مدير "أونروا" في الضفة الغربية يدق ناقوس الخطر ويصف تداعيات تجميد التمويل بالمسألة "الوجودية"

منذ 9 أشهر 128

أكد مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين (أونروا) في الضفة الغربية، الثلاثاء، أن التداعيات الشديدة للأزمة الحالية بعد أن جمدت عدة دول غربية مانحة تمويلها للمنظمة ستكون "وجودية" لعملياتها.

وقال آدم بولوكوس لوكالة أسوشيتد برس بعد جولة إعلامية في مخيم عايدة للاجئين في محافظة بيت لحم بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل: "هناك احتمال ألا تتمكن المنظمة من تقديم الخدمات للاجئين، ليس فقط في الضفة الغربية وغزة فحسب، بل وفي لبنان وسوريا والأردن" أيضاً.

وأضاف بولوكوس أنه مع وجود 900 ألف لاجئ في الضفة الغربية وحدها، أي حوالي ثلث السكان، تأتي الأزمة في ظرف اقتصادي سيء، مما يسلط الضوء بشكل أكبر على الحاجة الماسة لخدمات وكالة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة (الأونروا).

وكانت إسرائيل قد زعمت أن 12 من موظفي الأونروا قد شاركوا في هجوم حماس 7  تشرين الأول / أكتوبر على بلدات ومستوطنات في غلاف غزة.

 وعلقت الولايات المتحدة، أكبر المانحين، تمويلها للوكالة وتبحث عن بدائل للأونروا.

وبدون تمويل الولايات المتحدة وغيرها من الداعمين الرئيسين الذين علقوا تمويلهم أيضاً، والذي يبلغ إجماله 438 مليون دولار، أو أكثر من نصف التمويل المتوقع لهذا العام،  قال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني إن الأونروا ستضطر إلى وقف عملياتها في نيسان/ أبريل.

وتنفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين (أونروا) تعاونها مع حماس، وفصلت الموظفين المتهمين بالمشاركة في هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر وفتحت تحقيقات بخصوص هذه الاتهامات.

وتقول الوكالة إن 158 من موظفيها، من أصل 13 ألف موظف في غزة، قتلوا في الحرب.

وأفاد بولوكوس أن نقص التمويل الناجم عن تعليق مساهمات حوالي 16 جهة مانحة، يمثل حوالي نصف ميزانية الأونروا. وأضاف قائلاً: "لذا مع دخولنا الشهر المقبل، في شهر آذار/ مارس، سوق تشتد الأمور للغاية".

وقال المفوض العام للوكالة، لازاريني، إن إسرائيل عازمة على "تدمير" المنظمة إلى جانب فكرة أن الفلسطينيين لاجئون ولهم الحق في العودة إلى ديارهم في يوم من الأيام.

واتهم إسرائيل في مقابلة مع صحيفة تاغس أنتسايغر السويسرية بأن لها "هدفاً سياسياً طويل المدى" يتمثل في القضاء على وكالة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، التي تم إنشاؤها قبل أكثر من 70 عاماً لمساعدة الفلسطينيين الذين فروا أو أجبروا على ترك منازلهم في حرب 1948.

وكان مصير اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم نقطة خلاف رئيسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين في محادثات السلام الفاشلة  قبل أكثر من عقد من الزمن.

وترفض إسرائيل المطالب الفلسطينية بالسماح لأحفاد اللاجئين بالعودة إلى ما يعرف الآن بإسرائيل، بحجة أن ذلك سيضعف الأغلبية اليهودية في إسرائيل.

وكان الهدف من إنشاء الأونروا، توفير خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليم لنحو 700 ألف فلسطيني.

واليوم، تقدم هذه الخدمات لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني وأحفادهم في الضفة الغربية وغزة والأردن وسوريا ولبنان.