من بين كل الأماكن الكثيرة التي أجريت فيها مقابلات مع جيمي سافيل، ربما كان نادي أثينيوم في لندن المكان الأكثر إثراء لمعرفتي بالرجل.
ذهبت إلى هناك عام 2008 أثناء إجراء بحث من أجل موضوع في إحدى المجلات عن تأثيره الاستثنائي وعلاقاته التي أقامها وعززها على مدى أكثر من 80 عاماً من حياته.
كانت المقالة التي كتبتها لمصلحة مجلة "إسكواير" الأحدث في سلسلة من المقالات التي حاولت الكشف عما يكمن وراء المجوهرات والشعر الأبيض الطويل وسحب الدخان المتصاعدة من السيجار، وخلال تلك الفترة مكثت معه في شقتيه الكائنتين في ليدز وسكارباره. الشقة الأولى الموجودة في علية بناء وتطل على متنزه راوندهاي كانت مزينة بتذكارات من حياته المهنية متعددة المجالات، التعدين وركوب الدراجات وموسيقى البوب والمصارعة والإذاعة والتلفزيون وغيرها، أما الشقة الثانية التي اشتراها لأمه أغنيس التي كان يناديها بـ "الدوقة"، فكانت المكان الذي يرتاده ليشعر بالقرب من أمه.
سافيل اختار أن نلتقي في المجمع الكبير الكائن في بول مول، وهو مقر لناد حصري كان يرتاده أمثال تشارلز ديكنز وتشارلز داروين ووينستون تشرشل، وحتماً كان مكاناً مناسباً للتأكيد على مدى نجاحه وعمق تغلغله في المؤسسة البريطانية.
لما دخلت كان جالساً على كرسي جلدي في غرفة الرسم الضخمة والمزخرفة، وكان يرتدي بدلة داكنة على غير عادته، وكان وسام الفرسان يتدلى من رقبته وقال متفاخراً "يمكنني الدخول لرؤية أي شخص، لماذا؟ لأنني غريب".
بالنسبة إلى سافيل كانت الغرابة شيئاً يتزين به بكل فخر مثل لقب الفارس الذي يتقلده، وكان قد أمضى ذلك الصباح في مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينغ ستريت لحضور احتفال لإحياء ذكرى إسهام الشبان الذين عملوا في المناجم في ظل حكومة إرنست بيفين خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت مشاركته في الخدمة زمن الحرب مجرد تفصيل واحد في فسيفساء واسعة من القصص التي استخدمها لصرف الانتباه بعيداً من حقيقته، ولم تكن تلك المرة الأولى على الإطلاق التي يزور فيها مقر إقامة رئيس الوزراء.
انضم سافيل إلى نادي أثينيوم عام 1983 وأخبرني أن طلبه للعضوية حظي بتأييد الكاردينال باسيل هيوم و"اثنين من رؤساء الوزراء السابقين".
في العام نفسه من قبول سافيل في أثينيوم انضم إليه الأمير تشارلز والأميرة ديانا على درجات مستشفى ستوك ماندفيل خلال الافتتاح الرسمي للمركز الوطني لإصابات العمود الفقري الجديد، وكانت ذروة حملة جمع التبرعات على مستوى البلاد هي التي عززت سمعته باعتباره أكثر فاعل خير دؤوب في البلاد.
كان إنجازاً جعل رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر التي دعته إلى الانضمام إليها في مأدبة غداء عيد الميلاد في المقر غير الرسمي لرؤساء الحكومة في عزبة تشيكرز، مصممة على مكافأته بلقب فارس، وقد نجحت في النهاية في ضمه إلى آخر قائمة شرف تقرها عام 1990، ووصفته تاتشر بأنه "مثال مذهل على بريطانيا التي توفر الفرص، ومثال ديناميكي على بريطانيا التجارية، ومثال ملهم على بريطانيا المسؤولة".
وبعدما حققت رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها رغبتها أجرت لين باربر مقابلة مع سافيل لمصلحة صحيفة "اندبندنت أون صنداي"، وباربر التي كانت مدركة للإشاعات المظلمة التي كانت تحيط به على رغم "أعماله الخيرة"، تساءلت عن سبب استغراقه وقتاً طويلاً حتى حصل على لقب سير، وكان رده معبراً إذ قال "كان حصولي على لقب الفروسية بمثابة خلاص كبير لأنه أنقذني من هذا المأزق".
وبحلول هذه المرحلة من حياته كان سعي سافيل للتسلل إلى أعلى مستويات السلطة قد اكتمل تقريباً، وفي اجتماع سابق في شقته في ليدز أخبرني عن علاقته بالعائلة المالكة التي جعلته يصبح ما وصفته الأميرة ديانا بالـ "مرشد" لزوجها.
