محمد يونس يتوجه إلى بنغلادش لتولي منصب القائد المؤقت بعد فترة من الفوضى

منذ 3 أشهر 42

بخطوة حاسمة نحو استعادة الاستقرار في بنغلاديش، يستعد محمد يونس للعودة إلى وطنه لتولي منصب القائد المؤقت يوم الخميس، بعد انتهاء فترة حكم رئيسة الوزراء السابقة الشيخ حسينة التي استمرت 15 عامًا وتميزت بزيادة سلطويتها.

جاء هذا التحرك بعد احتجاجات واسعة انتهت بإطاحة حسينة التي غادرت البلاد متوجهة إلى الهند.

قبل مغادرته باريس، حيث كان يحضر الألعاب الأولمبية، دعا يونس إلى التهدئة في بنغلاديش، محذرًا من التوترات الحالية وأهمية التزام السلام واستعداد الجميع للعمل على إعادة بناء الوطن.

ومن المقرر أن يستقبله رئيس الأركان البنغالي لدى وصوله إلى مطار دكا الدولي في فترة ما بعد الظهر.

وفي تطور لافت، تعهد ساجيب وازيد جوي، ابن حسينة والمستشار لها، بأن عائلته وحزب عوامي ليغ سيواصلون تواجدهم في الساحة السياسية البنغالية.

جاء هذا التزام بعد الاستقالة المفاجئة لحسينة يوم الاثنين وهروبها إلى الهند، وتراجع نجل رئيسة الوزراء المتنحية عن تصريحاته السابقة التي أشار فيها إلى انسحاب عائلته من السياسة.

تولى يونس منصب القائد المؤقت بعد مشاورات مكثفة بين القادة العسكريين والمدنيين ونشطاء الطلاب الذين قادوا الانتفاضة ضد حسينة. وقد أعرب يونس عن شكره للطلاب الذين أسهموا في تحقيق "يوم النصر الثاني"، ودعاهم إلى الحفاظ على السلمية والعمل على بناء الوطن، موجهًا إدانته للعنف الذي أعقب استقالة حسينة.

في خطاب متلفز، عبر رئيس الأركان، الجنرال واكر-أوز-زمان، عن أمله في أن يقود يونس البلاد نحو "عملية ديمقراطية رائعة".

من جانبه، أبدى يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006، تفاؤله بشأن العودة إلى الوطن، مشيرًا إلى ضرورة تنظيم الجهود للتغلب على الأزمات الحالية.

وفي تطور قضائي مهم، برأت محكمة في دكا يونس من قضية انتهاك قانون العمل المرتبطة بشركة اتصالات أسسها والتي كان قد أدين فيها مسبقًا وحكم عليه بالسجن ستة أشهر، قبل أن يتم الإفراج عنه بكفالة.

مع تصاعد الفوضى بعد استقالة حسينة، طلب الرئيس محمد شاهبودين من قوات الأمن اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي مثيري شغب. كان شاهبودين قد حل البرلمان يوم الثلاثاء، مما مهد الطريق لتشكيل حكومة مؤقتة من المتوقع أن تحدد موعد الانتخابات المقبلة.

يُذكر أن يونس كان معروفًا بمعارضته لحسينة التي اتهمته بتصعيد قسوة استرداد القروض من الفقراء الريفيين وهي اتهامات نفاها يونس. ومع تزايد أعمال العنف والاحتجاجات منذ منتصف يوليو، حيث قُتل أكثر من 300 شخص، شهدت البلاد حالة من الفوضى مع انسحاب الشرطة وارتفاع معدل السطو والنهب.

فيما يواصل جوي، نجل حسينة، دعوته للعودة إلى النشاط السياسي، مؤكدًا على أهمية استمرار حزب عوامي ليغ في الساحة السياسية رغم الهجمات التي تعرض لها قادته وأعضاؤه. وبينما يستمر الوضع الأمني في التدهور، تقوم المجتمعات المحلية بحماية أحيائها وسط تقارير عن السطو والنهب، مع استمرار انقطاع الشرطة عن العمل.