محور فيلادفليا يقض مضاجع الإسرائيليين.. مصر تشدد قيودها الأمنية أمام سعي تل أبيب للسيطرة عليه

منذ 10 أشهر 110

وعلى الرغم من صغر حجم المحور، الذي يعرف أيضا باسم "محور صلاح الدين"، إلا أنه يحمل أهمية كبيرة بالنسبة لمصر وإسرائيل وغزة، وقد تتطلب إدارته حلا دقيقا ومتزنا.

أفادت وسائل إعلام عربية، أن القاهرة بدأت بفرض إجراءات أمنية جديدة على الجانب المصري من محور فيلادلفيا، في محاولة لتخفيف الضغوط التي تمارسها تل أبيب منذ فترة. وتهدف تلك الجهود أيضا إلى إفشال مخططات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرامية إلى السيطرة على المحور الحيوي، مما يضع العلاقة مع الجارة المصرية على المحك.

ويسعى جيش الدولة العبرية إلى التحكم في محور فيلادلفيا، وهو الشريط الضيق الذي يمتد على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، ويبلغ طوله حوالي 13 كيلومترًا، حيث يقول إن الفصائل الفلسطينية تستفيد من تهريب الأسلحة عبر المعبر، وهذا هو السبب وراء مسعاه للسيطرة عليه.

وبعد أن توالت تصريحات مسؤولين وخبراء إسرائيليين بشأن أهمية معبر فيلادلفيا لدى تل أبيب، تعالت أصوات مصرية ترفض بشكل قاطع توجهات إسرائيل وإعلانها ضرورة وضع المحور تحت سيطرتها بعد انتهاء الحرب، بينما اعتبر آخرون أن مثل هذه الخطوة قد تحد من "تهديد حماس" على الحدود.

محور فيلادفليا.. أهميةٌ استراتيجية

وتعود أهمية محور فيلادلفيا إلى اتفاق السلام الموقع بين إسرائيل ومصر في عام 1979، حيث تم تحديده كمنطقة عازلة تراقبها القوات الإسرائيلية.

وبعد انسحاب جيش الدولة العبرية من قطاع غزة عام 2005 بقيادة، نشرت مصر قواتها على الحدود، وأصبحت السلطة الفلسطينية مسؤولة عن الجانب الفلسطيني.

وفي عام 2007، سيطرت حركة حماس على الحكم في قطاع غزة، فأصبح المحور خاضعا لها من الجانب الفلسطيني.

وتقول صحيفة "جيروزاليم بوست"، إنه منذ ذلك الحين، أصبح المحور جزءا أساسيا في جهود حماس لتعزيز قدراتها وترسانتها.

وتُستخدم الحركة الأنفاق السرية لتفادي القيود التي فرضتها إسرائيل ومصر على القطاع المحاصر منذ عام 2007، واستخدمت هذه الأنفاق لتهريب الأسلحة والمعدات اللازمة لخوض الحروب.

وكان نتنياهو الذي يخوض وجيشه حربا دامية في قطاع غزة منذ حوالي 4 أشهر، أكد بشكل متكرر أنه وبدون محور فيلادلفيا فلن تتمكن إسرائيل من القضاء على "حماس"، لذا يسعى إلى تبديل الوضع السائد ونزعه من تحت عباءة حماس.

محور فيلادلفيا وأنفاق غزة

ويعتبر أحد أهم أهداف الحرب التي تخوضها إسرائيل على قطاع غزة، هو الوصول إلى أنفاق حماس وتفكيكها بعد أن باتت تشكل تحديًا خطيرًا، بالنسبة للدولة العبرية.

وكان منسق العمليات الحكومية الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة اللواء غسان عليان قد زار القاهرة، قبل أيام، على رأس وفد أمني، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت".

وذكرت الصحيفة العبرية،أن الزيارة أتت لمناقشة الترتيبات الأمنية في المنطقة التي تشغل بال إسرائيل.

ولفتت إلى أنه تم خلال الاجتماع بحث صفقة جديدة محتملة لتبادل أسرى بين إسرائيل وحماس.

وعلى الرغم من صغر حجم المحور، الذي يعرف أيضا باسم "محور صلاح الدين"، إلا أنه يحمل أهمية كبيرة بالنسبة لمصر وإسرائيل وغزة، وقد تتطلب إدارته حلا حساسا ومتزنا.

وكانت قد خرجت إلى العلن بعض الاقتراحات التي تشير إلى إمكانية التعاون على إدارة هذا المحور الاستراتيجي بواسطة  قوات دولية متعددة، تقودها الولايات المتحدة وتشارك فيها مصر والسعودية وقطر والإمارات، بهدف ضمان مصلحة جميع الأطراف والتخلص من وجود حماس وإسرائيل في المحور.

ومع ذلك، يظل هذا السيناريو بعيد المنال حاليا، مع تصاعد وتيرة الحرب في قطاع غزة واشتداد حدة المواجهات على أكثر من جبهة، ما يثير القلق من احتمالية اتساع رقعة الحرب الدائرة في القطاع لتشمل المنطقة برمتها.