في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، قضت محكمة في الشرق الأقصى الروسي يوم الجمعة بالسجن على روبرت شونوف، موظف سابق في القنصلية الأمريكية، بتهمة التعاون غير القانوني مع الحكومة الأمريكية ضد روسيا.
وتسلط هذه القضية الضوء على الصراعات المستمرة التي تعمّق الفجوة بين البلدين، حيث تتوالى الاتهامات بالتجسس والتعاون السري في ظل مناخ سياسي متأزم.
خلفية اعتقال شونوف
في مايو 2023، اعتقلت السلطات الروسية شونوف، مواطن روسي عمل لأكثر من 25 عامًا في القنصلية الأمريكية، بتهمة تسليم معلومات حساسة لمسؤولين أمريكيين قد تشكل خطرًا على الأمن الروسي. ووفقاً لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، اتهم شونوف بجمع معلومات تخص الحرب الأوكرانية، وضم الأراضي، وتعبئة القوات العسكرية، إلى جانب مراقبة ردود أفعال الرأي العام وتوجيه تقارير عنها. وتعتبر السلطات الروسية أن هذه المعلومات تعكس محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية الروسية، خاصة في ظل تصاعد الصراع الدولي.
ردود فعل غاضبة من الجانب الأمريكي
في رد فعل سريع، أدانت الولايات المتحدة الحكم واعتبرته "ظلمًا فادحًا" بحق شونوف. وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، عن استنكاره للحكم الصادر، مشيرًا إلى أن "الاتهامات ضد السيد شونوف ملفقة ولا تستند إلى أي أدلة حقيقية." ويأتي هذا البيان في سياق تزايد الانتقادات الأمريكية للإجراءات الروسية، حيث اعتبرت واشنطن أن القضية تعكس تصعيدًا جديدًا في حملة الضغط الروسية على العاملين في البعثات الأجنبية.
تصاعد التوترات في ظل أزمة دبلوماسية خانقة
تعد هذه القضية بمثابة مؤشر جديد على تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا. وتشير الدلائل إلى أن العلاقات بين البلدين ستظل تشهد مزيدًا من التعقيدات، حيث تتبادل العاصمتان الاتهامات بتقويض الأمن الإقليمي والدولي، فيما يبدي كل طرف تشددًا في مواقفه تجاه الآخر.