وفي عام 1990 تم تكليفه بالعمل كوسيط في الانقسامات الآخذة بالتعمق في الأسرة المالكة، وكشف ديكي أربيتر الذي عينه الأمير تشارلز لإدارة علاقاته الإعلامية، أن سافيل "أُحضر من قبل أحد المساعدين لحل مشكلة الزواج على غرار ما كان يفعله في برنامجه "سافيل سيحلها" Jim’ll Fix It [حيث يحقق أمنيات الأطفال المشاركين]".
على مدى ستة أعوام سألت سافيل بصورة متكررة عن الثرثرة التي لا مفر منها حول ممارسة الجنس مع قاصرين، وهي إشاعات كان الجميع تقريباً بما في ذلك لجنة الشرف على علم بها، لماذا استمرت الشائعات على رغم سمعته في العمل الخيري وتحقيق أحلام الأطفال كمقدم لبرنامج "جيم سيحلها" في تلفزيون "بي بي سي"؟
لجأ إلى طرق مختلفة لدحضها، وبدا كثير منها أنه يبدأ بالإيحاء بالذنب ثم يتجه نحو الإنكار، وكانت حقيقة عدم الكشف عنها علناً مطلقاً هي أكثر دفاع يعول عليه.
كذلك ضغطت عليه في شأن التأثير الذي يمارسه في دوائر السلطة وقال لي ذات ليلة في شقته في ليدز "لقد كان كل ذلك جزءاً من طرق عيشي الغريبة، ولا يدرك الناس أنني أحتجب وراء ستار سميك إلا بعد فوات الأوان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الاختباء على مرأى الجميع
نجح سافيل في الاختباء على مرأى الجميع، وهو أيضاً عنوان الكتاب الذي كتبته عنه بعد وفاته، ولقد كان كتاباً واجهت صعوبات في صياغته عندما كان على قيد الحياة، ففي البداية كان معارضاً بشدة لفكرة أن يكون شخص آخر متحكماً في روايته، ولقد كان زئبقياً ومراوغاً ومسيطراً.
أعتقد أن السيطرة كانت شيئاً يتوق إليه مثله مثل عدد من المعتدين الجنسيين.
إنها معادل القوة والأمر الذي اختبره للمرة الأولى في العشرينيات من عمره عندما رأى التأثير الذي يمكن أن يحدثه في الجمهور بمجرد تشغيل الأسطوانات.
قال "كان ذلك الشخص، أنا، يفعل شيئاً لكل هؤلاء الناس، وهذا هو الشيء الذي أثارني ودعمني طوال الوقت".
عندما بدأ سافيل إدارة قاعات الرقص في مانشستر ولندن وليدز اكتشف أنه قادر على التلاعب بسهولة بضباط الشرطة المحليين وخداعهم، وفي بدايات صناعة الصورة الغريبة التي ستصبح علامته المميزة لاحقاً، أتاحت له حصص الرقص على الموسيقى المسجلة التي يقدمها للمراهقين في استراحة الغداء فرصة كبيرة للإساءة، ففي إحدى المقابلات التي أجريناها اعترف بأن الشرطة كانت متوجسة حتى في ذلك الوقت، وما قاله لها كان يتماشى تماماً وطريقته في مواجهة الشائعات طوال حياته، "قلت لقائد الشرطة أنت تعلم أن ابنتك البالغة من العمر 16 سنة تأتي إلى هنا، أليس كذلك؟ فهل تفضل أن تكون آمنة هنا معي أم أن تكون فريسة لكل هؤلاء الأوغاد والحثالة؟"
وصف لي أعداد الفتيات اللاتي كن متاحات له في أيامه الأولى قبل أن يضيف على الفور، "لم يخطر ببالي مطلقاً أن أتصرف بحرية معهن".
عندما أتذكر الوقت الذي أمضيته في محاولة الوصول إلى الحقيقة فإن ما يبدو واضحاً هو خطورة ما كان يقوم به، فقد كان أسلوب عمله المجرب والموثوق يعتمد على نشر قصته أولاً حتى لو انطلقت من موقف الشعور بالذنب.
تتناول إحدى حلقات المسلسل الدرامي الذي تعرضه "بي بي سي" "التسوية" The Reckoning انتحار فتاة كانت في الـ 15 من عمرها عام 1971 ادعت أنها مارست الجنس مع منسقي الأغاني بعد أداء رقصة أمام الجمهور في أستوديو برنامج "أفضل أغاني البوب"، وأطلقت هيئة الإذاعة البريطانية تحقيقها الخاص في هذه المسألة، وكان سافيل الوحيد من بين مقدمي البرنامج الذي تحدث علناً عن تدفق الأخبار السلبية.
