بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 08/11/2022 - 17:06
يطبق مدافعون عن البيئة المبدأ القائل بأن "الإنجاب حاليا ضرب من الجنون!" لقناعتهم بأن مكافحة تغير المناخ تعني الحد من عدد سكان العالم، ويرفضون بالتالي الإنجاب.
في حين سيتم قريبا تجاوز عتبة الثماني مليارات نسمة "بات عددنا كبيرا مقارنة بقدرة كوكب الارض على الاستيعاب" كما ذكرت أليس رالييه (44 عاما) العضو في جمعية "الديموغرافيا المسؤولة".
تدعو هذه الجمعية الفرنسية الصغيرة "البيئية إلى الاستقرار ثم إلى الخفض البطيء لعدد سكان العالم".
وتصرح رالييه لفرانس برس "لا أريد أن أشعر بالذنب لإنجاب طفل في هذه الأوضاع السيئة". وكانت رالييه على علاقة برجلين "يرفضان بدورهما الإنجاب" واختارت الخضوع لعملية تعقيم دائم.
وتضيف الناشطة، أن "كل طفل يولد اليوم جزء من المشكلة" بسبب الضغط الذي يمارسه النمو الديموغرافي على الموارد الطبيعية، مؤكدة أنها تعلم جيدا بأنها تصطدم ب "محرمات" وب"النظرية القائلة أنه كلما زاد عددنا كلما كان الأمر أفضل".
من جهته يقول دوني غارنييه رئيس الجمعية، إن هدف هؤلاء الناشطين ليس الإقناع بالإرغام بل من خلال اقتراح "حافز طوعي" على سبيل المثال من خلال حد مخصصات الأسرة بعد إنجاب الطفل الثاني.
وكشفت دراسة نشرتها مجلة "ذي لانست" في 2021 وشملت 10 آلاف شخص من 10 دول في كافة القارات، أن 39 % من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما "يترددون في الإنجاب" لأنهم قلقون من الآثار على تغير المناخ.
ونقلت هذه الفكرة إلى المملكة المتحدة في عام 2018 من قبل مؤيدي "الاضراب عن الإنجاب"، وفي كندا من قبل طلاب تعهدوا بعدم الإنجاب طالما لم تتحرك الحكومة وتتخذ خطوات أكبر لمواجهة تغير المناخ.
في ألمانيا أثارت الكاتبة المناهضة للإنجاب فيرينا برونشفايغر الجدل من خلال وصف الانجاب بأنها خطوة "أنانية".
جمود ديموغرافي
من جانبه يقول المستشار الفرنسي إيمانويل بون مؤلف كتاب "هل علينا الكف عن الإنجاب لإنقاذ كوكب الأرض؟" الذي طرح مؤخرا في الأسواق، إن "الكثير من الأفراد يتساءلون" لكن من الصعب تحديد العدد.
خاصة وأن البيئة ليست الدافع الوحيد لأولئك الذين يرفضون الإنجاب وينتهي بهم الأمر إلى تغيير رأيهم.
في سن الـ35 حول سيباستيان فيردييه ، المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي باسمه المستعار سيريب، "قناعاته إلى أفعال" من خلال الخضوع لعملية تعقيم دائم.
بالنسبة إليه يجب تجنب للطفل الذي سيولد "أن يكون لديه مستقبل بائس لا أتمناه لأحد" و"عدم اضافة مستهلك جديد إلى نظامنا".
ويقر سيريب، أن التزامه "رمزي" أكثر مما هو فعال حقا لمواجهة ظاهرة الاحتباس بسبب "الجمود الضخم" للتغيرات الديموغرافية التي لا تظهر آثارها إلا بعد عدة عقود.
بحسب دراسة نشرت في عام 2014 لباحثين استراليين سيبلغ عدد سكان الأرض على الأرجح بين خمسة و10 مليارات نسمة في العام 2100 حتى مع تطبيق سياسات الولد الواحد المفروضة في كافة أنحاء العالم والحوادث التي قد تتسبب بوفيات كارثية".
إضافة إلى ذلك، بعيدا عن مسألة "الجمود الديموغرافي" لا إجماع حول العلاقة بين الديموغرافيا وحماية المناخ.
وخلصت دراسة نشرها في عام 2017 أخصائيان من شمال أمريكا حول تغير المناخ، إلى أن "إنجاب طفل أقل" أكثر فاعلية من حيث البصمة الكربونية من التخلي عن استخدام السيارة أو السفر بالطائرة أو استهلاك اللحوم.
لكن علماء آخرين ناقضوا هذه النتائج، بحجة أن واضعيها اعتبروا أن الأجيال الصاعدة سيكون لها مستوى استهلاك ضار بالبيئة تماما كما آبائهم.
ويقول إيمانويل دوبون ساخرا "لكن أولادنا غير محكومين بقيادة سيارات رباعية الدفع والسفر إلى إيبيزا لقضاء عطلات نهاية الأسبوع".
مع ذلك، فإن الحد من الإنجاب لمكافحة ظاهرة الاحتباس ليس "بالأمر غير المنطقي" على حد قوله ... بنفس الطريقة التي يتم فيها عزل المنزل أو الحد من الرحلات الجوية.