إسناد إدارة بعض الموانئ الجوية (المطارات) للقطاع الخاص في إطار استراتيجية الدولة الهادفة لزيادة مساهمة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي للبلاد بمختلف قطاعاته، فضلًا عن تعظيم الاستفادة من الأصول المملوكة للدولة يساهم بقوة فى النمو الاقتصادي.
الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، أكد أن من ضمن خطط الوزارة الاهتمام بتحسين مستوي وجودة الخدمات المقدمة للركاب في مختلف المطارات، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في مجال إدارة وتشغيل المطارات المصرية واصفًا إياها بأنها أهم مرحلة حيث أنه جاري اختيار بيت الخبرة أو الاستشاري لتحديد أفضل الطرق وأنسبها وفقا لمعطيات التشغيل والإدارة لاختيار أفضل الأنظمة التي سيتم اتباعها بما يحقق المنفعة العامة ويعزز من العوائد الاقتصادية للدولة.
وأشار وزير الطيران إلي أن مشاركة القطاع الخاص ضرورة وحتمية للارتقاء بالمنظومة من خلال تطوير البنية التحتية للمطارات، مشيرا الى أن مشاركة القطاع الخاص في الإدارة ستخفف من كاهل الاعباء على الدولة المصرية، هذا إلى جانب نقل الخبرات المختلفة، مؤكدًا على أن قطاع الطيران المدني قد سبق له تجارب عديدة مع القطاع الخاص؛ من بينها تجربة مطار مرسى علم الذي يعمل بنظام ال B.O.T من خلال عقد امتياز مع إحدى الشركات الخاصة والتي أثبتت نجاحها، فضلًا عن الشراكات الاستراتيجية مع الشركات العالمية والتي تم تنفيذها مع شركتي مصر للطيران للصيانة والأسواق الحرة.
لم تكن المطارات المصرية الأولي في هذه الخطوة فقد سبقتها تجارب كثيرة ناجحة في العديد من المطارات العالمية والعربية، ومن أهم هذه التجارب ما يلي:
مطار هيثرو في لندن (LHR)، المملكة المتحدة، حيث يعد المطار من أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، وتُديره شركة خاصة تتولى إدارة عملياته وتطويره وصيانته، وهي شركة مطار هيثرو القابضة والتي تم انشاؤها بعد عقد شراكة مع القطاع الخاص لإدارته، ويتم تشغيل المطار في إطار خصخصة الأصول المملوكة للدولة في المملكة المتحدة عام 2006، وقد حقق المطار إيرادات بحوالي 3.7 مليارات جنيه إسترليني في عام 2023 وهو الأعلى في تاريخ الشركة.
مطار إسطنبول بتركيا، يُدار بواسطة تحالف من الشركات التركية الخاصة، بما في ذلك Cengiz Holding وMapa وLimak وKolin. وقد حقق مطار إسطنبول مليار يورو كأرباح خلال 2023.
مطار سيدني، أستراليا، تقوم بتشغيله شركة مطار سيدني المحدودة وهي شركة خاصة من مجموعة من المستثمرين بنسب شراكة.
وإلى باريس حيث مطار شارل ديغول، والذي يقوم بتشغيله مجموعة ADP (مطار باريس) والتي تتولى إدارة عدد من المطارات الفرنسية الأخرى منذ العام 2016، كما تدير 26 مطارًا دوليًا على مستوى العالم بحصص من الملكية في بعضها، وقد حقق المطار حوالي 5.5 مليارات يورو عوائد خلال 2023 بعائد تشغيل 1.2 مليار يورو محققًا نموًا يفوق 32٪ مقارنة بمستويات 2022.
وبالنسبة إلي مطار دبي، على الرغم من أن المطار مملوك للحكومة، فإن شركة مطارات دبي تدير مطار دبي الدولي مع تركيز قوي على ممارسات الإدارة من القطاع الخاص، وشركة مطارات دبي، وهي الجهة المسئولة عن إدارة وتشغيل مطار دبي الدولي ومطار آل مكتوم الدولي، تعمل بمبادئ الإدارة من القطاع الخاص، تهدف الشركة إلى تطبيق ممارسات الإدارة الفاعلة في القطاع الخاص لتحسين الأداء والخدمات.
وعلى صعيد المطارات المصرية فقد حققت إنجازًا كبيرًا على مستوى القارة الأفريقية في حركة الركاب والشحن الجوي حيث تصدرت قائمة أفضل عشرة مطارات على مستوى القارة الأفريقية في تصنيف المجلس الدولي للمطارات من حيث حجم حركة الركاب فى عام 2021 كما حل مطار القاهرة في المركز الثاني من حيث حركة شحن البضائع.
فيما جاء ترتيب مطار الغردقة الخامس ومطار شرم الشيخ الثامن ضمن المطارات الأفريقية العشرة الأولى من حيث عدد الركاب وحقق مطار القاهرة المركز الأول أفريقيًا بعدد ركاب بلغ 11 مليونًا و346 ألف راكب متفوقًا على مطارات جنوب أفريقيا ونيجيريا وإثيوبيا والمغرب وكينيا وشهد عام 2022 تشغيل مطاري سفنكس ومبنى الركاب (2) بشرم الشيخ بالإضافة إلى افتتاح مبنى الركاب رقم 2 بمطار برج العرب، الأسبوع الماضي، والذي بدأ في استقبال الرحلات، والعديد من أعمال التطوير المختلف بالمطارات في ضوء تحقيق أهداف التنمية لشاملة ورؤية الدولة المصرية 2030.
هذه المؤشرات سيتم استثمارها في تدعيم توجه الدولة لإسناد إدارة وتشغيل المطارات المصرية لشركاء من القطاع الخاص خاصة وأن الحكومة الآن في مرحلة اختيار المكتب الاستشاري العالمي الذي سيقوم بدراسة أوضاع المطارات المصرية ومؤشراتها الاقتصادية لتحديد المطارات التي سيتم إسنادها للقطاع الخاص لاحقًا.