عشية التحقيق في وفاة الفتاة أجرى مقابلة مع إحدى الصحف الوطنية قال فيها "كثيراً ما واعدت فتيات جميلات التقيت بهن في البرنامج، لكنني كنت أقول لهن اسألن أهاليكن إذا كان بوسعي أن آتي لشرب الشاي، وأفضّل أن أكون مع العائلة التي تحيط بالفتاة الجميلة بدلاً من الاختلاء بها في المقعد الخلفي لسيارتي، ولسبب واحد وهو أنك لا تستطيع رؤية مدى جمال الفتاة في المقعد الخلفي لسيارتي"، وقد كان عمره 44 سنة عندما أدلى بهذا التصريح.
زعم سافيل أنه لا يتذكر الفتاة لكنه ذكر أن غرفة تبديل الملابس الخاصة به في برنامج "أفضل أغاني البوب" كانت "مكان اجتماع أسبوعي لما بين 20 و 30 شخصاً"، وقال إن هناك "فكرة خاطئة شائعة" مفادها أن الفتيات مهتمات بالجنس فقط، مدعياً أن "الأصغر سناً واللواتي تتراوح أعمارهن بين 14 و16 سنة لا يفكرن في الجنس حتى"، وكان الكشف عن نسخته من الحكاية أولاً، من خلال الصحف وبرامجه الإذاعية والتلفزيونية والكتب الغريبة التي ألفها، يتضمن دائماً تذكير الأمة بكم هو رجل جدير بالثقة ومراع للأسرة ومرح.
تحول الأمر إلى ما يشبه العقيدة أو بوليصة تأمين، الاعتراف بكل شيء تقريباً من جذب الآباء واصطحاب الشباب في جولة بسيارته ودعوة المراهقين إلى غرفة تبديل الملابس الخاصة به في مبنى "بي بي سي" وإلى منزله المتنقل وشققه، وعندما ضغطت عليه بالأسئلة حول موقفه تجاه الجنس كان شعاره دائماً "الأمر برمته ممتع".
في فترة إجرائي اللقاء معه انزلق قناع "المرح" ليكشف عن رجل عجوز معتل ومنعزل بدا وكأنه يغضب بهدوء من حقيقة أنه لم يعد في دائرة الضوء، ونتيجة رفضه من قبل كثيرين باعتباره بقايا مخيفة من حقبة ماضية تولد لديه غرور هائل، وهو جانب آخر من شخصيته أنكره تماماً.
لم أكن مهتماً بتكرار القصص القديمة نفسها التي كان ينسجها للمحاورين على مدى العقود الأربعة السابقة، وأردت أن أعرف كيف تمكّن شخص بذل جهوداً جبارة ومغامرة من أجل الشهرة من أن يظل غامضاً بالكامل.
في البداية كان يسد الأبواب التي لم يردني أن أستكشفها بكل صراحة، لكن مع مرور الوقت بدأ بتسريب تلميحات عما يكمن وراءها.
أعتقد الآن أن هذه المحادثات كانت استمراراً للعبة كان يلعبها لأعوام، وهي لعبة تشويق منحرفة، ولقد اعتقد في وقت باكر جداً أنه لن يتعرض لمساءلة أحد، وكانت قيمته لا تقدر في نظر الأشخاص الذين عمل معهم، وبعد تكثيف جهوده الخيرية بالنسبة إلى الأشخاص الذين يديرون البلاد.
الرب سيحلها
المذهل في الأمر أن كل شيء كان يحدث على الملأ، ففي عام 1979 وفي ذروة شهرته، كتب سافيل كتاباً بعنوان "الرب سيحلها" God’ll Fix It، وقد نشر هذا الكتيب الصغير الذي يوضح وجهات نظره الغريبة حول الإيمان بعد ثمانية أعوام من مطالبته بتقديم برنامج "التحدث بحرية" الحواري الموجه للمراهقين، من إنتاج قسم البرامج الدينية في "بي بي سي"، ووصفت إحدى الصحف في ذلك الوقت سافيل بأنه "رأس حربة" البرامج الدينية في هيئة الإذاعة البريطانية.
الكتاب أشبه باعترافات سافيل بالذنوب، وفي فصل قريب من النهاية أقر بأنه "مسيء للأشياء والأجساد والناس"، واعترف بأنه استغل النساء قائلاً "هذا يوضح لك أن قوى الشر تدفعني إلى القيام بشيء، أجد عندما أفكر فيه، أنه كان حرياً بي ألا أفعله".
لطالما أخبرني سافيل أنه لم يرتبط بعلاقة جدية أو يتزوج أبداً، لأن ذلك سيسبب له "تلفاً في الدماغ"، وقال أيضاً إن الاعتناء بوالدته عنى أنه لا يمتلك وقتاً يكرسه لعلاقة ما.
