالمية، من خلال تكامل الجهود وتعزيز التعاون الفعلي والملموس في المجال السياحي بين دول المجلس.

الاستراتيجية الخليجية السياحية

وفي سياق متصل أكد المشاركون في الاجتماع السادس للجنة الوزارية السياحية في دول الخليج العربي أهمية تنمية آفاق التعاون والشراكة لبناء قطاع هادف ومستدام بين دول المنطقة بما يسهم في النهوض بالسياحة الخليجية، ومواصلة النمو والازدهار غير المسبوق الذي يشهده هذا القطاع الحيوي في مختلف الدول الأعضاء.

وناقش الاجتماع عدداً من المواضيع ومنها رؤية تطوير العمل المشترك بين قطاعي السياحة والثقافة بدول المجلس، والنسخة النهائية للاستراتيجية الخليجية للسياحة 2023 - 2030 التي قادت السعودية العمل على إعداد الإطار العام لها بالتعاون مع الدول الأعضاء وأمانة المجلس.

وأوصى الاجتماع باعتماد الدليل الإرشادي للسياحة في الدول الست، وثمن المجتمعون جهود وزارة السياحة في البحرين على مبادرتها بإعداد الدليل.

إلى ذلك استعرض الاجتماع الطموحات السياحية في الدول الأعضاء على مستوى تطوير الإمكانات الحالية واستكشاف الفرص المستقبلية وإعداد الكفاءات البشرية لتتولى دورها في تنمية القطاع، في وقت شهد التعاون بين دول المجموعة أخيراً تحولاً لافتاً بعد "مصالحة العلا"، إذ فتحت جميعها حدودها أمام مشجعي كأس العالم القادمين لإحياء المناسبة الكروية في قطر هذا الشهر.