كانت علاقاته الجنسية المتعددة موضوعاً ناقشه علانية على مر الأعوام، وقال لأحد المراسلين في أوائل الثمانينيات "لدي حياة جنسية مزدحمة للغاية طالما أن الظروف مناسبة ولا تؤذي العلاقة أحداً، ويجب أن تكون تطوراً طبيعياً وليس مجرد حيوان مندفع يتكاثر في ساحة المزرعة"، ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي أشار فيها إلى نفسه على أنه حيوان عند مناقشة الجنس.
لكن الأمر الأكثر دلالة هو طريقة تقييمه لأفعاله، فقد كان يقول إن أعماله الصالحة تجعله مستحقاً للثناء على رغم قائمة الجرائم التي ارتكبها، وقد كتب مبرراً أفعاله "من الممكن أن يكون الشخص الذي تتم محاكمته يمتلك جسداً يجعله يميل إلى التجاوزات لأن غدده تملي عليه أن يفرط في سلوكه".
ويبدو أن وجهة نظره تتلخص في أنه كلما زادت الأعمال الخيرية التي قام بها وكان هناك من يراه يقوم بها، كلما كان قادراً على تعويض "خطايا الجسد"، وقد أخبرني في أكثر من مناسبة أنه إذا منعه القديس بطرس من دخول الجنة فإنه "سوف يكسر أصابعه اللعينة".
توفي قبل يومين من عيد ميلاده، ولم أكن أعلم أنه مريض، وفي مقابلتنا الأخيرة قبل أقل من عام بقليل قال أشياء جعلتني أشعر بعدم ارتياح شديد، بما فيها الدفاع عن غاري غليتر الذي دين بتهمة الاعتداء الجنسي على الأطفال.
غادرت شقته المطلة على خليج سكارباره وأنا أشعر بالارتباك وعدم اليقين اللذين شعرت بهما طوال الأعوام التي أجريت فيها مقابلات معه، وفي ذلك الوقت قدم لي أخفت التلميحات عن الرجل الحقيقي القابع خلف القناع.
عندما بلغني نبأ وفاته شعرت بمزيج من الغضب والحزن والإحباط، ولقد حضرت جنازته التي استمرت ثلاثة أيام وبدأت في كاتدرائية ليدز وانتهت بإنزال نعشه الذهبي في قبر محفور عند أحد المنحدرات تم تمييزه لاحقاً بشاهدة قبر عملاقة تحمل مرثية "كان جيداً طوال وجوده"، وبعد أقل من عام تحولت شاهدة القبر مثلها مثل إرثه إلى ركام.
ما ظهر بدلاً من ذلك كان الحقيقة، وهي الأمر الذي واصلت البحث عنه في مقابلات أجريتها مع أشخاص عرفوه في ماضيه وفي جوانب مختلفة من حياته، ولقد بث في عدد منهم شعوراً بالترهيب، وأعتقد أنهم ما كانوا ليتحدثوا معي من دون الرجوع إليه أولاً، ولو كان هناك أي احتمال بأنهم سيقدمون صورة مغايرة للصورة التي كان يصقلها ويحميها لما سمح لهم بالتحدث.
أجريت مقابلات كذلك مع أشخاص آخرين حاولوا الكشف عن حقيقته مثل ميريون جونز الذي أوقفت هيئة الإذاعة البريطانية تحقيقاته في برنامج "نيوزنايت" كما هو معروف، وأخبرني جونز أنه كان يتتبع سافيل لأعوام بعدما شاهده يصطحب الفتيات بالسيارة من مدرسة دونكروفت أثناء زياراته لرؤية عمته مديرة المدرسة حينما كان مراهقاً، وما كان ينقصني في تلك المرحلة هو ناج يقبل بتسجيل شهادته، وفي نهاية المطاف تحدث بعضهم" إلى قناة آي تي في" التي تمكن كشفها أخيراً بعد عام من إماطة ستار الخداع الذي كان سافيل يختبئ خلفه لأعوام، وما إذا كان إجراء تسوية أمراً ممكناً حقاً فهذه مسألة أخرى، ولا يزال الألم الذي سببه سافيل محسوساً وشدته في أوجّها بين أولئك الذين أساء إليهم، لكن الضرر الذي تسبب به محسوس في جميع أنحاء المجتمع، بما في ذلك المؤسسات والأفراد الذين تلاعب بهم للاعتقاد بأنهم كانوا يفعلون شيئاً من أجل الصالح العام، في حين أن ما فعلوه كان، من دون قصد، المساعدة في بناء جدار أكثر متانة ليتحصن المعتدي خلفه.
دان ديفيز هو مؤلف كتاب "على مرأى الجميع: حياة وأكاذيب جيمي سافيل".